«أبوظبي للتعليم» يستعد لإصدار لائحة سلوك جديدة

طلاب ينسقون للغياب الجماعي عبر «واتس أب» و«فيس بوك»

خلو الصفوف الدراسية من الطلبة قبل الإجازات ظاهرة متكررة. الإمارات اليوم

كشف معلمون في مدارس حكومية وخاصة، عن وجود تنسيق بين أعداد من الطلاب للغياب الجماعي عن الدراسة قبل موعد إجازات المناسبات الوطنية التي تصادف هذا الأسبوع. وأكدوا استخدام كثيرين منهم وسيلتي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«واتس أب» لحث زملائهم الموجودين في مجموعات مشتركة معهم، على الغياب.

 

من جانبه، قال مجلس أبوظبي للتعليم لـ «الامارات اليوم» إن خطة الحد من غياب الطلبة التي يطبقها في المدارس تشدد على ضرورة حضور الطلبة إلى مدارسهم، وتحمل ذوي الطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس مسؤولية التأكد من التزام الطلبة بالحضور إلى مدارسهم، والالتزام الكامل بمواعيدهم المدرسية، مطالباً المدارس بتفعيل لائحة السلوك الطلابي لمعالجة المشكلات التي تواجه الطلاب وتؤثر في مسيرة تعليمهم.

 

وتفصيلاً، حذر معلمون وتربويون من انخفاض أيام التدريس الفعلية في الفصل الدراسي الأول بسبب كثرة الإجازات التي تتخلله، إضافة إلى استمرار ظاهرة غياب الطلبة قبل وبعد الإجازات الرسمية والامتحانات، مشيرين إلى أن عدد ايام الفصل الدراسي الأول بلغ 117 يوماً، منها 53 يوماً إجازات مدرسية وأعياد دينية ووطنية، وأيام غير دراسية، وأيام امتحانات. وبإضافة غياب الطلبة قبل إجازة عيد الأضحى، وقبل إجازة اليوم الوطني، أصبح أكثر من 50% من الفصل الدراسي الأول أياماً غير دراسية.

 

وأكد المعلمون محمد سعيد، وسيد إبراهيم، ومنال يوسف، وماجدة صلاح، تزايد معدل غياب الطلاب والطالبات قبل كل إجازة رسمية، وتحوله إلى ظاهرة مجتمعية تهدد النصاب الفعلي للعام الدراسي والخطط التربوية القائمة عليه، مشيرين إلى عدم وجود أي تعاون من جانب ذوي الطلبة على ضبط دوام أبنائهم في المدارس، إضافة إلى وجود لائحة سلوكية حازمة تردع الطلاب، وتقضي على هذه السلوكيات المرفوضة.

 

وقال الأخصائيون الاجتماعيون، عادل صبري، ومها سعيد، وفاطمة الجابري، وأم سلطان، إنه لم تكن حالات غياب بين الطلاب في السنوات الماضية تشكل أرقاً في المدارس، أو تعطل يوماً دراسياً كاملاً، باعتبارها حالات فردية لا تتجاوز عدد أصابع اليد. وأضافوا: «مثل هذه الحالات كانت تعالج وفق لائحة السلوك والالتزام، إلا أنها في السنوات الخمس الماضية أخذت صورة مغايرة، وارتفعت نسبة الغياب في أوساط الطلبة في الأيام التي تسبق الإجازات واختبارات نهاية الفصل الدراسي، فقد تحول الأمر إلى ظاهرة غياب جماعي يتم التنسيق له بين طلاب المدرسة وليس الصف الواحد. وعزا المعلمون ناصر الذهبي، وسليمان عبدالله، ونورة سعد، وخلود حاتم، وشيماء فخر، غياب الطلاب إلى اسباب عدة، تتضمن تحول بعض من المدارس إلى بيئة طاردة للطالب، بسبب التقيد بروتين محدد طوال العام، ما يشعر الطالب بالملل وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة. وأسهم في ذلك عدم حرص الأهل على انتظام أبنائهم بالحضور وإهمال متابعتهم دراسياً، ما ولد لديهم اهمالاً ذاتياً، إضافة الى التساهل في عدم تطبيق لائحة النظام المدرسي المختصة بغياب الطلبة من قبل بعض الإدارات المدرسية، وامتناع المعلمين عن شرح دروس جديدة في حال وجود نسبة كبيرة من الغياب، إضافة إلى تشجيع فئة من المعلمين للطلبة على الغياب عن طريق الإيحاء غير المباشر.

 

وأكد مصدر في مجلس أبوظبي للتعليم انه ناقش مع مديري المدارس الحكومية في أبوظبي والعين، ظاهرة انقطاع الطلبة عن الدوام المدرسي قبل وبعد الإجازات، وكيفية حلها، مضيفاً أن خطة الحد من غياب الطلبة التي يطبقها في المدارس تشدد على ضرورة حضور الطلبة إلى مدارسهم وفقاً للتقويم المدرسي، محملة ذوي الطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس مسؤولية التأكد من التزام الطلبة بالحضور إلى مدارسهم، والالتزام الكامل بمواعيدهم المدرسية.

 

وطالب المصدر المدارس بتفعيل لائحة السلوك الطلابي والتواصل مع ذوي الطلبة ووضع خطط ومقترحات قابلة للتنفيذ وتتلاءم مع الأعمار الدراسية للطلبة.

 

وشدد المصدر على ضرورة إبلاغ ذوي الطلبة بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم، ومنها الحرص على التأكد من التزام أبنائهم بالحضور إلى المدرسة يومياً، في الأوقات المحددة وإبلاغ المدرسة في حال حدوث ضرورة اقتضت تغيب أحد الأبناء عن الدراسة، مشيراً إلى أن خطة الحد من غياب الطلبة تلزم المدارس بوضع آلية محددة لحصر الطلبة في الصفوف في الموعد من دون تأخير، مع ضرورة التزام المدارس بالاحتفاظ بسجلات تحتوي على بيانات دقيقة عن الحضور اليومي لكل طالب، وترفع تقريراً للمكاتب التعليمية التابعة للمجلس في نهاية كل فصل دراسي.

تويتر