بهدف دعم مجتمع المعرفة بالشراكة مع القطاع الخاص

«أبوظبي للتعليم» يطلق منظومة ابتكار متكاملة

أطلق مجلس أبوظبي للتعليم منظومة متكاملة للابتكار في أبوظبي، تبدأ من اكتشاف المواهب منذ الطفولة المبكرة وخلال التعليمين الأساسي والعالي، وتشمل إشراك القطاع الخاص والصناعات والشركاء الحكوميين والمجتمع في دعم مجتمع المعرفة، وتضم المنظومة ثماني مبادرات حزمةً أولى ضمن منظومة متكاملة تعتمد على إشراك الصناعات المتقدمة والمجتمع، وترسخ ثقافة الابتكار، وتؤسس ثقافة مجتمعية تبجل المخترع والمبتكر، وتعلي من شأن قيمة المنطق العلمي كوسيلة لتحليل المشكلات وإيجاد الحلول، وتجعل مدارس إمارة أبوظبي حاضنة للابتكار والمبتكرين.

أمل القبيسي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/8ae6c6c54aa0819a014be1082b5a4485.jpg

«الابتكار بيئة متكاملة تبدأ من تحديد المواهب قبل الروضة».


تنفيذ المبادرات

أكدت مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة أمل القبيسي، جاهزية الميدان التربوي من بنية تحتية ومعلمين للبدء الفوري في تنفيذ المبادرات الثماني، خصوصاً أن التجهيز لمنظومة الابتكار بدأ منذ فترة، وأن بعض المبادرات بدأت بالفعل، مشيرة إلى أن توجيهات قيادة الدولة وإمارة أبوظبي كانت وراء تقديم العديد من المبادرات لتطوير منظومة التعليم في أبوظبي، التي ركزت على توفير البيئة المحفزة على الابتكار والإبداع، مشددة على أن الأساس لخلق جيل مبدع يبدأ من التعليم لكنه لا يقتصر فقط عليه.

وأشارت إلى أن دور مؤسسات التعليم من مدارس وجامعات تدعيم وتنمية المهارات الأساسية للإبداع لدى الطلبة، كمهارات البحث العلمي وحل المشكلات، والتفكير الناقد والتحليل، ومهارات التواصل، والتعليم الذكي، لكن ذلك الدور لا يقف عند التعليم بل يتعداه إلى مشاركة القطاعين الخاص والصناعي ومراكز البحث العلمي في استثمار كل ذلك وربط التعليم بتحديات المستقبل لخلق منظومة متكاملة للابتكار تمكن الدولة من التنافس العالمي في مختلف المجالات.

دور مؤسسات التعليم

قالت مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة أمل القبيسي، إن دور مؤسسات التعليم من مدارس وجامعات تدعيم وتنمية المهارات الأساسية للإبداع لدى الطلبة، كمهارات البحث العلمي وحل المشكلات والتحليل الناقد، وهذا الدور يتكامل مع مشاركة القطاعين الخاص والصناعي ومراكز البحث العلمي في استثمار كل ذلك وربطه بتحديات المستقبل لخلق منظومة للابتكار تمكننا من التنافس العالمي.

وأكدت مدير عام المجلس، الدكتورة أمل القبيسي، خلال مؤتمر صحافي، أمس، أن المجلس يترجم نهج قيادة الدولة في تبني المبادرات الخلاقة التي من شأنها أن تحفز الطلاب على التميز والإبداع والمشاركة بإيجابية في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة المتوازنة التي تزخر بها الدولة على مختلف الأصعدة، مشيرة إلى أن الابتكار بيئة متكاملة تبدأ من تحديد المواهب قبل الروضة، وخلال سنوات التعليم الأساسي، حتى الصف الثاني عشر، وتمتد إلى التعليم العالي، ثم مشاركة القطاعين الخاص والصناعي، وهم أبرز المستفيدين من مخرجات منظومة التعلم، كما أنها تشارك المجتمع لتحفيز بناء اقتصاد يعتمد على الإنتاج المعرفي.

