نقطة حبر

مدرسة الاتحاد الإماراتي

مثلت دولتنا الحبيبة نموذجاً فريداً لمفهوم الاتحاد، فلم يقتصر اتحاد دولة الإمارات على النواحي السياسية والجغرافية، كغيرها من التجارب الاتحادية في بقية مناطق العالم، بل شمل أيضاً أدق التفاصيل في حياة الإنسان الإماراتي، فهو اتحاد مبنيٌ على معرفة عميقة لثقافته وفكره واحتياجاته وتطلعاته للمستقبل.

ويعود الفضل في ارتقاء المسيرة المباركة لمدرسة اتحاد الإمارات نحو المستقبل إلى قامات عالية الهمم تحب العمل والجد وتسعى للسلام، ولا وجود للمستحيل في قاموسها، فقد بدأت بالأهم فوحدت الأرواح والقلوب البيضاء لأبناء الإمارات المحبة للخير والعطاء، واحتوت الجميع فأصبح البيت متوحداً على المبادئ السامية وأخلاق الفارس العربي النبيل الذي يصبو للعز والمجد ويتطلع للتميز والإبداع لإنتاج المعرفة لأجيال الغد، الفخور بإرثه وتاريخه التليد وبانتمائه لبيئته.

ومن واجبنا جميعاً الحفاظ على هذا النموذج الاتحادي الفريد وتعزيزه، عن طريق زراعة ثقافة الاتحاد في نفوس أبنائنا وتعريفهم بما بذله المؤسسون وصناع الاتحاد من تضحيات وجهود في سبيل الوصول بالدولة إلى ما هي عليه الآن من تقدم وازدهار، أهّلها لتصدّر المراكز الأولى في جميع نواحي الحياة إقليمياً ودولياً.

إنها مسؤوليةٌ وطنية تبدأ جذورها من التربية في البيت والتوجيه من الأسرة، وتتعزز وتنمو في المدرسة لتُزهر وتُثمر بالإخاء والتآلف بين أبناء الوطن الواحد، فالمعلم هو الأداة التي تضمن استدامة الفكر الاتحادي كهدف استراتيجي لأجيالنا المتعاقبة، والمعلم هو من يجعل من الحلم حقيقة ومن الموهبة إبداعاً، ومن التصميم واقعاً ملموساً.

النموذج الاتحادي الإماراتي أصبح اليوم مدرسة تُعلّم المعنى الحقيقي للاتحاد، ولا عجب ففي فترة قصيرة من حياة الشعوب شُيّد صرحٌ شامخٌ يُعد معجزة حضارية يُضرب بها المثلن ما حدا بدولٍ كثيرةٍ في المنطقة والعالم أجمع للسعي للاستفادة منها، ومحاولة استنساخ وتطبيق النموذج الإماراتي، وهذا يجعلنا فخورين بما حققته دولتنا وما يحققه مجتمعنا بمؤسساته كافة، وفخورين بقيادته التي أرست المبادئ الاتحادية لتضمن للإمارات قيادة مسيرة اتحادية سطّر التاريخ فصولها ولايزال يدون مآثرها ويأخذ منها القاصي والداني أبلغ العبر والدروس في حفظ وحب الأوطان.

خبيرة في الشأن التعليمي

تويتر