مبادرة موّلتها «دبي القابضة» بـ 8 ملايين درهم لتعزيز المهارات الإبداعية لطلبة الحلقة الأولى

«التربية» و«الإمارات اليوم» تطلقان «مكتبات الابتكار» في 122 مدرسة

صورة

أطلقت وزارة التربية والتعليم، و«الإمارات اليوم» مبادرة لتطوير غرف مصادر التعلم «مكتبات ابتكار» في مدارس الحلقة الأولى في دبي والمناطق الشمالية، والبالغ عددها 122 مدرسة، بكلفة ثمانية ملايين درهم، تبرعت بها مجموعة دبي القابضة، بهدف تعزيز مهارات الطلبة الإبداعية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة، ووضعت الوزارة جدولاً للانتهاء من تنفيذ المشروع خلال العام الدراسي الجاري.

تعلّم ذكي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/09/8ae6c6c54e486ff2014fd1bc5f9449f7.jpg

يعمل برنامج محمد بن راشد للتعلّم الذكي على تهيئة المدارس الحكومية لبيئة التعلم الذكي، من حيث إنشاء البنى التحتية لمركز البيانات والمدارس والصفوف، وإنشاء الشبكات التي تربط المدارس مع بعضها بعضاً، وأيضاً الشبكات الداخلية للمدارس، والصفوف المدرسية، ومن ثم اختبار ترابط جميع الأنظمة مع بعضها بعضاً بما يضمن أن كل الأنظمة والأجزاء المتعلقة بالبرنامج متوائمة مع بعضها ومتطابقة ومترابطة.

وينفذ المشروع على ثلاث مراحل بدأت بالمرحلة التمهيدية في العام الدراسي 2012 ــ 2013، وشملت الصف التعليمي السابع في 14 مدرسة حكومية، تلتها المرحلة التطبيقية التي تنتهي في عام 2016، وهي المرحلة التي ستشهد تطبيق البرنامج في مختلف مدارس الدولة، ومن ثم مرحلة التطوير والمتابعة، وتتضمن التحديث المتواصل لكل عناصر البرنامج من أجهزة وأنظمة ومناهج تفاعلية وغيرها.

ويعد برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي مبادرة سباقة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية ورفع مخرجات التعليم في الدولة، بما يتماشى مع أهداف خطة 2021 الاستراتيجية للدولة، ويعمد البرنامج إلى إدخال التقنيات الحديثة في العملية التعليمية وإلى تحويلها إلى تجربة حيوية ومتفاعلة ما بين المعلم والتلميذ، تسمح بالتركيز على أداء كل تلميذ بما يساعد على العمل من أجل تطوير قدراته ومهاراته، وتعتمد العملية التعليمية على مساندة الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر والألواح الإلكترونية لنظام التدريس الحالي.


حب التعلم والإبداع

قال وكيل وزارة التربية والتعليم، مروان أحمد الصوالح، إن مشروع غرف مصادر التعلم الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع «الإمارات اليوم» يعمل على توفير بيئة تعليمية جاذبة للطلاب، وتوفير مناهج وأنشطة ثقافية تساعد على الإبداع والابتكار، فضلاً عن إكساب الطلبة مهارات القرن الـ21 في البحث والاستكشاف والتفكير العلمي وحل المشكلات.

وذكر أن غرف مصادر التعلم ستكون بمواصفات عالمية تساعد الطلبة على حب التعلم والإبداع، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من المشروع شملت مدارس الحلقة الأولى، وستشمل بقية المراحل التعليمية في ما بعد.

وأكد أن هذه الغرف ستكون رافداً أساسياً للمنهاج المدرسي، وتساعد المدرس الصفي على استخدام التقنيات الحديثة كداعم للمنهاج التعليمي الذي يشرحه للطلاب، ويمكنه من قيادة الصف المدرسي بأساليب حديثة.

وتهدف المبادرة إلى تجهيز وتطوير غرف مصادر التعلم في مدارس الحلقة الأولى تكنولوجياً، وتحويلها من مجرد مكتبات إلى «مكتبات ابتكار» وبيئة تفاعلية تحفز على الإبداع والاستكشاف، واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لتعزيز مهارات الطلبة الإبداعية وتنويع مصادر التعلم.

ويُبقي المشروع على الكتب كمصدر إثرائي أساسي من مصادر التعلم، مع توفير نظام لإدارة المكتبات، فضلاً عن توفير أجهزة وتطبيقات تكنولوجية حديثة تدعم التعلم باللعب والحركة، وتزويدها بأجهزة عرض تفاعلية لمختلف الوسائط التعليمية الرقمية، ودعم التواصل المباشر مع المدارس، وتوفير أجهزة صوتية لدعم عرض المواد الصوتية والفيلمية المختلفة بشكل أفضل.

ويعمل المشروع أيضاً على مضاعفة مساحة غرفة مصادر التعليم في كل مدرسة، إلى ضعف المساحة الحالية، بدمج غرفتين بدلاً من واحدة، ليصبح متوسط الغرفة ستة أمتار في تسعة أمتار، وتغيير التصميم الداخلي والأثاث لاستغلال المساحات بشكل أمثل يدعم تنفيذ الأنشطة المختلفة ومبدأ العمل من خلال مجموعات.

