أكدوا أن المناهج التقليدية مازالت مسيطرة على النظم التعليمية العربية

تربويون: البيئة المؤهلة والقيادات النوعية أبرز تحديات التعلم الذكي

التعلم الذكي لا يعني إحلال التكنولوجيا بديلاً عن المعلم. أرشيفية

أكد تربويون أن توفير بيئة تعليمية مؤهلة، وإعداد قيادات نوعية في المدارس، من أبرز التحديات التي تواجه تطبيق التعلم الذكي في المدارس عربياً، فضلاً عن صعوبة محاكاة المتغيرات العالمية في قطاع التعليم، مشيرين إلى أن المناهج التقليدية مازالت مسيطرة على النظم التعليمية العربية. جاء ذلك خلال المؤتمر التربوي «تميز 4»، الذي عقد في دبي أخيراً.

وأكد مشاركون في المؤتمر أن التعلم الذكي يهدف إلى تحقيق الاستدامة من خلال إكساب الطلبة المعارف والمهارات، والاتجاهات لتكوين متعلم قادر على الإبداع والابتكار، وأن تكنولوجيا التعليم وسيلة تسهم في تحقيق منظومة التعليم الذكي، وتساعد على إنتاج ونشر المعرفة ونقلها بأساليب شائقة للمتلقين.

وأشاروا إلى أن المناهج التقليدية لاتزال مسيطرة في بعض النظم التعليمية العربية، إذ تركز على المعارف المهمشة، وتهمل المهارات والسلوكيات، إلى جانب افتقار سبل التحفيز والتشجيع على التعليم، حيث إن التحول نحو التعلم الذكي يرتبط في مضمونه بتوفير تقنيات ومناهج وطرق تدريس جديدة يدعمها معلم قادر على توظيفها لبناء ممارسات حياتية تطابق الواقع المعرفي.

وأكدوا أن التعلم الذكي لا يعني إحلال التكنولوجيا بديلاً عن المعلم، بل هو مدعم لدور جديد للمعلم أكثر توظيفاً لعدد من الأدوات تتعلق بالتفكير والسلوك والمهارات، ولعل من أهمها مهارات التفكير والتواصل والعمل الجماعي.

من جهته، قال المنسق العام للمؤتمر مدير عام مجموعة «التربويون للاستشارات»، الدكتور عبدالله مصطفى الكسواني، إن الدول المتقدمة تسعى إلى مواكبة التطور المعرفي والتكنولوجي المعاصر، بتطوير النظم التعليمية في مدارسها، مشيراً إلى أن كثيراً من الدول العربية بدأت خطوات جادة نحو هذا الاتجاه.

وشدد على ضرورة التفريق بين المدرسة الرقمية، والمدرسة الذكية، لافتاً إلى أنه في حين تهتم المدرسة الرقمية بالتقنية والأساليب الإلكترونية، فإن المدرسة الذكية تتعلق بمنظومة متكاملة تحكمها معايير محددة لكل من القيادة المدرسية والمعلم والمتعلم والمنهج الدراسي والبيئة التعليمية وتمتد إلى علاقات الشراكة مع ذوي الطلبة والمجتمع ككل.

وأضاف أن توصيات المؤتمر ركزت على ضرورة الربط بين النظم التعليمية والبيئة الاجتماعية، بحيث تلبي احتياجات المجتمع، ويكون التعليم مجموعة من المهارات والاتجاهات والممارسات الحياتية، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بفلسفة التعلم الذكي بكل جوانبها من إعداد المعلم، وبناء المنهج التفاعلي، ووضع الأساليب التدريسية التي تتوافق مع المنهج، واختيار التكنولوجيا لكل منهج بشكل منفصل، وتطوير القيادات التربوية وفق الأفكار الحديثة لبناء الإنسان، وضرورة إشراك أولياء الأمور في منظومة التعلم الذكي، لدمج ما يحصل عليه الطالب في المدرسة مع حياة اليومية، وضرورة تبادل الخبرات والاستفادة من الناجحة منها للتحول إلى المدرسة الذكية من خلال ملتقى للتجارب الرائدة للمدارس الذكية في الوطن العربي، مع استضافة نماذج منها من دول العالم.

تويتر