وقالت القبيسي إن «القائد المُلهم، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، رسم لنا خريطة المستقبل، وحثنا على العمل لمجابهة التحديات التي ستواجهنا بعد 50 سنة، وهو ما أكده سموّه خلال كلمته في افتتاح القمة الحكومية التي أكد فيها أننا لن نستطيع أن نحقق ذلك من دون الاستثمار في الإنسان، لاسيما من خلال التعليم الذي يفتح أبواب المستقبل للطلاب ويربطهم بماضيهم وتراثهم الذي يجب ألا ينسوه».

وأضافت: «أثبت سموّه للعالم كله أن دولة الإمارات تسير في ظل رؤية واضحة ومحددة لتحقيق السعادة والرفاهية لمواطنيها، وتسعى إلى الإسهام في الجهد الإنساني لاكتشاف آفاق جديدة، وتحويل المعارف والابتكارات إلى مورد اقتصادي للدولة يضمن لها استدامة التنمية، كون السبيل الوحيد لضمان الرخاء يتم خلال الابتكار».

وتابعت أن «محاور الابتكار السبعة، التي قدمها سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، تمثل مرتكزات أساسية لتطوير سياسات التعليم وتوجيهها لدعم الابتكار، ولا شك في أنها ستدعم جهود الإمارات في التحوّل إلى مركز أساسي للمعرفة والابتكار».

وأشارت القبيسي إلى أن «اقتصاداً يحفزه الابتكار يتطلب تطوير منظومة متكاملة للابتكار تتكامل فيها الأدوار بين كل من رواد الصناعات والحكومة والمؤسسات الأكاديمية، والأهم من ذلك المجتمع، خصوصاً أن الابتكار هو السبيل لتحقيق الاقتصاد المبني على المعرفة، وإسهام الإمارات في الإنتاج المعرفي الإنساني تعتمد على القدرة على الابتكار»، مضيفة أن «تحقيق الابتكار يحتاج إلى بيئة متكاملة تمتد من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، ثم مشاركة القطاعين الخاص والصناعي والمجتمع، وتوافر السياسات الوطنية الداعمة للابتكار».

وكشفت عن أن المبادرات الثماني، التي سيبدأ المجلس تنفيذها، تتضمن مبادرة مراكز الابتكار، التي تضم مختبرات متخصصة بالتعاون مع الشركات الصناعية والتقنية الكبرى، لخلق الترابط بين التعلم وبين الصناعات المتقدمة في الدولة وتوفير الفرص المناسبة لاكتشاف المواهب، وتحقيق الربط بين الدراسة النظرية وبين التطبيقات العملية، ومبادرة البرمجة لأجل الحياة، وتهدف إلى استخدام البرمجة جزءاً من آليات إنتاج المعرفة لضمان ترسيخ نمط التفكير الحاسوبي لدى الطلاب، إضافة إلى مبادرة مسابقة «علماؤنا»، وهي مسابقة وطنية تهدف إلى تشجيع التنافس بين المدارس والطلاب في مجال الابتكار والمخترعات التقنية، وتهدف إلى ربط الابتكار بحاجات المجتمع وربط الطلاب بالتحديات والقضايا التي تحتاج إلى تفكير مبدع.

