زيادة الأعباء والمشكلات التقنية أبرز السلبيات

«التعلم الذكي» يطوّر قدرات الطالب والمعلم والمدير

البرنامج يدخل التقنيات الحديثة في العملية التعليمية لتحويلها إلى تجربة حيوية ومتفاعلة ما بين المعلم والتلميذ. الإمارات اليوم

أظهرت نتائج دراسة تقييمية لفاعلية برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، أخيراً، أن التعلم الذكي طور من قدرات المعلمين والطلاب والإدارات المدرسية في المدارس الحكومية، وأسهم في تجويد العملية التعليمية في المدارس المطبقة للمشروع. لكنها بينت، في مقابل ذلك، ازدياد الأعباء على المعلمين، ووجود مشكلات تقنية في الأجهزة المستخدمة، ما تسبب في إضاعة وقت بعض الدروس.

وأوضحت الدراسة، التي نفذتها مؤسسة علمية بحثية لمصلحة البرنامج، أن برنامج التعلم الذكي عمل على إرساء برنامج تعليمي مثالي، يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للارتقاء بالعملية التعليمية، وذلك على الرغم من مرور عام دراسي واحد على تطبيق المرحلة الأولى من المشروع.

أهداف برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي

تتمثل الأهداف الرئيسة لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي في تمكين وزارة التربية والتعليم من توفير بيئة تعليمية متطورة تقنياً في مدارس الدولة، وتحقيق أهدافها من خلال أنظمة تسهم في تحسين جودة المعلومات وتطوير آليات اتخاذ القرار، وتمكين الطلاب من خلال تحسين جودة ونطاق فرصهم التعليمية، إضافة إلى تمكين المعلمين من التدريس بشكل أفضل من خلال رفع قدرات التخطيط والمتابعة بشكل شخصي، وتعزيز قدرة مديري المدارس على تحسين الكفاءة التعليمية لمدارسهم، وتمكين ذوي الطلبة من المشاركة في تعليم أبنائهم ودعمهم بشكل أكثر فاعلية.

وكشفت الدراسة أن برنامج التعلم الذكي عزز من قدرة مديري المدارس على الإشراف على المعلمين، ووفر مزيداً من فرص التواصل المباشر مع الطلاب وذويهم. كما ساعدهم على متابعة تقدم الطلاب في المدرسة. وذكر بعضهم أنهم احتاجوا إلى فترة من الزمن للاعتياد على استخدام ما يوفره البرنامج، وتعلم كيفية استخدام التشكيلة المتنوعة من البرامج الإلكترونية المطلوبة لتطبيقه، فيما اعتبر آخرون ذلك تحدياً لابد من التغلب عليه.

وأكد مديرو مدارس أن «هذه الأدوات التعليمية وسيلة مفيدة لمواصلة الإشراف على المعلمين والطلاب بشكل أكثر فاعلية».

ولفتت الدراسة إلى تنامي ثقة المعلمين بقدراتهم على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيما ارتفعت قدرتهم على تحضير الدروس بنسبة 4.7%، إضافة إلى ارتفاع قدراتهم على التدريس أيضاً، وتطورت قدراتهم على إدارة الصفوف المدرسية بنسبة 4.4%، فضلاً عن تحسن قدراتهم الخاصة على التعاون بينهم وبين الطلاب، وبينهم وبين زملائهم المعلمين.

وأكدت نتائج الدراسة أن برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي عزز من قدرات الطلاب التعليمية، وأسهم في تحسين مخرجاتهم. كما أسهم في زيادة عملية التواصل بين الطلاب، وبينهم وبين معلميهم وإداراتهم المدرسية، وهيأ السبل ليتمتعوا بأنشطة التعلم الجديدة، وزاد فرص التعلم سواء من ناحية انتشار الإعلام الاجتماعي أو من ناحية تأثيره في التعلم، حيث شرع عدد من الطلاب في اختبار منصات للتشارك الثنائي المهمة بسبب ما تتيحه لهم من القدرة على التعلم والاكتشاف في البيئة المدرسية.

وقال 78% من المعلمين إن موقف الطلاب من التعلم تحسن بشكل كبير، فيما أشار 69% منهم إلى أن مخرجات الطلاب التعليمية تأثرت إيجاباً بالتعلم الذكي. وأكد 78% منهم تحسن موقف الطلاب عموماً من التعلم بعد تطبيق البرنامج.

يشار إلى أن برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي مبادرة سباقة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية، ورفع مخرجات التعليم في الدولة بما يتماشى مع أهداف خطة 2021 الاستراتيجية للدولة.

ويعمد البرنامج إلى إدخال التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، لتحويلها إلى تجربة حيوية ومتفاعلة ما بين المعلم والتلميذ تسمح بالتركيز على أداء كل تلميذ بما يساعد على العمل من أجل تطوير قدراته ومهاراته. وستعتمد العملية التعليمية على مساندة الأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر والألواح الإلكترونية لنظام التدريس الحالي.

تويتر