«أبوظبي للتعليم» ينفذ برنامج الدعم المدرسي

انتعاش في سوق الدروس الخصوصية بسبب ضم منهاج الفصـلين الثاني والثالث

برنامج الدعم الاكاديمي في أبوظبي يهدف إلى مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية. الإمارات اليوم

رصدت «الإمارات اليوم»، انتعاشاً في سوق الدروس الخصوصية، مع بداية الفصل الدراسي الثالث، الذي سيشمل امتحانه المقرر الدراسي للفصلين الثاني والثالث، إضافة إلى زيادة نسبة درجات الفصل الثالث لتصبح 45% من إجمالي المجموع الكلي، بعد أن كانت 35% العام الماضي، فيما أفاد مجلس أبوظبي للتعليم، بأنه أطلق برنامج «الدعم المدرسي»، لدعم الطلبة وتعزيز مستوى تحصيلهم بعد ساعات اليوم الدراسي، وذلك سعياً نحو الارتقاء بمستوى الأداء العام لطلبة المدارس الحكومية، ومواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية التي يلجأ إليها بعض الطلاب.

دعم الطلبة

قال المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بالمجلس، محمد سالم الظاهري، إن المعلمين ملزمون طوال العام الدراسي بالعمل مع طلابهم خارج ساعات الدوام الرسمي، لتقديم المساعدة الأكاديمية المطلوبة لهم، وأن المدارس ملزمة بوضع البرامج الضرورية لدعم الطلبة، وحصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها لتحقيق المخرجات التعليمية المطلوبة.

وأضاف: «المجلس يكلف المدارس مع بداية كل عام بوضع البرامج اللازمة لدعم الطلبة في الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها، لتحقيق المخرجات التعليمية المطلوبة»، مشيراً إلى أن خطط الدعم الأكاديمي تعمل بشكل كبير على الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، خصوصاً بعد صدور القرار الذي يحظر على المعلمين التابعين للمجلس تقديم دروس خصوصية مدفوعة الأجر لأي طالب يدرس في أي من مدارس أبوظبي.

وتفصيلاً، أكد طلاب في الصف الـ12 أن إلغاء امتحانات الفصل الثاني وضعهم تحت ضغط شديد، ودفعهم إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية، لضمان تحصيل أفضل، إضافة إلى أن رفع نسب التقويم المستمر في الفصل الثاني إلى 20% من إجمالي الموضوع أسهم أيضاً في زيادة الإقبال على الدروس الخصوصية، لضمان تقييم المعلمين.

وقال الطلاب أحمد ممدوح، ومروان صديق، وأحمد مراد، وهيثم النبوي: «كثفنا الدروس الخصوصية، وضاعفنا عدد الحصص منذ بداية الفصل الدراسي الثالث، خصوصاً بعد أن أكد لنا المعلمون أن الامتحانات ستكون في المنهاج الدراسي الخاص بالفصلين الثاني والثالث، وأن إجمالي درجات اختبارات نهاية الفصل الثالث، أصبحت 45% من إجمالي درجات العام».

وأضافوا أن مضاعفة حصص الدروس الخصوصية قابلتها مضاعفة المقابل المادي للمعلمين، ووصول كلفة الدروس الخصوصية في الفصل الدراسي الثالث إلى أكثر من 20 ألف درهم للطالب الواحد، ما يمثل عبئاً مالياً على ذويهم.

فيما، أشار الطلاب أحمد صابر، ومجدي حامد، ومروان السعدي، إلى أن الطلبة ضاعفوا عدد حصص الدروس الخصوصية رغبة في التفوق، لاسيما أن الفصل الدراسي الثالث أصبح يمثل نحو نصف إجمالي المجموع النهائي، مشيرين إلى أن سعر المادة في الفصل الثالث ارتفع من 3000 درهم إلى 5000 درهم على الأقل، خصوصاً مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء.

وقالت الطالبات، ريهام سعد، وأمل حمودة، ومروة ناصر: «هناك معلمون استغلوا فرصة التغيرات التي حدثت في توزيع الدرجات، ورفعوا سعر الدروس الخصوصية»، مشيرات إلى أن معظم الطلبة المقيمين يلجأون إلى الدروس الخصوصية مهما كلفهم الأمر، لضمان الحصول على الدرجات النهائية في تقييمات السنة، التي يصل إجماليها إلى 20% من إجمالي المجموع، ليستطيعوا دخول جامعات في بلدانهم الأم، التي تعتمد في شرط القبول على المجموع».

وأكدن أن إلغاء امتحانات الفصل الثاني أربك الطلبة وضاعف من خوفهم، ما ترتب عليه زيادة اللجوء إلى الدروس الخصوصية، خصوصاً بعد أن زاد المنهاج المقرر للامتحان بشكل كبير، لافتات إلى أن هناك معلمين أصبح جدولهم كامل العدد طوال الأسبوع، ورفضوا مضاعفة الحصص، ما دفع البعض لأخذ درس خصوصي في مادة واحدة عند معلمين مختلفين.

كما أبدى عدد من ذوي الطلبة استياءهم من إلغاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وضم المنهاج المقرر لامتحانات الفصل الثالث، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، بحجة المراجعة وتكثيف الحصص.

وقال عبدالحميد ندا، وخالد سليمان، ومرفت يوسف، وإبرام فوزي (ذوو طلبة): «الدروس الخصوصية أصبحت لا تقتصر على طلبة الثانوية العامة، الذين يحتاجون إلى الحصول على درجات مرتفعة، تسمح لهم بالالتحاق بالجامعات في بلدانهم الأم، أو الحصول على منحة تفوق في إحدى الجامعات بالدولة، وقد أصبح العام الدراسي الجاري عبئاً كبيراً على الأسر، بسبب الدروس الخصوصية التي تستنزفهم بشكل كبير، واستغلال المعلمين ظروف الطلبة وأمنيات الأهل بتفوق أبنائهم في رفع الأسعار».

من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم، إطلاقه برنامج «الدعم المدرسي» لدعم الطلبة وتعزيز مستوى تحصيلهم بعد ساعات اليوم الدراسي في مدارس الحلقة الثانية والثالثة في إمارة أبوظبي، وذلك سعياً نحو الارتقاء بمستوى الأداء العام لطلبة المدارس الحكومية، ومواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية التي يلجأ إليها بعض الطلاب، حيث ستتاح من خلال هذا البرنامج الفرصة للطلبة من الصف الثامن حتى الصف الـ12 لقضاء عدد إضافي من الساعات التعليمية في دراسة عدد من المواد الرئيسة، مثل: اللغة العربية والأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والعلوم، وذلك اعتباراً من بداية الفصل الدراسي الجاري.

تويتر