مدير «تربية عدن»: الهيئة تتجه لجعلها نموذجية.. وإعادة الإعمار لـ 8 مدارس دمرت كلياً

مدارس عدن تستقبل طلابها مجدداً بدعم «الهلال الأحمر»

صورة

وقف الطفل، طه رأفت طه، الطالب في الصف الخامس الابتدائي، شاخصاً مذهولاً أمام جمال جديد اكتست به مدرسته، التي خطفت منه أنظاره طويلاً يتفحص ما جرى على صفوف وقاعات الدراسة وساحة اللعب، وقد احتلها سحر آخر ملأ قلبه شوقاً لاستئناف تحصيله العلمي الذي علق قسرياً ستة أشهر، نتيجة عدوان ميليشيا «الحوثي وصالح» على مدينة عدن، في جنوب اليمن، وبقية مدن اليمن.

الصورة الجديدة التي ظهرت بها مدرسة أبوبكر الصديق، التابعة لمديرية المعلا، محت من ذاكرة طه، الصبي البالغ من العمر تسعة أعوام، تلك الصورة المأساوية التدميرية التي أصابت نفسيته، وجعلته يكره التعليم في سن مبكرة، بعدما شاهد الدمار الذي أصاب مدرسته في زيارته الأولى، نتيجة القصف المباشر من قبل قوات المتمردين الحوثيين، الذين سعوا لاقتحام المدينة التي تحتضن الميناء الرئيس لليمن، في أبريل الماضي.

«شكراً إمارات الخير والعطاء»

أعربت مديرة مدرسة أبوبكر الصديق، مريم الوهابي، التي زارتها «الإمارات اليوم» في مكتبها، صباح أمس، عن شكرها وعرفانها لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي على جهودها الجبارة لإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، وقالت «شكراً إمارات الخير والعطاء».

وقالت إن مدارس عدن تفتح أبوابها من جديد وتستقبل الطلاب بشوق بفضل جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي أسهمت بشكل كبير في عودة أبناء عدن إلى الحياة الطبيعية، رغم المنغصات التي يعانيها الكثير من أسر أبنائنا الطلاب، إلا أن اليوم الأول للعام الدراسي الجاري بدأ مقبولاً إلى حد كبير».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/378042.jpg

مريم الوهابي. من المصدر


شوارع عدن تتجمّل بطلابها

زخم طلابي كبير تلمسه شوارع وأزقة عدن، تجمله مناظر الطلاب وهم يرتدون الزي المدرسي، وتسير دفعات الطلبة نحو العلوم والمعرفة في مدارسهم بعدما أضاعوا عاماً كاملاً من الدراسة. ويمشي الطالب (طه) ماسكاً بيده اليمنى أخته الصغيرة ذات الستة أعوام، ذاهباً إلى مقاعد الدراسة، ونظرته إلى مستقبل أفضل، وبناء جيل متسلح بالعلم، بعد أن انتهت أجواء الرتابة التي كانت تحيط بمدرسته طيلة الأعوام الفائتة.

زار طه المدرسة، في أغسطس الماضي، بعد تحرير مدينة عدن من القوات الغازية، فصعقته مشاهد الدمار والخراب في مدرسته، ومن حينها ظل حبيس منزله لا يغادره حتى لحظة إبلاغ والده، ليلة الخميس الماضي، بأن عودة ابنه إلى مقاعد الدراسة في مدرسته أصبح ممكناً بفضل عمل دؤوب وجهد إنساني كبيرين لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي من خلال مشروع ترميم مدارس عدن.

وقال مدير التربية في محافظة عدن، سالم مغلس «أوضاع مدارس عدن، البالغ عددها 148 مدرسة، سيئة للغاية، إما أنها دمرت كلياً أو جزئياً، ومنها ما أصبحت ملاذاً للنازحين الذين لجأوا إليها من محافظة لحج، ومديريات عدن نفسها، نتيجة تدمير منازلهم وتضررها جراء الحرب».

واستعرض مغلس لـصحيفة «الإمارات اليوم» جهد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إذ تم حصر المدارس المتضررة بداية أغسطس الماضي، وبعده عمليات إعادة تأهيلها، ففي المرحلة الأولى من المشروع الإماراتي تم ترميم 44 مدرسة، نهاية الشهر الماضي، فيما يتوقع إنجاز ترميم 55 مدرسة أخرى الأسبوع المقبل، في المرحلة الثانية من المشروع.

وأشار إلى أن هناك ثماني مدارس دمرت كلياً، إذ سيطرح «الهلال الأحمر الإماراتي» خلال الأسابيع المقبلة مناقصة عامة لإعادة إعمارها ضمن المرحلة الثالثة من المشروع.

وقال مدير تربية عدن إن دعم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الكبير يعبر عن مدى الترابط العربي وأواصر الأخوة بين اليمن والإمارات، مشيراً إلى أن مدارس عدن ظهرت، أمس، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، زاهية بحلة جديدة، بفضل العطاء السخي لدولة الإمارات العربية، الذي لا يقدر بثمن.

وأكد حرص «الهلال الأحمر الإماراتي» على تجهيز كل المدارس بمختلف احتياجاتها من الأثاث المدرسي، إذ تم أيضاً تزويد عدد كبير من تلك المدارس بأجهزة التكييف، بالإضافة إلى مدها بمستلزمات فنية مثل الكمبيوترات ومختبرات علمية ومهنية، وغيرها من التجهيزات.

وعبر مغلس عن شكره للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لليمن في جميع النواحي، خصوصاً المجال التربوي، موضحاً أن «هذا الإنجاز لم نكن نستطيع تنفيذه لسنوات طويلة، لكن دعم إخوتنا في دولة الإمارات أصبح جاهزاً بأعلى المواصفات».

وقال مغلس إن «(الهلال الأحمر الإماراتي) تتجه لجعل مدارس عدن نموذجية، كنسخة ثانية على غرار مدارس دولة الإمارات العربية الشقيقة».

ولاتزال جهود الحكومة اليمنية والسلطة المحلية في عدن وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تتعثر في بعض المدارس، سيما في مديرية «دار سعد» وحي البساتين المجاور، إذ تدور هناك معركة شرسة لتفكيك الألغام التي زرعها المتمردون الحوثيون وقوات حليفهم، قبل طردهم من عدن.

تويتر