تبدأ بالصفين العاشر والحادي عشر.. وتتضمن مساراً واحداً يربط التعليم بسوق العمل

«أبوظبـــي للتعليـــم» يُطبِّــق ثانوية جديدة العـــام المقــبل

«أبوظبي للتعليم» حريص على تطوير المناهج والمخرجات التعليمية. تصوير: إريك أرازاس

أعلن مجلس أبوظبي للتعليم عن إعادة هيكلة نظام التعليم الثانوي (الحلقة الثالثة)، التي سيبدأ تنفيذها بدءاً من شهر أغسطس المقبل، في الصفين العاشر والحادي عشر، وسيطبق خلالها المجلس منهجاً دراسياً جديداً ومبتكراً، يركز على ربط التعليم بواقع سوق العمل ومنح الطلبة مهارات القرن 21، ويحقق متطلبات مجتمع اقتصاد المعرفة، تماشياً مع رؤية المجلس التي تقضي بتقديم فرص تعليمية متميزة لجميع الطلبة، وسعياً نحو الارتقاء بأداء الطلبة ليضاهي أعلى المعايير الدولية، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، الخاصة بضرورة توجيه طلبة التعليم الثانوي إلى المجال العلمي، وإعدادهم للمستقبل.

صياغة المستقبل

قالت مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة أمل القبيسي، إن تطوير الحلقة الثالثة جزء أساسي من تطوير مخرجات التعليم، وهي خطوة أساسية ومهمة لاستكمال مشروع تطوير التعليم الذي بدأه المجلس، وأنه يستجيب أيضاً للمقترحات والاستراتيجيات، التي وضعها العاملون في الميدان التربوي كجزء من منتدى صياغة المستقبل، الذي عقده المجلس وشارك فيه جميع العاملين في الميدان التربوي بإمارة أبوظبي.

وأكدت أن الاستراتيجيات التي ينتهجها مجلس أبوظبي للتعليم تتم بمشاركة فعالة من جميع أفراد الميدان والتربويين والأكاديميين والخبراء، لجمع الخبرات والمعارف المكتسبة كافة، وتسخيرها لتطوير عملية التعليم، داعية جميع الشركاء خصوصاً ذوي الطلبة إلى دعم عملية التطوير وإعادة هيكلة التعليم الثانوي في الإمارة.

مهارات خريجي الثانوية

كشف مدير إدارة المعرفة في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور علاء الدين علي، أن 79% من الطلبة المواطنين، في الصف 12 بالمدارس الحكومية، ملتحقون بالقسم الأدبي، مشيراً إلى أن أعداد الطلبة في المرحلة الثانوية يبلغ 25 ألفاً 570 طالباً وطالبة، موزعين على 8824 طالباً في الصف العاشر، و8258 طالباً في الحادي عشر، و8488 طالباً في الثاني عشر.

وأشار إلى أن ملخص المهارات والقدرات لخريجي المرحلة الثانوية، يجب أن يشمل خمسة أفرع في المهارات، تتضمن مهارات الحياة والتطوير الوظيفي، ومهارات القرن الـ21 التي تشمل التفكير الناقد، والإبداع، والتواصل، والتعاون، والابتكار، والتحليل، فيما تتضمن الثلاثة أفرع الباقية مهارات الهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية، والمعلومات والمعرفة التكنولوجية، والمعرفة وإتقان المهارات.

وسيتم تطبيق المسار الموحد في الصف الحادي عشر ابتداء من العام الدراسي المقبل، على أن يتم تطبيقه على الصف الثاني عشر في عام 2016-2017، مع تأكيد أن عملية تقييم طلبة الثاني عشر في إطار التغييرات الجديدة تتم دراستها حالياً على مستوى القيادات بين وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، بهدف الوصول إلى تنفيذ امتحانات الشهادة الثانوية بما يتلاءم مع منظومة التعليم المتطورة بالمجلس، والتي انطلقت منذ تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي وصل حالياً إلى الصف السابع، ويعزز من جهودها تطبيق إعادة الهيكلة للمرحلة الثانوية.

