نقطة حبر

ابتسامة المعلّم

الابتسامة هي المولّد للإيجابية في النفوس، وهي باب تنفتح به علاقات بنّاءة مع الآخرين. ومهما كانت ضغوط العمل فإن الكآبة والعبوس لن يزيلاها، بل بالابتسامة نفتح في النفس باباً للسكينة والاطمئنان، وفي العقل باباً للتفكير والإبداع.

ومن المهم أن يحافظ المعلم على دوام الابتسامة والمزاج الجيد مهما واجه من ضغوط مهنية وأسرية ومن سلوكيات طلابه أو زملائه أو الإدارة، أو من بعض أولياء الأمور أو من الضيق الذي تسببه الأحداث المختلفة والمتتابعة خلال اليوم الدراسي، فهو بذلك يفيد نفسه بالدرجة الأولى، لأن المزاج المتعكر يُترجم إلى التهديد والعقاب والصراخ والغضب، وهذه السلوكيات تؤثر في معنويات من حوله وتقلل من عطائه ومن تحصيل الطلاب للعلم وفهمهم وحبهم للمادة وللمعلم أيضاً، وتُورث عناداً لدى طلابه وتهدّ البدن والنفسية، ولا يستفيد منها الطالب تربوياً بل على العكس.

من المهم أن يحافظ المعلّم على دوام الابتسامة والمزاج الجيد مهما واجه من ضغوط مهنية وأسرية.

البعض من المعلمين لديه شخصية قوية ولا تردعه حدود المسؤولية ولا يعجبه العجب، ومنهم من يُقيّم بميزانه الخاص أن من يُشابهه من التلاميذ هو المتفوق، فيقبل منه أقل القليل ويمنحه من الدرجات الكثير، ومن لا يشبهه لا يُعير قدراته ومهاراته أي اهتمام ويعامله خطأً معاملة الطالب الفاشل، والبعض لديه مزاج يختلف من يوم إلى يوم بل من حصة إلى حصة.

فلابد من وجود خطوط واضحة ومواصفات موحدة متبعة في تقييم الطلاب في الفصل، ويجب ألا تخضع لمزاج المعلم، ولا بد أن يعلم كل معلم أن مزاج الطالب غير مزاج المعلم، ومثلما لدى المعلم ضغوط فإن الطالب لا يعدم أيضاً الضغوط الأسرية والدراسية وغيرها.

وعندما تبقى الأهداف التربوية دائماً أمام المعلم فهذا كفيل بأن يُعينه على تلافي أي شيء يعكر مزاجه ويدخل السكينة إلى قلبه ويدفعه إلى العطاء وبذل الجهد، ويتناسى الضغوط مهما كانت ومهما كان مصدرها.

إن مزاج المعلم المتقلب يصنع طلاباً مترددين، ويدفع بالطالب إلى النفاق، ويجعله يدّعي ما ليس له أو يُحبط من عدم وضوح الرؤية لديه، ويصبح هدفه النجاح بأي وسيلة كانت، كما أنه يدفع أولياء الأمور إلى القلق والخوف على مستقبل أبنائهم، ويزداد تأثير ذلك المزاج السيئ في التلاميذ، خصوصاً في المراحل الأولى من طفولتهم، فالله الله في الطفولة فإنها أغلى ما نفقده إذا كبرنا.

خبيرة في الشأن التعليمي

تويتر