من خلال حصص إرشاد واختبارات تجريبية وتفعيل درجات المواظبة

مدارس أبوظبي تستعد مبكراً لمواجهة غياب الطلبة قبل الامتحانات

معظم الطلبة يفضلون الغياب في الأسبوع الأخير استعداداً للامتحانات. من المصدر

بدأت مدارس أبوظبي وضع خطط لمواجهة غياب الطلبة قبل الامتحانات مبكراً، وذلك لتزامن الامتحانات مع شهر رمضان الكريم، ما سيفاقم من الأزمة ويزيد من نسب الغياب، فيما وجّه مجلس أبوظبي للتعليم المدارس بتطبيق خطة الحد من غياب الطلبة التي تشدد على ضرورة حضور الطلبة إلى مدارسهم وفق التقويم المدرسي، والتواصل مع ذوي الطلبة لحثهم على تشجيع أبنائهم على الحضور والالتزام الكامل بمواعيدهم المدرسية حتى نهاية الدوام المدرسي.

وتفصيلاً، اقترح معلمون أن يتم تنظيم حصص إرشاد للطلبة، ودعم الأيام الأخيرة بالأنشطة الختامية والاختبارات التجريبية، وتوزيع المهام على الطلبة، وتفعيل درجات المواظبة، بالإضافة إلى عدم إنهاء المناهج قبل ذلك الأسبوع، وإعداد جدول اختبارات للفترة الأخيرة في كل مادة.

وقال معلمون في مدارس حكومية وخاصة إن إدارات المدارس اجتمعت معهم، الأسبوع الماضي، وطالبتهم باقتراح أساليب جديدة لمواجهة عزوف الطلبة عن الحضور في الأسبوع الذي يسبق الامتحانات، خصوصاً أن الفترة من الممكن أن تصل هذا الفصل الدراسي إلى أسبوعين بسبب تزامنها مع بداية شهر رمضان.

وأفاد معلم اللغة العربية، حسين عبدالله الصراف، بأن الغياب الجماعي مشكلة ازدادت في السنوات الأخيرة في جميع المدارس باختلاف مراحلها، موضحاً أن الغياب يكون باتفاق سري بين الطلبة، يقررون على إثره منح أنفسهم إجازة، ويحدث ذلك بمباركة من ذويهم، خصوصاً في الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية أو التي تليها، أو قبل بدء امتحانات نهاية العام، فتصبح المدارس خالية من الطلبة، ما يضطر المدرسة إلى إدماج العدد القليل من كل فصل مع بعضهم بعضاً، وإعطائهم أنشطة لمراجعة المواد وحل المسائل، مشيراً إلى أن إدارة المدرسة طالبتهم بابتكار أساليب لمواجهة هذه الظاهرة والتشديد على الطلبة بأن الالتزام عليه نسب من الدرجات.

وأيدته في الرأي معلمة التاريخ، فاطمة صالح، التي أكدت أن المدرسة بدأت في تطبيق حصة للإرشاد الأكاديمي لتحذير الطلبة من الغياب وضرورة الالتزام بالحضور خلال الفترة التي تسبق الامتحانات، بالإضافة إلى أنهم طبقوا خلال هذا الفصل نظام المراجعة عقب كل وحدة دراسية، حتى لا يتم ترحيل حصص المراجعة جميعها إلى الأسبوع الأخير من الدراسة، ما يشجع الطلبة على الغياب نظراً إلى انتهاء شرح المنهاج المقرر.

فيما ذكر معلم الفيزياء، أحمد رشاد، أن المدرسة قررت خلال اجتماع المعلمين، أن تتم دعم الأيام الأخيرة من الدراسة ببعض الأنشطة المحفزة والمسابقات العلمية التي تشمل جوائز تشجيعية، بجانب الاختبارات التجريبية، وتوزيع بعض المهام على الطلبة لتشجيعهم على الحضور.

الغياب بهدف المراجعة

أكد الطلاب، ماهر حماد، وأدهم صلاح الدين، ومحمد البلوشي، وكرم النعيمي، وسارة خالد، ونورة عبدالحميد، أن مشكلة الالتزام بالحضور حتى آخر يوم دراسي لن تُحَل أبداً، كون الأسبوع الأخير يمثل للطلبة أهم فترة للمذاكرة والمراجعة وتعويض ما فاتهم، لافتين إلى أن ذهابهم إلى المدرسة يعد ضياعاً للوقت، مشيرين إلى أن المعلمين أنفسهم يعتبرون هذه الأيام غير محسوبة في التقويم المدرسي.

وأكد الطلاب أن معظم المعلمين يمتنعون عن الشرح خلال الأسبوعين اللذين يسبقان الامتحانات لعدم كفاية عدد الطلبة في الفصل، وإنهاء معظمهم المنهاج، ما يشجع البقية على التغيب، والحضور يكون للمراجعة البسيطة أو الأحاديث العامة، لذلك من الأجدى للطلبة عدم الحضور، خصوصاً أن معظم المعلمين يكونون سعداء بغياب الطلبة ليرتاحوا من يوم دراسي.

وأشار الطلاب إلى أن قرار الغياب في الأسبوع، أو الأسبوعين اللذين يسبقان الامتحان، يتخذ دائماً بالإجماع بين طلبة الصف، ويتم الاتفاق على بدء الجلوس في المنزل، وذلك حتى لا يتم عقاب المتغيبين ويصبح الغياب أمراً واقعاً، مشيرين إلى أن هذا الاتفاق يتم قبل نهاية كل فصل دراسي، ويعد شيئاً معروفاً ويتكرر في جميع المدارس.

تويتر