وأكد نائب الرئيس، العضو المنتدب لمجموعة دبي القابضة، أحمد بن بيات، أن دعم المجموعة للمبادرة يأتي من إيمانها العميق بأهمية الابتكار ودوره الرئيس في دفع التنمية قدماً وتعزيز مكانة الدولة عالمياً، بما ينسجم بشكل تام مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأضاف أن من شأن «مكتبات الابتكار» تحفيز جيل ناشئ وتوعيته مبكراً بأهمية الإبداع في بناء أسس راسخة لمستقبل مزهر ومستدام.

من جهته، وشدد الزميل رئيس التحرير في «الإمارات اليوم»، سامي الريامي، على أهمية المبادرة في تنمية مهارات الطلبة وتعزيز قدراتهم الإبداعية، وتمكينهم من مواكبة الأدوات الحديثة والمبتكرة في التعلم.

وقال إن المبادرة تنسجم مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تشجع في مجال التعليم على الابتكار من خلال تزويد الطلبة بمهارات القرن الـ21، مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والإبداع، والابتكار، والمثابرة، والقدرة على التكيف، وغيرها، بالإضافة إلى إنشاء مختبرات ابتكار في المدارس والجامعات لتشجيع الاختراعات.

وأضاف أن غرف مصادر التعلم الحديثة ستوفر البيئة الملائمة والمحفزة للطلبة والمعلمين، على الابتكار وتعميق مفاهيم البحث العلمي، وتعزيز قدرات المناهج التعليمية في رفع سوية الطلبة ومهاراتهم في التفكير الإبداعي.

من جهته، أفاد وكيل وزارة التربية والتعليم، مروان أحمد الصوالح، بأن الوزارة بدأت تنفيذ المشروع وفق خطتها التطويرية، موضحاً أنها بدأت في عرض المناقصات لتلقّي أفضل العروض من الشركات، من أجل بدء تنفيذ المشروع في أقرب وقت، ليتم الانتهاء منه خلال العام الدراسي الجاري، وفق خطة الوزارة التطويرية.

وأكد أن الوزارة تعمل على توفير بيئة تعليمية جاذبة، ومحفزة للطلاب، تنمي قدراتهم الإبداعية، وتمكّنهم من أدوات وأساليب المستقبل الحديثة، لذا تعمل على الاستعانة بالمؤسسات والأفراد لدعم مشروعاتها التطويرية لتسريع منظومة العمل والإنجاز، حيث إن التعليم شأن مجتمعي يتطلب التعاون والتنسيق بين أفراد المجتمع كافة.

ولفت الصوالح إلى أن مشروع «تطوير غرف مصادر التعلم»، الذي تنفذه الوزارة و«الإمارات اليوم»، يضع المدارس الحكومية على طريق المدارس العالمية، التي تتمتع بمواصفات عالية، فضلاً عن المساهمة في إعداد جيل من الطلاب متمكن من أساليب التعلم الحديثة، وقادر على تحصيل المعلومة في أسرع وقت والاستفادة منها، بطرق مبتكرة.

وقال إن المبادرة التي تبنّتها الصحيفة نجحت في تجميع المبلغ المطلوب لتنفيذها في وقت قصير، الأمر الذي يعود لصدقيتها، ودورها الاجتماعي البارز، مشيراً إلى أن تلك الخطوة ساعدت الوزارة على سرعة البدء في تنفيذ المشروع، والعمل على الانتهاء منه في وقت قياسي، ليتسنى للطلاب الاستفادة منه في أسرع وقت.

وحول ما إذا كانت هناك مراحل أخرى للمشروع تشمل مدارس أخرى، أكد الصوالح أنه حالياً تم التركيز على مدارس الحلقة الأولى ورياض الأطفال كافة، فيما توجد مشروعات تطويرية أخرى تشمل مدارس الدولة كافة، وعددها 297 مدرسة.

وقال الصوالح إن الوزارة وضعت ضمن خطتها التطويرية، التي أعلنتها أخيراً، البنية التحتية للمدارس ضمن أهم أولوياتها، حيث تؤسس المدارس الجديدة وفق معايير ومواصفات عالمية، تتناسب مع خطة التحول نحو التعلم النوعي، الذي يتطلب أن يكون المبنى المدرسي ذا مواصفات وإمكانات خاصة، من حيث التأسيس والتجهيز في ما بعد.

ولفت إلى أن الصف المدرسي التقليدي في طريقه إلى التغيير والتطوير ليصبح أكثر تفاعلية وجاذبية، ومزوداً بأحدث الأجهزة والمتطلبات التكنولوجية، فيما تعمل الوزارة على تدريب المعلمين على التعامل مع هذه النقلة النوعية في مجال التعليم، لتلبية متطلبات الخطة التعليمية وخطط الدولة التطويرية، التي تهدف إلى تخريج أجيال من المواطنين قادرين على الدخول إلى سوق العمل بسهولة، ودون الحاجة إلى برامج تدريبية أخرى في ما بعد.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر