توقف نموه عند 10 سنوات.. ويحتفظ بوجه طفولي

«حسن» تغلّب على ضعف النمو بالتفوّق الدراسي

«حسن» يحظى بحب واحترام معلميه. الإمارات اليوم

يحتفظ الطالب حسن علي قفاف، بملامح طفولية، على الرغم من أنه يبلغ من العمر 19 عاماً، ويدرس بالصف الثاني عشر أدبي، إذ تغلّب على مرض ضعف النمو بالتفوّق الدراسي، والتركيز على طلب العلم.

وتفصيلاً، قالت (أم حسن): «إنها واجهت صعوبات كبيرة في إلحاق ابنها بالمدرسة، حيث ظهرت عليه أعراض مرض ضعف النمو، الناتج عن هبوط مستوى السكر بالجسم، في عمر سبع سنوات، الأمر الذي دعا كثير من المدارس إلى رفض قبوله، باعتباره من ذوي الإعاقة، وأخيراً قبلته إحدى المدارس ودخل الروضة في السابعة من عمره».

وذكرت أن «مرض حسن أدى إلى توقف نموه الجسدي ليبدوا في عمر 10 سنوات، في حين يعدّ مستواه العقلي متطوّراً ومساوياً لأقرانه، ولم يتأثر مستواه الدراسي سلباً، بحيث يقارب معدله السنوي نسبة الـ90%، وينافس زملاءه في كل المواد الدراسية بجدارة».

وقالت إن «مبادرة وزارة التربية والتعليم الخاصة بدمج الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس، كانت بمثابة طوق الإنقاذ لابنها، حيث تمكّنت من إيجاد مدارس تقبله في مراحله التعليمية المختلفة، ومجهزة لاستقبال هذه الفئة من الطلبة، إضافة إلى معلمين مدرّبين للتعامل معهم وتبسيط المعلومات إليهم، كما أن تعاملهم مع زملائهم الأسوياء يساعدهم بشكل كبير على تحسُّن مستواهم، وتطوّر مهاراتهم العلمية والاجتماعية».

ولفتت الأم إلى أن «حسن يتبع برنامجاً علاجياً مكثفاً، تأمل أن يساعده على النمو ولو قليلاً، ليتمكن من التعايش مستقبلاً بين أفراد المجتمع، بشكل طبيعي».

وقال حسن لـ«الإمارات اليوم»: «إنه يرفع شعار العلم أولاً في مواجهة التحديات التي تواجهه في المدرسة والمجتمع»، مشيراً إلى أنه «تعرّض لكثير من المضايقات من زملائه في بداية الأمر، ألا أنه تعامل معها بحكمة، إلى أن فرض نفسه بالاحترام المتبادل مع زملائه، متجاهلاً السلوكيات غير السوية من بعض الطلاب».

ولفت إلى أنه «وضع طلب العلم هدفاً أساسياً في حياته، لا يشغله عنه شاغل، ويطمح في دراسة إدارة الأعمال والعمل في هذا التخصص مستقبلاً، إضافة إلى دراسة العلوم الأخرى، والتميز فيها». وقال معلمو حسن: «إن مستواه الدراسي لا يقل عن زملائه الآخرين، ويتطوّر باستمرار، ويحصل على درجات جيدة في المواد كافة».

تويتر