نقطة حبر

لمسة وفاء

مديرة إدارة شؤون الطلاب في كلية الإمارات للتطوير التربوي

في بداية موسم الحصاد، ومع نهاية العام الدراسي، فإن التقدير والوفاء هما ما يحتاجه الجميع، ابتداءً من المعلم والمربي وكل من في المدرسة، وأيضاً كل من الطالب ووليّ الأمر ومن في المنزل بأسره، بل هو ما يحتاجه كل فرد منا، كي يستمر في عطائه وتضحياته، سواء كان بين أسرته أو في دراسته أو في عمله.

التربية الحسنة والمتابعة المستمرة يكون نتاجهما تميزاً دراسياً وسلوكياً.

لمسة الوفاء تلكم نرصدها ونبصرها بوضوح، خصوصاً عند تكريم الطلبة المتميزين سلوكياً وعلمياً، فالتكريم في حدّ ذاته هو لمسة وفاء ليست فقط للمجتهد على اجتهاده (بل أيضاً من المجتهد لأهله ولمعلميه ولوطنه).. لمسة وفاء للوالدين، وللأسرة التي رعتنا وأحاطتنا بكل الحب والسهر والرعاية، لمسة وفاء للمعلمين، خصوصاً الذين يبذلون جهودهم وأوقاتهم من أجل طلابهم.

حقاً إن التربية الحسنة والمتابعة المستمرة يكون نتاجهما تميزاً دراسياً وسلوكياً، لكن من الجميل أن نستشعر في هذا التميز والتفوق لمسة الوفاء للوطن، الذي منحنا الكثير وقدم كل الإمكانيات لبناء أجيال المستقبل.

وكما أن النجاح والتميز يعودان للشخص في بادئ الأمر وآخره، لكنهما كذلك يوفيان لأصحاب المعروف حقهم، فتبدو لمسة الوفاء هذه جلية في لحظات التكريم وإعلان النتائج، فنجد نظرات الآباء والأمهات محلقةً بالحب والشكر للأبناء الذين لم يخذلوا آمالهم فيهم، بل على العكس فقد كرّموا أنفسهم وقبل ذلك كرّموا والديهم.

لمسة الوفاء هذه يتقدم بها الطالب لكل من قام بتدريسه منذ التحاقه برياض الأطفال عندما تركه والداه والدموع تغمر عينيه فراقاً للحضن الدافئ، وخوفاً من المجهول، فهو لم يعلم حينها أن أحضاناً دافئةً أخرى سوف تتلقفه عاماً بعد عام، ليتخرج في المرحلة الثانوية، ويلتحق بركب العمل والدراسة الجامعية لاحقاً.

في لحظات التكريم نجد لسان حال الطلبة المتميزين ينطق وفاءً «كل التحية والحب والإجلال لك يا موطني، وكل التحية والحب لوالديّ وأسرتي، وكل التحية والوفاء لك يا معلمي الفاضل، يا من بذلت الجهد، وأحطتني بحبك ورعايتك على مدار السنين».. تحية أخرى لكل معلم سيكمل المسيرة بإبداعاته وحبه الكبير لأبنائه الطلبة، وتحية خاصة لكل من سيبدأ مسيرة التعليم ويتشرف باختيار مهنة التدريس ليصنع التميز ويبني الأجيال القادمة من قادة اقتصاد المعرفة.

تويتر