أبوظبي للتعليم يطلق منظومة متكاملة للابتكار

المنظومة تضم 8 مبادرات تتضمن مراكز ونوادي وبارومتر للابتكار ومسابقة علماؤنا والبرمجة لأجل الحياة

أعلن مجلس أبوظبي للتعليم، عن اطلاق منظومة متكاملة للابتكار في أبوظبي تبدأ من اكتشاف المواهب من الطفولة المبكرة وخلال التعليم الأساسي والعالي، وتشمل إشراك القطاع الخاص والصناعات والشركاء الحكوميين والمجتمع في دعم مجتمع المعرفة، وتضم 8 مبادرات كحزمة أولى ضمن مقاربة متكاملة تعتمد على إشراك الصناعات المتقدمة والمجتمع، وترسخ ثقافة الابتكار، وتأسس ثقافة مجتمعية تبجل المخترع والمبتكر، وتعلي من شأن قيمة المنطق العلمي كوسيلة لتحليل المشكلات وإيجاد الحلول، وتجعل مدارس أبوظبي حاضنة للابتكار والمبتكرين.

وأكدت مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة أمل القبيسي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد، اليوم، بمقر المجلس، أن المجلس يترجم نهج قيادة الدولة الرشيدة في تبني المبادرات الخلاقة التي من شأنها أن تحفز الطلاب على التميز والإبداع والمشاركة بإيجابية في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة المتوازنة التي تزخر بها الدولة على مختلف الأصعدة، مشيرة إلى أن الابتكار بيئة متكاملة تبدأ من تحديد المواهب قبل الروضة وخلال سنوات التعليم الأساسي حتى الصف الثاني عشر وتمتد إلى التعليم العالي ثم مشاركة القطاع الخاص والصناعي وهم أبرز المستفيدين من مخرجات منظومة التعلم كما أنها تشارك المجتمع لتحفيز بناء اقتصاد يعتمد على الانتاج المعرفي.

وقالت القبيسي "إن القائد المُلهم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، هو من رسم لنا خريطة المستقبل وحثنا على العمل لمجابهة التحديات التي تواجهنا بعد خمسين سنة، وهو ما اكده سموه خلال كلمته الملهمة في افتتاح القمة الحكومية والتي أكد فيها إننا لن نستطيع أن نحقق ذلك دون الاستثمار في الإنسان لاسيما من خلال التعليم والذي يفتح أبواب المستقبل للطلاب ويربطهم بماضيهم وتراثهم الذي يجب ألا ينسوه".

وأضافت "لقد اثبت سموه للعالم كله أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير في ظل رؤية واضحة ومحددة لتحقيق السعادة والرفاهية لمواطنيها وأنها تسعى للمساهمة في الجهد الإنساني لاكتشاف آفاق جديدة وتحويل المعارف والابتكارات إلى مورد اقتصادي للدولة يضمن لها استدامة التنمية فالسبيل الوحيد لضمان الرخاء هو من خلال الابتكار".

وتابعت "كما أن محاور الابتكار السبعة التي قدمها صاحب السمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان تمثل مرتكزات أساسية لتطوير سياسات التعليم وتوجيهها لدعم الابتكار ولاشك أنها ستدعم جهود الإمارات في التحول إلى مركز أساسي للمعرفة والابتكار".

وأكدت القبيسي، على أن تطوير اقتصاد يحفزه الابتكار يتطلب تطوير منظومة متكاملة للابتكار تتكامل فيها الأدوار بين كل من رواد الصناعات والحكومة والمؤسسات الأكاديمية والأهم من ذلك المجتمع، خاصة وأن الابتكار هو سبيلنا لتحقيق الاقتصاد المبني على المعرفة، ومساهمة الإمارات في الانتاج المعرفي الإنساني تعتمد على قدرتنا على الابتكار، مشيرة إلى أن تحقيق الابتكار يحتاج إلى بيئة متكاملة تمتد من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي ثم مشاركة القطاع الخاص والصناعي والمجتمع وتوفر السياسات الوطنية الداعمة للابتكار.

وكشفت عن أن المبادرات الثماني التي سيبدأ المجلس في تنفيذها تتضمن مبادرة مراكز الابتكار، والتي تضم مختبرات متخصصة بالتعاون مع الشركات الصناعية والتقنية الكبرى لخلق الترابط بين التعلم وبين الصناعات المتقدمة في الدولة وتوفير الفرص المناسبة لاكتشاف المواهب وتحقيق الربط بين الدراسة النظرية وبين التطبيقات العملية، ومبادرة البرمجة لأجل الحياة، وتهدف إلى استخدام البرمجة كجزء من آليات انتاج المعرفة لضمان ترسيخ نمط التفكير الحاسوبي لدى الطلاب، بالإضافة إلى مبادرة مسابقة "علماؤنا"، وهي مسابقة وطنية تهدف لتشجيع التنافس بين المدارس والطلاب في مجال الابتكار والمخترعات التقنية وتهدف لربط الابتكار بحاجات المجتمع وربط الطلاب بالتحديات والقضايا التي تحتاج لتفكير مبدع.

