نقطة حبر

القراءة أساس الحضارة

الدكتورة سميرة النعيمي

القراءة غذاء العقل وأساس الفهم والثقافة، وهي المدخل الأول لكل علم من العلوم ولكل فن من الفنون، خصوصاً فن التكامل في الحياة والتعايش مع كل من حولنا. وهي مفتاح الحضارة بل أساسها الذي تبنى عليه، فبها تنفتح أبواب المعارف والعلوم.

الوضع الحالي لمستوى القراءة والكتابة لدى الأطفال، بل والشباب وحتى الكبار، أصبح في حالة يُرثى لها.

واليوم، وكما عودتنا دائماً، دولة الإمارات العربية المتحدة، السبّاقة في نشر الخير في كل مكان من أرجاء المعمورة، جاءتنا بشرى تثلج صدر كل مهتم بالعلم والعلوم وكل شغوفٍ بالثقافة وبالقلم وبما يسطرون.

إنها بشرى مبادرة تحدي القراءة العربي، المثال التطبيقي لتبني الفكر الابتكاري في حل المشكلات والتحديات، فهذه المبادرة تعد من الحلول المبتكرة لأحد أهم التحديات التي تواجه هذا الجيل والأجيال المقبلة، كانت هناك مبادرات سابقة ورائعة بل أكثر من رائعة لتشجيع القراءة، لكن مازال التحدي موجوداً وبقوة، فجاءت هذه المبادرة كتحدٍّ أكبر وأوسع نطاقاً لذلك التحدي الكبير، فكما يقال «لا يفلّ الحديد إلا الحديد». فالوضع الحالي لمستوى القراءة والكتابة لدى الأطفال، بل والشباب وحتى الكبار، أصبح في حالة يُرثى لها، فنحن في زمن الكل فيه يمسك بجهاز ويتبادل صوراً ومقاطع، إما جديدة أو قديمة متجددة، ولم يعد يوجد وقت لجلسات العائلة في جدولنا اليومي، ولا لسماع قصة من جد أو جدة، أو حتى لقراءة كتاب أدب أو قصة.

الجميل والرائع أن دولتنا وقيادتنا تعملان لتحقيق الهدف، ولتصلا لرؤيتهما ضمن منظومة بشرية عالمية، والأمثلة كثيرة على ذلك، ويذكر منها: الجوائز التعليمية، والبيئية، والابتكار وغيرها، وأخيراً «مبادرة تحدي القراءة العربي» التي تشجع أبناءنا الطلبة ومعلميهم وإدارات المدارس وأولياء الأمور للنهوض بمَلَكة القراءة ومهاراتها لدى أبنائنا بهدف التشجيع على الإبداع، وبناء مستقبل أفضل، ودعم الهوية العربية لدى الشباب العربي.

ومن المهم هنا التنويه بالتركيز على انتقاء الكتب المراد قراءتها، والتأكد من خلوها من الأفكار الدخيلة أو الغريبة، أو التي لا تدعم هذا الهدف النبيل، فالغاية نبيلة والهدف عظيم ولابد من أن تكون الوسيلة بمستوى الهدف والغاية، وكما رأينا انطلاق الحملة كان بقراءة قصة «القائدان البطلان»، وهي رسالة للتربويين ولأولياء الأمور بالحرص على البحث في الكتب والمكتبات والمصادر الإلكترونية وغيرها، وانتقاء النخبة من الكتب العلمية والتراثية وقصص الأطفال الهادفة وفي كل المجالات، لبذر حب العلم والمعرفة وفتح أبواب الخيال للإبداع والابتكار، وتنمية مهارات القراءة، وغرس حب القراءة في قلوب أطفال وشباب الأمة لنصبح فعلاً أمة تقرأ.

مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

salnuaimi@ecae.ac.ae

تويتر