" أبوظبي للتعليم " يطلق استبيان قياس مدى رضا ذوي الطلبة





أطلق أبوظبي للتعليم الاستبيان الدوري لقياس رضا أولياء أمور الطلبة عن مستويات الأداء في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الإمارة لهذا العام، وذلك من منطلق الحرص على تعزيز الشفافية في الميدان التربوي ووأولياء الأمور، فمنذ أن أعلن إطلاق الاستبيان لأول مرة في العام الدراسي 2009/2010،  أكد المجلس حرصه الشديد على الاستفادة التامة من هذا الاستبيان الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في استراتيجيته الشاملة التي تتماشى مع متطلبات التنمية الوطنية للإمارة، والساعية لتحقيق منجزات استثنائية على كافة الصعد.  

وأكد رئيس وحدة البحوث بمجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مسعود بدري، أن الاستبيان يأتي في إطار الجهد البحثي والدراسي الذي يبذله المجلس لرصد مستويات رضا أولياء الأمور عن أداء المدارس الحكومية والخاصة، تماشيا مع أجندة السياسة العامة لإمارة أبوظبي، ورؤيتها الاقتصادية 2030، التي وضعتها القيادة الرشيدة في الإمارة سعيا  لتنمية وطنية شاملة في الإمارة، وتنويع مصادر الدخل في الإمارة، وما يتطلبه ذلك من ضرورة وجود مخرجات تعليمية من الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات علمية وتقنية متطورة، وأن تكون المدرسة بيئة مشجعة على الإبداع والتميز العلمي.

وأضاف بدري أن هذا الاستبيان ينمّ عن فلسفة المجلس بشأن التواصل مع أولياء أمور الطلبة، والمجتمع بصورة عامة، من منطلق تشجيع الريادة في شتى المجالات، وترسيخ ثقافة الابتكار والتميز في المجتمع المحليّ؛ وتعزيز مكانة  إمارة أبوظبي على المستوى العالميّ، بالإضافة إلى خلق بيئة حاضنة للتميز من خلال التركيز على الطالب بوصفه محور العملية التعليمية، وليس مجرد متلقٍ لهذه المعلومة، ولكي يتغلب الشباب على التحديات الثقافية القائمة على التلقين، ويسعوا إلى إبداء آرائهم في كل ما يتعلق بواقعهم ومستقبلهم.

وشدد بدري في معرض تعليقه على نتائج الاستبيانات التي أجريت في الأعوام الماضية أن المجلس يسعى من خلال مشاركة أولياء الأمور وابنائنا الطلبة في الاستبيان إلى متابعة ما تم تحقيقه وإنجازه على أرض الواقع من الخطة الاستراتيجية العشرية التي أطلقها عام 2009، والتي تهدف إلى تحسين نوعية التعليم في إمارة أبوظبي حيث تلبي هذه الخطة الاستراتيجية طموحات المجلس في تركيزه على المنهج التحليلي، وحل المسائل، بدلاً من الطريقة التقليدية المعتمدة على الحفظ.
وأوضح بدري أن نتائج الاستبيان في الأعوام السابقة كانت قد سلطت الضوء على عدة محاور من الخطة الاستراتيجية للمجلس فيما يتعلق بالأولويات الأربع الرئيسية التي حددتها الخطة، وهي: تحديث نوعية التعليم في المدارس للوصول إلى المعايير الدولية، وتوفير فرص التعليم المتميز للطلبة المواطنين والمقيمين، وتوفير تعليم خاص متميز ورفيع المستوى، وتعزيز مبادئ الهوية الوطنية بتزويد الطلبة بالمهارات القيادية المطلوبة لأداء دورهم بصورة فعالة في خدمة التنمية الوطنية.