وقالت مدير عام المجلس "تتضمن المنظومة ايضاً مبادرة حملة أبوظبي تبتكر، والتي تشمل العديد من الفعاليات التي تحتفل بالعلوم والتقنية والهندسة، بجانب الاحتفاء باختراعات وابتكارات جميع الطلاب والعاملين في سلك التعليم العام والعالي وتكريمهم، وتوفير الفرصة لعرض افكار المخترعين على الشركات الكبرى، ومبادرة أندية الابتكار، الخاصة بتأسيس اندية ابتكار في جميع مدارس أبوظبي لتوفر للطلاب الفرصة للاشتراك في مشاريع علمية والمشاركة في التجارب والأبحاث داخل المختبرات العلمية في المدارس أو في مراكز الابتكار الكبرى".

وأضافت "سننفذ ايضاً مبادرة سفير العلوم، لتوفير الفرصة لأفراد المجتمع من العاملين في المجالات العلمية والتقنية للمشاركة في رفع مستوى الوعي بأهمية العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات في الحياة اليومية، حيث سيشارك العلماء والمهندسين والمبتكرين التقنيين في مشاريع مع الطلبة في مدارس أبوظبي وتقديم الدعم والتوجيه للطلبة، ومبادرة بارومتر الابتكار، حيث يعمل المجلس من خلالها على تطوير مقياس للابتكار يتم تطبيقه على كافة المدارس الحكومية والخاصة ويتم دمجه في منظومة تقييم المدارس في أبوظبي، بالإضافة إلى مبادرة قادة الابتكار والتي تقتضي بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بتعيين مدير تنفيذي للابتكار".

وأوضحت القبيسي، أن مجلس أبوظبي للتعليم سيقوم لتحفيز جميع هذه المبادرات بتعيين قائد للابتكار في كل مدرسة، حيث سيمثل قادة الابتكار في المدارس نقطة اتصال أساسية لتنسيق جهود دعم الابتكار وتنفيذ جميع المبادرات المختلفة مع المدارس الأخرى وتنسيق المبادرات الوطنية للابتكار وتحفيز الطلبة والعاملين على المشاركة فيها.

وقد أشارت الدكتورة أمل القبيسي أن الابتكار في قلب عملية التعلم في مجلس أبوظبي للتعليم وأشارت إلى عدد من المبادرات التي تم تطبيقها في المجلس لدعم الابتكار وحلول المشكلات.

أكدت الدكتورة أمل القبيسي، على أن التزام المجلس  بتشجيع الابتكار والانتاج المعرفي كان هدفا أساسيا من من وراء تشجيع طلاب مدارس أبوظبي على المشاركة في مسابقات الروبوت الدولية والتي بدأت من العام 2009 بـ 9 طلاب ووصلت هذا العام  الى اكثر من 1500 طالبا وطالبة، مشيرة إلى أن مسابقات أولمبياد الروبوت تعد من أبرز المشاريع التي يتبناها المجلس لتشجيع الطلبة على الابتكار والمنافسة لتقديم الحلول المبتكرة على قدم سواء مع أقرانهم حول العالم، وسيقوم المجلس بافتتاح نوادي للروبوت في عدد من المدارس يبدأها بمدرسة الغزالي ومدرسة الرم في أبوظبي ومدرسة خليفة في العين.

وأشارت الدكتورة أمل القبيسي، أن مجلس أبوظبي للتعليم قام بتقديم العديد من المشاريع التي تحاول الاستفادة من أنظمة البيانات الجغرافية وربط الطلبة باستخدام منصات مثل أنظمة تحديد المواقع العالمية في تطبيقات فعلية كالشراكة مع المجلس الدولي للحفاظ على الحبارى والتي يتم من خلالها استخدام نظم تحديد المواقع الدولية لدراسة الحبارى وأنماط انتشارها وتكاثرها بما يربط بين العلوم التقنية الحديثة وبين تراث الدولة وهويتها الوطنية، إضافة إلى استخدام تقنيات نظم تحديد المواقع في مشاريع دراسة الجغرافيا في الصف السادس والسابع وذلك كجزء من رسالة المجلس في ربط جميع مناحي المعرفة بالتقنية الحديثة. 

وأشارت إلى أن العناصر الأساسية لتطوير التعليم في أبوظبي اشتملت على خلق بيئة مدرسية مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية والمباني المدرسية المحفزة على البحث والتقصي واكتشاف المعارف، وتنمية مهارات وقدرات الطلبة المتميزين التي تأتي على قمة هرم المحاور الرئيسة في استراتيجية التعليم التي ينفذها المجلس.

ولفتت إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم ركز على ربط التعلم في المدارس بتحديات العصر، من خلال العديد من االأنشطة التي تضمنت مبادرة "رحلة اكتشاف" لتعزيز مفهوم التعليم باعتباره رحلة لاكتشاف القدرات وتحديد وجهة المستقبل، أشرك الطلبة في مبادرات تقنية دولية  كعرض مركبة فضائية مخصصة لنقل الطواقم الفضائية "مع بوينغ" والمشاركة في إطلاق الطائرة "سولار إمبلس 2" التي تعمل بالطاقة الشمسية.

واختتمت القبيسي، بالتأكيد على أن المعرفة والابتكار يجب أن يكون لهما نظرة إنسانية شاملة، ضاربة المثل بالحلول التي خلقتها أبوظبي لقضية شح المياه والتي باتت تفيد  الملايين في افريقيا، مشيرة إلى أن الابتكار صيغته إنسانية جمعاء والتنافس فيه أصبح عالميا.

تويتر