نقطة حبر

دور ولي الأمر ودور المعلم

الدكتورة سميرة النعيمي

كنا نذهب إلى المدرسة بحقيبة مملوءة، ونحضر الحصص في صفوف كانت في أنظارنا في أبهى حلة، وقد كانت لوحة الصف الخلفية محط النظر لكل من يدخل الصف، وتلك اللوحات الورقية بمختلف محتوياتها من خرائط وقصائد ونظريات تغطي بقية الجهات في حائط الصف، كانت لدينا سبورة سوداء مع طبشور أبيض، ثم تطور الأمر إلى سبورة خضراء مع طبشور ملون.

وسائل التعليم والأدوات كانت أقل تطوراً، وساعات الدراسة اليومية كانت أقل، ومعظم الآباء والأمهات كانوا على قدر محدود من التعليم، وبعضهم بالكاد يقرأ، رغم ذلك تخرجت أجيال متعلمة مثقفة محبّة للعلم والتعلم، وقدراتهم القرائية والتعبيرية عالية.

•الآباء اليوم أصبحوا أكثر انشغالاً وإن كانوا أكثر تعلّماً.

اليوم لدينا مدارس مزودة بأحدث التقنيات، ومناهج متطورة، وصفوف تكتظ بكل وسائل التعليم الحديثة، ولدينا بوابات للولوج إلى عالم المعلومات المفتوح، فأصبحت المدارس الحديثة مزودة بشبكات إنترنت، وحواسيب إلكترونية، وبرامج وألعاب تعليمية متعددة، ومكتبات حديثة، والكتب أصبحت في متناول يد الطالب، بحيث يستطيع الاطلاع عليها بواسطة جهازه النقّال أو أي جهاز آخر.

الآباء اليوم أصبحوا أكثر انشغالاً، وإن كانوا أكثر تعلّماً، ويعتقدون أن أقصى ما يجب أن يقدموه هو التوجيه والإرشاد والتشجيع على المذاكرة وحل الواجبات، وليس التدريس.

نحتاج إلى دراسة شاملة ومتخصصة، لتوزيع الأدوار بين أطراف العملية التعليمية، ونحتاج إلى التفكير الجاد لوضع الحلول المناسبة، ولنجد الإجابة للسؤال الذي يطرحه ذوو طلبة ويرددونه، وهو: ماذا يفعل أبناؤنا طوال ساعات الدراسة التي تسبقها رحلة طويلة إلى المدرسة، ورحلة مشابهة إلى البيت، يعودون بعدها منهكي القوى؟

ألا يكفي هذا الوقت للتعلم والتدرّب، وتكون الواجبات المنزلية مجرد تثبيت معلومات؟ ألا ينتبه المعلمون إلى أن معظم أولياء الأمور يعملون ساعات طويلة، تمتد إلى بعد انتهاء وقت المدارس، ثم يعودون بعدها إلى منازلهم وأبنائهم؟

هل من المنطقي بعد ذلك أن يجدوا أنفسهم مطالبين بالتدريس والشرح والحديث معهم وتوطيد العلاقات الأسرية، إضافة إلى متابعة الواجبات اليومية، وممارسة نشاط رياضي وترفيهي لشحن طاقاتهم وأجسادهم، للعودة إلى الدراسة في اليوم التالي، ويعود أيضاً الآباء إلى العمل في مؤسساتهم بهمة ونشاط، ليتقنوا أعمالهم ويخدموا أوطانهم؟

لابد أن تنتج عن تلك الدراسة إجابات وتوصيات، تحدد لكل طرف الدور المناسب له، وتوضح لولي الأمر المطالب بالمتابعة والاهتمام بالطالب ماهية هذه المتابعة، وهل تعني المتابعة أن يقوم بتكرار عمل المعلمين بتدريس المواد الدراسية لابنه أو ابنته بشكل يومي.

مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

salnuaimi@ecae.ac.ae

تويتر