وأضاف إلى أن كل هذا يصب في مصلحة الطالب، الذي سعى المجلس من خلال الخطة قصيرة المدى إلى توفير استجابة سريعة للمتطلبات الفورية للنظام التعليمي، بالتركيز على تحقيق مستوى عالٍ من الأداء لدى طلبة الصفوف: العاشر والحادي عشر والثاني عشر، وتنمية مهاراتهم لمساعدتهم على اكتساب المهارات والثقة المطلوبة للقبول بالجامعات والكليات، إضافة إلى الارتقاء بجودة المخرجات التعليمية من خريجي المدارس الحكومية والخاصة بما يواكب مستوى البلدان المتقدمة، وترسيخ الاعتزاز بالثقافة العربية والإسلامية والانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى، غير متناسين كذلك أن الاستبيان يسعى  إلى قياس بند مهم من بنود خطتها الإستراتيجية  ألا وهو البند المتعلق بأبنائنا الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت الأهداف الرئيسية للخطة قد شملت طرح برامج تعليمية للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، سعيا إلى دمج الفئات المناسبة منهم في المدارس الحكومية والخاصة.

كما نوه بدري إلى أن الاستبيان يواكب الخطط الطموحة والتنموية للإمارة في الارتقاء بمستوى التعليم، من خلال جودة المخرجات التعليمية وتوفير البيئة المدرسية المناسبة والمثلى لأبنائنا الطلبة، والتي من شأنها المساعدة في بناء استراتيجيات المجلس وبرامجه التنفيذية على أسس واقعية وعملية، مستقاة من رؤية دقيقة لأولياء أمور الطلبة، مؤكدة معاليها على أن الاستبيان يجسد إيمان المجلس بمفهوم الشفافية في الأداء، حيث ترصد من خلال محاورها المستويات التعليمية لكل مدرسة على حدة، وملاحظات أولياء أمور الطلبة حول طبيعة الدراسة في كل منها، إضافة إلى مستوى أعضاء هيئات التدريس والإداريين.

وحول محاور الاستبيان أشار الدكتور مسعود بدري إلى أن النسخة الحالية منها قد تضمنت إضافة للمحاور التي اعتادت قياسها محاور جديدة جاءت من تحليل وحدة البحوث للاستبيانات السابقة، ويأتي على رأس هذه المحاور الجديدة: التعلم المعتمد على القدرات المهارية للطلبة، والعناية بالسلامة المدرسية بشكل أكثر حداثة، وتماشيا مع المعطيات التربوية المعاصرة، التي ترى أن دور المدرسة لا يقتصر على التعليم، بل يسعى إلى بناء الشخصية المتكاملة للطالب، بما في ذلك البنية الصحية السليمة، ويركز الاستبيان على قياس مدى رضا أولياء الأمور عن عدد من الموضوعات ذات العلاقة بالعملية التعليمية والتي يمكن من خلالها رصد ملاحظات أولياء الأمور بصورة جيدة مثل: التدريس، وسلوك وتصرفات الطلبة، والقيادة (الإدارة) المدرسية، والمباني والمرافق المدرسية، والأنشطة التي يتم تنفيذها خارج الفصول الدراسية، ومشاركة أولياء الأمور في الأنشطة والعمليات المدرسية، ونتائج الامتحانات، ودور المدرسة في تعزيز الهوية والثقافة الوطنية، والتركيز الشديد على الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.

كما اوضح بدري إلى أنه بعد استكمال جمع البيانات الخاصة بالاستبيان سيتم تحليلها، وبعد ذلك رصد نتائجها، وتتسلم كل مدرسة تقريراً خاصاً بها من المجلس، مع تقرير عام لمدارس الإمارة؛ بحيث تطلع كل مدرسة على موقعها في الميدان التربوي على حدة،  وتقارن نفسها بالمدارس الأخرى، كما أن نتائج الاستبيان ستكون متاحة لأولياء الأمور على الموقع الإلكتروني للمجلس أيضاً، بحيث يتعرف كل منهم إلى مستوى المدرسة، أو المدارس التي يلتحق بها أبناؤه.
واضاف أن الاستبيان يتضمن محاور أخرى حول تبادل المعلومات، والتواصل مع أولياء الأمور، والمباني والمرافق، والبيئة المدرسية، وكذلك مستويات المعلمين، وأيضاً مدى ما توفره المدرسة من بيئة تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى محاور أخرى حول حرص المدرسة على تطبيق نظام عادل للحفاظ على انضباط والتزام الطلبة، وتمتع الطلبة بسلوكيات حميدة، وغيرها من المحاور المتمثلة في خطط المدرسة بشأن النشاطات غير الصفية، وتواصلها مع أولياء الأمور، وتوفير دعم تعليمي للطالب.

 

تويتر