«التربية»: الوزارة وضعت ضمن استراتيجيتها «2015 – 2021» برامج داعمة لهذه الفئة

ذوو طلبة: المدارس لا تمتلك آليات للتعامل مع «بطيئي التعلم»

فئة «بطيئي التعلم» بحاجة إلى مناهج خاصة تناسب مستواها وخطة تربوية فردية. الإمارات اليوم

أفاد ذوو طلبة من فئة «بطيئي التعلم»، يدرسون في مدارس حكومية، بأن المدارس لا تمتلك برامج وآليات للتعامل مع أبنائهم، الأمر الذي نتج عنه وصولهم إلى الصف الرابع والخامس، دون قدرتهم على القراءة والكتابة، وافتقادهم المهارات الأساسية، فضلاً عن عدم تأهيل المعلمين للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، وغياب أدوات التقييم قبل الانتقال من صف دراسي إلى آخر، فيما أكدت وزارة التربية والتعليم أنها وضعت ضمن استراتيجيتها «2015 – 2021» عدداً من البرامج الداعمة لهذه الفئة، إضافة إلى تدريب مديري المدارس والمعلمين على كيفية التعامل مع هذه الحالات، وفق وكيل وزارة التربية والتعليم مروان أحمد الصوالح.

قدرات عقلية أقل

قالت مدير مركز كلماتي للتواصل والتأهيل، لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بدور قباني، إن الطلاب فئة «بطيئي التعلم»، لا يمكن تمييزهم عن الطلاب العاديين بسهولة، حيث إنهم لا يختلفون كثيراً عنهم، إلا أن قدراتهم العقلية أقل بكثير، وتطورهم الذهني والاجتماعي مختلف كثيراً، مقارنة بالآخرين. ولفتت إلى أن سمات هذه الفئة تظهر في الحلقة الأولى من التعليم، حيث يكون الطالب متدني المستوى والقدرة على الاستيعاب، وبحاجة لآلية خاصة للتعامل معه. وأكدت حاجة هؤلاء الطلبة لمناهج خاصة تناسب مستواهم، وخطة تربوية فردية لكل طالب، توضع بالتعاون مع اختصاصي المادة، إضافة إلى برامج دعم مستمرة، لتوصيل المعلومة إليهم، وإكسابهم المهارات الخاصة المطلوبة.

وأكد الصوالح، لـ«الإمارات اليوم»، أن الوزارة وجهت المدارس للتواصل مع ذوي الطلبة في هذه الفئة باستمرار، ووضع برامج علاجية مشتركة بين البيت والمدرسة، لتطوير قدراتهم الاستيعابية، مشيراً إلى أن الوزارة أعطت مديري المدارس صلاحيات توزيع الحصص بما يفيد الطلبة، إضافة إلى تخصيص حصص للأنشطة المختلفة، التي تدعم الطلبة.

وتابع أن الوزارة تعتزم تنفيذ برنامج معالجة الضعف القرائي، بهدف النهوض بالمستويين القرائي والكتابي لتلاميذ الصفين الأول والثاني من الحلقة الأولى، ودعم ثقافة التكوين الذاتي للموجهين والمعلمين، في ضوء التوجهات التربوية الحديثة، وتحفيز المعلمين لتطبيقات المنحى التكاملي في مواقفهم التعليمية.

من جهتها، شكت عائشة راشد، أم لطالب من فئة «بطيئي التعلم» وصول ابنها للصف الرابع، وهو غير قادر على القراءة والكتابة، فضلاً عن افتقاده المهارات التعليمية الأساسية، نتيجة لعدم جاهزية المعلمين والمدارس للتعامل مع الطلاب ذوي القدرات العقلية المتواضعة، إضافة إلى عدم ملاءمة المناهج التي تدرس لهم لإمكاناتهم العقلية وقدرتهم على الاستيعاب.

وقالت إن «ابنها يمتلك القدرة على التطور مقارنة بزملائه في مرحلته العمرية والدراسية نفسها، متى وجد المعلم المناسب والمنهاج الملائم، وطريقة التدريس التي تساعده على الفهم والاستيعاب».

ولفتت إلى أن «البيئة المدرسية طاردة لمن هم في فئة ابنها، حيث يعانون عزوف زملائهم عنهم، فضلاً عن كم الاستنكار واللوم الذي يواجهونه يومياً، وانفصالهم عن المجتمع المدرسي ككل».

وتابعت أن «هذه السلوكيات انعكست على نفسية ابنها، وجعلته يعاني إحباطاً شديداً، وتدنياً في حب الذات، وشعوره بأنه غير موجود في الصف أو المدرسة بشكل عام».

وأشارت إلى أن «برامج وزارة التربية والتعليم لهذه الفئة ضعيفة، حيث لم تعمل المدرسة على تقييم مستوى ابنها بشكل مستمر، ووضع الخطط والبرامج العلاجية الخاصة به، فضلاً عن عدم دراية المعلم العادي بكيفية التواصل والتعامل مع هذه الفئة من الطلبة».

وطالبت الوزارة بتقديم مساعدات خاصة بالطلاب في هذه الفئة، وإن لزم الأمر يتم التعاقد مع مؤسسات علاجية خاصة، لتطوير مهاراتهم، حتى لا تفاجأ بابنها في مرحلة دراسية متقدمة دون أن يقرأ أو يكتب.

فيما ذكرت «أم شهد» معلمة تربية خاصة، والدة لطالبة ضمن هذه الفئة، أن ابنتها فصلت من المدرسة، لعدم قدرتها على التكيف معها، وتحقيق أي تطور مقارنة بقريناتها، مشيرة إلى وجود خلل في مشروع دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، حيث لا يوجد المعلم المؤهل، ولا طرق التدريس المناسبة.

ولفتت إلى أنه ليس من الطبيعي أن يدمج طالب بطيء التعلم أو لديه حاجة خاصة أخرى في فصل به نحو 30 طالباً، الأمر الذي يعزله تماماً عن المعلم وعن زملائه بالصف.

وتابعت أن «مشروع الدمج يعاني عدم إلمام المسؤولين عنه بكل ما يطرأ حديثاً على مستوى العالم في طرق التعامل معه، وآليات العلاج، إذ يتبع موجهو التربية الخاصة أساليب تقليدية وقديمة عفى عليها الزمن في التعامل مع هذه الفئة».

وطالبت بضرورة توفير برامج خاصة بهذه الفئة من الطلبة، وتأهيل المعلمين والإدارات المدرسية، لاكتشافها والتعامل معها، حتى لا يصلوا إلى صفوف متقدمة وهم فاقدو المهارات الأساسية.

وقال أبوحمد، والد لطالب من فئة «بطيئي التعلم»، إن ابنه يعاني ضعف القدرة على الاستيعاب، وتدني مستوى الفهم داخل الفصل الدراسي، مؤكداً حاجته إلى برامج خاصة من قبل الوزارة، حتى لا يتقدم في العمر، دون أن يحقق أي تطور، لافتاً إلى تأثر ابنه نفسياً إلى حد كبير، جراء هذه المشكلة.

تويتر