وأكدت مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة أمل القبيسي، أن «بناء مجتمع مبني على المعرفة يتطلب أن تنتج منظومتنا التعليمية خريجين يتمتعون بقدرات ومهارات، تؤهلهم للنجاح في الحياة والمساهمة في الاقتصاد والمجتمع، ويتيح لهم الفرصة لاستكشاف قدراتهم ومواهبهم والالتحاق بأرقى مؤسسات التعليم الجامعي داخل الدولة وخارجها، وبتخصصات ذات أهمية لمجتمع الإمارات كجزء من إيماننا الأصيل بمنح طلابنا أفضل الفرص الممكنة».

وقالت إن حرص المجلس على تطوير المناهج والمخرجات التعليمية يؤكد مدى أهمية ومكانة التعليم في فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، ومتابعة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتطوير التعليم في الحلقة الثالثة لأنها تمثل المخرجات الحقيقية للتعليم الأساسي ومنصة مهمة للانتقال للتعليم العالي، وبدء الارتباط بسوق العمل.

من جانبها، قالت مديرة إدارة المناهج، الدكتورة نجوى الحوسني، إن النموذج الجديد للحلقة الثالثة يهدف إلى تعزيز الفرص أمام الطلبة، لضمان حصولهم جميعاً على الفرصة لدراسة مجموعة واسعة من التخصصات، خصوصاً المواد العلمية مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يزودهم بالمهارات الأساسية والخبرات الضرورية، مع مراعاة اهتمام وميول الطالب الفردية.

وأشارت الحوسني إلى أن التطوير في مناهج الثانوية ركز على الربط بين العلوم التطبيقية وبين الحياة العملية، كما أنه يعطي قيمة أكبر لمواد العلوم والتكنولوجيا دون الإخلال بأهمية العلوم الإنسانية من اللغات والعلوم الاجتماعية، لافتة إلى أن الربط بينهما يمكن ملاحظته في تطوير مواد مثل أنظمة المعلومات الجغرافية، التي تستبدل مواد الجغرافيا التقليدية.

وأكدت أن المنهج الجديد مصمم لمساعدة الطلبة على الاستعداد الجيد للدخول في معترك الحياة العملية والتعلم المستمر، إضافة إلى تزويدهم بالمهارات الأساسية والخبرات الضرورية، التي من شأنها تعزيز فرصهم لاستكمال دراساتهم الجامعية مباشرة دون الحاجة إلى السنوات التأسيسية، وتعريفهم وتأهيلهم لفرص العمل والمهن المستقبلية في جميع المجالات العلمية المهمة، مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة، التي تلعب دوراً حيوياً في تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.

وقالت الحوسني «يهدف النموذج الجديد لمناهج الحلقة الثالثة إلى ربط العلوم بالابتكار وروح المبادرة ومهارات التعلم، والارتباط بالصناعات التكنولوجية الوطنية، بحيث تمثل العلوم والتكنولوجيا (STEM) نحو 50% من محتوى المنهج، كما أنه يدمج مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع المتطلبات المهنية، لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، من أجل تحفيز إنشاء شركات ومشروعات تكنولوجية جديدة».

وأضافت أن النموذج الجديد للتعليم الثانوي يركز على التعلم من خلال التجربة، عن طريق التدريب العملي على التجارب في المختبرات وورش العمل، والتعليم المرتبط بالمشروعات التطبيقية، الذي يتكامل مع المهارات المكتسبة من المناهج المختلفة، كما يوفر المنهج فرص استكشاف الطلبة الموهوبين، ويشجع على التفوق وتطوير الفرص بشكل يتناسب مع القدرات الفردية لجميع الطلبة، كما يربطهم بسوق العمل، حيث إن المساقات الاختيارية المتنوعة توفر لهم الفرص لاختيار المساقات التي تلبي اهتماماتهم وتناسب قدراتهم الشخصية، وتربطهم بالمهن المستقبلية مثل البرمجة والعلوم المتقدمة لشبكات تكنولوجيا وأمن المعلومات.

وأكدت الحوسني أن النموذج الجديد يوفر للطلبة الدعم اللازم لاجتياز الامتحانات الدولية والإرشاد الأكاديمى والمهني وتحفيز التعلم من خلال الأنشطة اللاصفية، بالإضافة إلى أساسيات التخاطب والتحدث ومهارات الاتصال التقنية التي تدرس كجزء لا يتجزأ من اللغة.