وأوضحت أن «المنظومة تضم مبادرة حملة (أبوظبي تبتكر)، التي تشمل العديد من الفعاليات التي تحتفل بالعلوم والتقنية والهندسة، بجانب الاحتفاء باختراعات وابتكارات جميع الطلاب والعاملين في سلك التعليمين العام والعالي وتكريمهم، وتوفير الفرصة لعرض أفكار المخترعين على الشركات الكبرى، ومبادرة أندية الابتكار الخاصة بتأسيس أندية ابتكار في جميع مدارس أبوظبي، لتوفر للطلاب الفرصة للاشتراك في مشروعات علمية، والمشاركة في التجارب والأبحاث داخل المختبرات العلمية في المدارس أو في مراكز الابتكار الكبرى». وأضافت القبيسي: «سننفذ مبادرة سفير العلوم، لتوفير الفرصة لأفراد المجتمع من العاملين في المجالات العلمية والتقنية المشاركة في رفع مستوى الوعي بأهمية العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات في الحياة اليومية، حيث سيشارك العلماء والمهندسين والمبتكرين التقنيين في مشروعات مع الطلبة في مدارس أبوظبي وتقديم الدعم والتوجيه للطلبة، ومبادرة (بارومتر الابتكار)، حيث يعمل المجلس من خلالها على تطوير مقياس للابتكار يتم تطبيقه على كل المدارس الحكومية والخاصة، ويتم دمجه في منظومة تقييم المدارس في أبوظبي، إضافة إلى مبادرة (قادة الابتكار) التي تقضي، بتوجيهات سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بتعيين مدير تنفيذي للابتكار».

ولفتت إلى أن «المجلس سيحفز جميع المبادرات بتعيين قائد للابتكار في كل مدرسة، يمثل نقطة اتصال أساسية لتنسيق جهود دعم الابتكار وتنفيذ جميع المبادرات المختلفة مع المدارس الأخرى وتنسيق المبادرات الوطنية للابتكار وتحفيز الطلبة والعاملين على المشاركة فيها».

أكدت القبيسي أن «التزام المجلس بتشجيع الابتكار والإنتاج المعرفي، كان هدفاً أساسياً من من وراء تشجيع الطلاب على المشاركة في مسابقات الروبوت الدولية، التي بدأت عام 2009 بتسعة طلاب، ووصلت هذا العام إلى نحو 1500 طالب وطالبة»، مشيرة إلى أن «مسابقات أولمبياد الروبوت تعد من أبرز المشروعات التي يتبناها المجلس لتشجيع الطلبة على الابتكار والمنافسة لتقديم الحلول المبتكرة على قدم سواء مع أقرانهم حول العالم»، لافتة إلى أن المجلس سيفتتح نوادي للروبوت في عدد من المدارس يبدأها بمدرستي «الغزالي» و«الرم» في أبوظبي، ومدرسة «خليفة» في العين.

وأشارت القبيسي إلى أن «المجلس قدم العديد من المشروعات التي تحاول الاستفادة من أنظمة البيانات الجغرافية وربط الطلبة باستخدام منصات لتحديد المواقع العالمية في تطبيقات فعلية، مثل الشراكة مع المجلس الدولي للحفاظ على الحبارى، التي يتم من خلالها استخدام نظم تحديد المواقع الدولية لدراسة الحبارى وأنماط انتشارها وتكاثرها، بما يربط بين العلوم التقنية الحديثة وبين تراث الدولة».

وأضافت أن «العناصر الأساسية لتطوير التعليم في أبوظبي اشتملت على خلق بيئة مدرسية مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية والمباني المدرسية المحفزة على البحث والتقصي واكتشاف المعارف، وتنمية مهارات وقدرات الطلبة المتميزين، التي تأتي على قمة هرم استراتيجية التعليم».

ولفتت إلى أن «المجلس ركز على ربط التعلم في المدارس بتحديات العصر، من خلال العديد من الأنشطة التي تضمنت مبادرة (رحلة اكتشاف) لتعزيز مفهوم التعليم، باعتباره رحلة لاكتشاف القدرات وتحديد وجهة المستقبل، حيث أشرك الطلبة في مبادرات تقنية دولية كعرض مركبة فضائية مخصصة لنقل الطواقم الفضائية (مع بوينغ) والمشاركة في إطلاق الطائرة (سولار إمبلس 2) التي تعمل بالطاقة الشمسية».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر