بهدف تثقيفهم بالتخصصات المطلوبة في سوق العمل

جامعات حكومية وخاصة تكثِّف الإرشاد الأكاديمي للطلبة

طلبة مدارس يتعرفون إلى البرامج الدراسية الجامعية خلال معرض إرشاد أكاديمي. الإمارات اليوم

بدأت جامعات حكومية وخاصة تكثيف فعاليات الإرشاد الأكاديمي للطلبة، لتعريفهم بالتخصصات التي تطرحها ومدى ملاءمتها لسوق العمل، والمتطلبات الدراسية التي يجب توافرها للالتحاق بكل مساق دراسي، فيما تقوم وزارتا التعليم العالي، والتعليم، إضافة إلى مجلس أبوظبي للتعليم، بتنفيذ برامج إرشاد أكاديمي لطلبة الثانوية، لتكون أمام الطالب الفرصة المثالية للتعرف إلى التخصصات المتوافرة في الجامعات، والمهن المطلوبة في سوق العمل، وذلك لضمان توجيه الطلبة لاختيار التخصص الذي يتناسب مع إمكاناتهم وميولهم للانخراط في سوق العمل، وتلبية احتياجات اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي تسعى الدولة للوصول إليه.

وحدة إرشادية في المدارس

خصص مجلس أبوظبي للتعليم وحدة إرشادية في كل مدرسة، بهدف تنفيذ عملية الإرشاد الأكاديمي والمهني للطلبة في مراحل مبكرة، والتعرف إلى ميولهم قبل التحاقهم بالمرحلة الثانوية، وتكثيف الزيارات إلى الجامعات والمؤسسات التي بحاجة إلى التخصصات العلمية، ليتمكنوا من معرفة حاجة سوق العمل وطبيعة العمل في تلك المؤسسات، بهدف الارتقاء بالمستوى المعرفي للطلبة، لتحديد المسار الصحيح، مع الأخذ في الحسبان قدراتهم العلمية ورغباتهم، وكذلك حاجة الدولة وسوق العمل.

وتفصيلاً، نظمت جامعات: الإمارات، وزايد، وخليفة، والسوربون، وأبوظبي، وكليات التقنية العليا، يوماً للإرشاد الأكاديمي لطلبة الثانوية العامة، لتثقيف طلاب الثانوية بالتخصصات الجامعية المطلوبة لسوق العمل، ومتطلبات القبول بها.

وقال الطلاب: أحمد عيسى، وماجد عبدالله، وسعيد الشمسي، ومبارك البلوشي، إن المشكلة التي تواجههم هي الجهل بالتخصصات التي تمثل ضمانة للحصول على وظائف مستقبلاً، لافتين إلى أن بعضهم يقع فريسة لمعاهد وجامعات غير معترف بها، مطالبين بوجود نظام تعريف عند الالتحاق بالشعبة في الثانوية، يبين للطالب التخصصات المتاحة له، ومعدل الدرجات التي يجب تحصيلها للالتحاق بكل تخصص، وإظهار نسب احتياجات سوق العمل لكل تخصص.

فيما أفادت الطالبات: ريم حامد، ومهرة خميس، ونورة السعدي، وأمل جاسم، بأنهن يفتقدن الإرشاد الاكاديمي الذي يوضح الفرق بين التخصصات المطلوبة مستقبلياً، والتخصصات التي أصبحت لا تتناسب مع تطور سوق العمل، لافتات إلى أن الجامعات تسوق لبرامجها بصورة برّاقة، وتؤكد أن جميع برامجها الدراسية مطلوبة بشدة في سوق العمل، ومستقبلها الوظيفي مضمون، على الرغم من أن بعض التخصصات يعاني خريجوها البطالة، ويضطرون إلى الالتحاق ببرامج تأهيلية لتغيير مسارهم الوظيفي.

فيما أكد ممثلو عدد من الجامعات أن أكثر من نصف طلبة المرحلة الثانوية ليست لديهم رؤية واضحة بشأن التخصصات الدراسية في الجامعات، موضحين أن اختيار الطالب لتخصصه الدراسي يعتمد في الغالب على الزملاء الأكبر سناً، ونصيحة الأهل، أو أحلام الصغر بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو غيرها من المهن، دون أن تكون لديه صورة واضحة عن طبيعة التخصص الدراسي الذي اختاره، إضافة إلى اختيار تخصص بناءً على وظيفة أحد الوالدين أو الأقارب.

من جانبها، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن مركز القبول الموحد ينفذ برنامج الإرشاد الأكاديمي لطلبة الثانوية، حيث يزور جميع مدارس الدولة، الحكومية والخاصة، والمعاهد الفنية، بهدف توعية وتعريف الطلبة وذويهم بعملية القبول والتسجيل في مؤسسات التعليم العالي الحكومية، والبرامج والفرص التعليمية المتاحة للطلبة، وآلية التسجيل والقبول في البعثات الخارجية التي توفرها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى الجامعات الخاصة في الدولة، والبرامج الدراسية المعتمدة فيها، والمعلومات الخاصة بشروط القبول، وكيفية تعبئة طلب الالتحاق الإلكتروني، والامتحان العام لقياس الكفاءة التربوية ــ اللغة الإنجليزية «سيبا».

فيما أطلقت وزارة التعليم العالي مبادرة «مهنتي غدي»، لتقديم خريطة مستقبلية واضحة لطلبة الثانوية، تتضمن تفاصيل المرحلة التعليمية الجامعية، وفرص العمل والتوظيف، واحتياجات الدولة من التخصصات العلمية المختلفة، وتقديم الخريطة المستقبلية للطالب بطريقة غير مسبوقة، ترتكز على عقد لقاءات دورية موسعة بين الطلبة ومجموعة من الشخصيات المجتمعية المؤثرة، التي ستلتقي الطلبة في المدارس لتقديم خلاصة تجاربها العملية الناجحة في شتى المجالات والتخصصات، وطرح رؤاها المستقبلية التي من المتوقع أن تسهم في تنمية وعي الطالب بالمستقبل.

تويتر