طالبوا بإنشاء جهة محددة تتبنى الابتكارات المفيدة للمجتمع

طلاب: مشروعات التخرج العلمية ابتكارات مع إيقاف التنفيذ

ابتكارات طلبة تجذب جمهور المعارض ثم تحفظ في المخازن دون تنفيذ. تصوير: نجيب محمد

أكد طلاب في كليات التقنية، وجامعات أبوظبي، والحصن، وعجمان وخليفة، ومعاهد التكنولوجيا التطبيقية، والمدارس الفنية، أن مشروعات التخرج الخاصة بهم، عقب عرضها في معارض التخرج التي تنظمها الجامعات والمعاهد، تصبح ابتكارات مع إيقاف التنفيذ، تتحول إلى مجرد أوراق على أرفف المكتبات، ولا تجد من يتبناها ويحولها إلى منتج سوقي، رغم ما تناله من إشادة وإعجاب، سواء من المسؤولين أو الجمهور، مطالبين بإنشاء جهة محددة تتبنى الابتكارات المفيدة للمجتمع.

مشروعات التخرج تحتاج إلى رعاية

توجد عشرات من مشروعات التخرج، نفذها طلاب وتصلح للتطبيق على أرض الواقع، وبسبب عدم وجود رعاة لهذه المشروعات باتت ابتكارات مع إيقاف التنفيذ، مثل مشروع «عازل الصوت»، باستخدام الإطارات القديمة للسيارات لعمل عازل صوتي داخل البنايات الحديثة والخيم، لحمايتها من التلوث الصوتي الصادر من الطائرات والسيارات والمصانع والرياح القوية، بالإضافة إلى مشروع القبة الفلكية، الذي يتم من خلاله تبسيط عالم الفضاء بالاعتماد على مبادئ الفيزياء والتطبيقات العملية في تقديم عروض مثيرة لأي جزء من الفضاء، سواء كواكب أو مجرات أو نجوماً. ومشروع «المولد الشمسي»، وهو عبارة عن ابتكار ألواح قادرة على امتصاص الطاقة الشمسية والاحتفاظ بها، ثم تحويلها إلى طاقة كهربائية، ومشروع المكيف الشمسي، وهو عبارة عن تصميم مكيفات هواء مستمدة من الطاقة الشمسية، وتستخدم الثلج الجاف لتبريد الغرفة دون حاجة للكهرباء.

وتفصيلاً، قالت الطالبات: مريم زياد، وفاطمة كلبان، وعهود الجنيبي، وصباح شمس، إنهن ابتكرن تكييفاً ذكياً، عبارة عن نظام تبريد عن بُعد، يساعد على تبريد السيارة قبل ركوبها، لمواجهة حرارة الجو، واحتمال تعرض الاطفال الصغار للخطر بسبب هذه الحرارة، مشيرات إلى أن مشروعهن لاقى إشادة من الجامعة، إلا أنهن لم يجدن أحداً يتبنى المشروع ويحوله إلى منتج. وقالت الطالبات: مها أحمد، وخلود راشد، ونورة الصالح، إن مشروع تخرجهن كان عبارة عن تطبيق ذكي، لتحديد الأماكن الخالية في مواقف السيارات، يمكن تحميله على الهواتف لمنع التكدسات في المراكز التجارية والمواقف متعددة الطوابق، إلا أنهن لم يجدن من يساعدهن على تسويق الابتكار أو تبنيه وتنفيذه.

فيما صمم الطلاب: محمد الحمادي، وفيصل بن محفوظ، وأحمد المنصوري، وخالد النقبي، جهاز كشف مبكر عن «السكري»، على شكل ساعة يد تتمتع بنظام حساسات تنبه الشخص في حال تسجيل ارتفاع في معدلات السكري بشكل غير طبيعي، مؤكدين أنه على الرغم من أهمية ابتكارهم في الكشف المبكر عن السكري، إلا أن الابتكار أصبح مجرد نموذج لديهم وأوراق عمل في مكتبة المعهد، ولم يخرج إلى النور ليستفيد منه آلاف المرضى.

فيما ابتكرت خمس طالبات هندسة نظاماً لرفع المياه باستخدام طاقة الرياح، ويمكن استخدامه في الزراعة والري، واستخراج المياه الجوفية، ورفع البترول من باطن الأرض.

وقالت الطالبات: صفية بابكر، وليلى سخي، وشهد عمر، وعبير حسونة، وأمل ماجد، إن الابتكار عبارة عن نظام رفع (أو نقل) المياه باستخدام طاقة الرياح بطريقة ميكانيكية بحتة، ولا يحتاج إلى كهرباء، ويعتمد على رفع المياه عبر أنابيب صغيرة، ويتم ذلك ميكانيكياً فور دوران مروحة (توربين) تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضحن أنه على الرغم من أن مكونات النظام من مواد بسيطة غير مكلفة، وحصول الابتكار على المركز الخامس في مسابقة مبتكر 2014، إلا أنهن لم يستطعن تسويقه حتى الآن، رغم أهميته في الأماكن البعيدة والصحراوية التي لا توجد فيها كهرباء.

فيما قدمت طالبات ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، والثانويات الفنية، خلال المعرض العلمي المشترك الذي أقيم، أخيراً، في مجمع زايد التعليمي بأبوظبي، نحو 150 مشروعاً مبتكراً، تضمنت مشروعات «بديل البترول»، الذي يعمل على توفير بديل بترول من خلال الديزل الحيوي المصنوع من فول الصويا أو من زيوت الطبخ المعاد تدويرها من المطاعم.

وأكد طلبة أن مشروعاتهم على الرغم مما تميزت به من أفكار جديدة، واستخدامهم مواد يعاد تدويرها إلا أنها ستظل مجرد مشروعات تخرج، ولن ترى النور بسبب عدم وجود شركات راعية، أو جهة يمكنها تبني هذه المشروعات وتسويقها وإنتاجها، مطالبين بضرورة وجود جهة محددة يمكن للطلبة الذهاب إليها، وتقديم مشروعات تخرجهم وابتكاراتهم إليها، لتبنيها وتسويقها.

فيما أكدت الجامعات والمعاهد الفنية أنها تقوم بدعوة الشركات والمؤسسات، خلال معارض الابتكار العلمية، للاطلاع والتعرف إلى مشروعات وابتكارات الطلبة، وتبني ما يمكن منها، مشيرة إلى وجود أكثر من مشروع تخرج تم تبنيه وإنتاجه.

تويتر