وشددت على أن المنهج الجديد يركز أيضاً على تعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على ثقافة وتراث الدولة، وتعزيز مهارات اللغة العربية، من خلال أدوات التعبير كالخطابة والمناظرة، ناهيك عن السعي إلى إكساب الطلبة مهارات لغوية ثنائية، لضمان سهولة التحاقهم بالجامعات والمعاهد العلمية، سواء في الدولة أو خارجها.

فيما أفاد مدير إدارة المعرفة بمكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية في المجلس، الدكتور علاء الدين عبدالحميد علي، بأن طلبة الحلقة الثالثة لن يكونوا مضطرين للاختيار بين الالتحاق بالقسم العلمي أو القسم الأدبي، لدى انتقالهم للصف الحادي عشر، بل ستتاح أمامهم الفرصة لدراسة مواد دراسية أساسية مشتركة، وفق الإطار العام للمنهج والذى يشمل أربعة فروع، هى المواد العلمية والابتكار وتنظيم المشروعات (ويتضمن الرياضيات والعلوم والهندسة والتصميم والبرمجة وتقنية المعلومات والاتصالات والإبداع والابتكار وتنظيم المشروعات)، والعلوم الإنسانية (ويتضمن التربية الإسلامية والمواد الاجتماعية المتكاملة)، واللغات والاتصال (ويتضمن اللغة العربية واللغة الإنجليزية والاتصالات الشفهية والكتابة الفنية)، ومهارات وأنشطة دعم تعلم الطلبة (ويتضمن التربية البدنية والصحة والمهارات القيادية والجيوجيتسو والإرشاد الأكاديمي والمهني).

وأشار عبدالحميد إلى أن تدريس مناهج الحلقة الثالثة يستمر لمدة عامين باللغة العربية، حتى يتم استكمال التطبيق الكامل لنموذج مدارس أبوظبي ثنائي اللغة، مضيفاً أن المنهج الجديد يعمل على تعزيز معارف الطلبة، وتطوير مهارات التفكير الإبداعي والنقدي، بالإضافة إلى مهارات الرياضيات والقراءة والكتابة.

وأكد أن المنهج الجديد يواصل التركيز على تعزيز مهارات اللغة العربية كعنصر أساسي، مع العمل على تعزيز مهارات اللغة الإنجليزية، والتركيز على إجادتها بهدف تقديم الدعم المطلوب للطلبة لدى التحاقهم بالتعليم العالي وسوق العمل، بالإضافة إلى التركيز على مشاركة الطلبة بالمواد العلمية المختلفة، ما يسهم في تطوير المهارات الحيوية اللازمة لمجال العمل بالدولة في المستقبل.


هيكل المناهج الجديد

أفادت مديرة إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة نجوى الحوسني، بأن الهيكل الجديد لمناهج الحلقة الثالثة، يتضمن خمسة مجالات: الإبداع والريادة، ويشمل المواد الدراسية الرياضيات والتكنولوجيات والعلوم، والهندسة، والتصميم الإبداعي، والبرمجة، والابتكار، وريادة الأعمال، وعدد حصصه الأسبوعية 21 حصة، ويمثل 55% من المجموع الكلي، والعلوم الإنسانية وتضم مواد الدراسات الإسلامية، والدراسات الاجتماعية المتكاملة، وتدرس بواقع ست حصص أسبوعية، وتمثل 20% من مجموع الدرجات، واللغة والتواصل وتتضمن اللغتين العربية والإنجليزية، والخطابة والمناظرة ومهارات الكتابة، وتدرس بواقع 14 حصة أسبوعية، وتمثل 20% من مجموع الدرجات، والتربية الصحية والأنشطة، وتتضمن مواد التربية الصحية والقيادة والتربية البدنية والجيوجتسو وتخصص لها ثلاث حصص أسبوعية، وتمثل 5% من مجموع الدرجات، وأخيراً الدعم والإرشاد، وتتضمن حصة أسبوعية لتقديم الإرشاد الأكاديمي والمهني والإعداد للاختبارات الدولية، ولا تدخل في المجموع.

للإطلاع على هيكل مناهج الحلقة الثالثة، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر