شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة لمعرفة ملابساتها واتخاذ الإجراء المناسب

«التربية» تقرر إيقاف معلم اعتدى على طالب

«التربية» ترفض العقاب البدني وكل الأساليب التربوية غير الحديثة. تصوير: تشاندرا بالان

أفاد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، بأن الوزارة قررت إيقاف المعلم الذي اعتدى على طالب بالضرب داخل الصف الدراسي، في مدرسة حكومية بإمارة عجمان، مؤكداً أن الوزارة شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة لمعرفة ملابساتها وحيثياتها، وفي الوقت ذاته سوف تتخذ الإجراءات التربوية القانونية المتبعة دون تساهل أو غض الطرف عن المخطئ.

وكان نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تداولوا، أمس، مقطعاً لفيديو يصور واقعة اعتداء معلم على طالب داخل الفصل الدراسي.

http://10.102.70.69:8080/eay-ingester/image/view/8ae6c6c5502ee51c01506769cb320c92

حسين الحمادي:

«يجب أن يعي الطلبة كيفية التصرف في مثل تلك الحالات، والابتعاد عن التصوير الذي فيه تجاوز لخصوصية المدرسة».

وتفصيلاً، أكد الحمادي أن التعليم الذي تطمح الدولة إلى ترسيخه يستند في جوهره إلى ترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل بين المعلم والطالب، ونشر المفاهيم التربوية والقيم الأخلاقية الأصيلة، لجعلها ميزة وسمة أساسيتين تسودان أركان المجتمع المدرسي، موضحاً أن غرس هذه الأخلاقيات بين النشء مطلب ضروري، وبدورها ترفض الوزارة كل الأساليب التربوية غير الحديثة والعقاب البدني، وتنبذ السلوكيات المنافية لتقاليد وعادات مجتمع دولة الإمارات الرفيعة التي تشكل هيئة وطبيعة التعامل والعلاقة المتزنة بين المعلم والطالب.

جاء ذلك تعقيباً على مقطع الفيديو، الذي انتشر أمس في وسائل التواصل الاجتماعي، ويُظهر معلماً يضرب طالباً في إحدى مدارس الدولة، وقال الوزير إن «هذا المقطع لا يعد مقياساً للأجواء التعليمية السائدة في مدارسنا، وهي حالة فردية نرفض حدوثها ونؤكد عدم تكرارها». وشدد الحمادي على أن «العلاقة المتزنة التي نطمح إليها بين المعلم والطالب، تلك التي لا تشوبها أي تداخلات استثنائية، لا تمت للعملية التربوية بأي صلة لما لها من آثار سلبية جمة، سواء على المعلم أو الطالب، لذا نؤكد رفض الضرب وأشكال العقاب البدني كافة، كوسيلة لتصحيح مسار الطالب إذا أخطاً»، لافتاً إلى أن «هناك من الوسائل التربوية الحديثة ما يكفل تحقيق هذه الغاية، بعيداً عن أي انتهاكات نرفضها، وتمليها علينا رسالة المعلم السامية في تشكيل وعي الطالب وإيجاد أجيال واثقة بذاتها، مؤمنة بهويتها الوطنية، منتمية لهذا البلد المعطاء الذي يقدم لأبنائه ما لا تقدمه أي دولة أخرى في العالم».

وأشار إلى ضرورة «معالجة الأخطاء التي تبرز أحياناً من قبل الطلبة بحكمة وعقلانية، ولا نسمح بأي إساءة بحق الطالب من أي جهة كانت، وفي الوقت ذاته يتعين على المعلم والطالب التقيد بلائحة سلوك المتعلمين بحذافيرها، والتي بدورها تضمن آليات ضبط هذه العلاقة بشكل أكثر اتزاناً».

وأكد ضرورة أن يعي الطلبة كيفية التصرف في مثل تلك الحالات، والابتعاد عن التصوير الذي فيه تجاوز لخصوصية المدرسة وعناصرها كافة، وأيضاً معرفة كيفية الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، وألا تتخذ كمنصة لنشر مقاطع فيديو أو عبارات مسيئة لأي طرف كان، موضحاً أن اللجوء إلى أصحاب الاختصاص في مثل تلك المواقف، سواء الإدارة المدرسية، أو مخاطبة وزارة التربية بشكل مباشر، يعدان الوسيلة الأصح لحفظ حقوق الجميع.

وأوضح أن الوزارة عممت، أخيراً، لائحة سلوك المتعلمين على مدارس الدولة الحكومية والخاصة التي تتبع الوزارة، بصيغتها الجديدة والعصرية الملبية لطموحات الميدان في توثيق العلاقة التربوية الأصيلة في المجتمع المدرسي، وتحقيق غايات الوزارة في حفظ استقرار مجريات الدراسة، بحيث تكون خالية من أي منغصات أو إشكاليات أو سلوكيات تتعارض مع مفهومنا للوصول إلى مدرسة إماراتية يتكامل فيها العنصران التعليمي والتربوي، كونهما يعدان ركيزة ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.

تويتر