نقطة حبر

المدرسة حياة.. والحياة مدرسة

المدرسة حياة كاملة ومتكاملة، ولا طعم للحياة ولا لون من دونها، ولا يمكن أن نوفيها حقها في بضع كلمات أو سطور، كيف لا، فلا شيء في الحياة البسيطة، ولا يوجد جانب من جوانب الحياة المعاصرة إلا كانت المدرسة حاضرة فيه، فتسهل معيشة البشر وتحسنها، وتسهم في تطوير المجتمعات.

فالمدرسة يمكن أن تُعدّ مؤسسة أُسريّة، فهي تنتج الآباء والأمهات المتعلمين والمُربين الفضلاء، ومؤسسة ثقافية تنتج الأدباء والمفكرين وتنشر الوعي والثقافة، ومؤسسة لإعداد وتطوير وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية في جميع المجالات، وتوزيعها على التخصصات التقنية والفنية والعلمية والأدبية والتكنولوجية، وهي مؤسسة لإنتاج القادة ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمجتمع، وهي مؤسسة لإعداد وإنتاج الأبطال الرياضيين، وتسهم في إنشاء مجتمع صحي وسليم بدنياً.

المدارس هي حاضنات للمشروعات الناجحة والمتميزة، وغالباً ما تكون أولى خطوات نجاح الخطط الكبرى.

المدارس هي حاضنات للمشروعات الناجحة والمتميزة، وغالباً ما تكون أولى خطوات نجاح الخطط الكبرى، حيث يبدأ تنفيذ الخطط الاستراتيجية من المدارس. وكأحد الأمثلة البارزة على أهمية المدرسة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية، احتضان المؤسسة التعليمية مشروع رياضة الجوجيتسو، ما أدى إلى ظهور الكثير من الأبطال الذين رفعوا راية الدولة في المحافل العالمية، وحصدوا الميداليات المختلفة في هذه اللعبة، وأسهموا في تحقيق هدف القيادة الرشيدة للدولة المتمثل في تربع دولة الإمارات على عرش هذه الرياضة.

ولتفعيل دور المدرسة في الحياة من المفيد عقد شراكات استراتيجية مع الوزارات الحكومية والجهات الرسمية، عندها ستقوم كل جهة من الجهات الرسمية وكل وزارة بتبني النشاط التعليمي الذي يتناسب مع تخصصها، وتقوم برعايته ودعمه وبمتابعته، وتشرف على تنفيذه من منطلق أنها ستختار من هذا الجيل الشريحة التي ستكون منها نخبة موظفيها، فهي بذلك تضمن تأهيلهم وتدريبهم قبل الالتحاق بها، وكذلك ايضاً فإن هذا الجيل بالنسبة لها هو جمهورها الذي ستخدمه في المستقبل، وستكثف جهودها وميزانيتها لتوعيته وتنفيذ مشروعاتها وأهدافها التي أُنشئت لأجلها، ومن منطلق الحكمة التي تقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، فإن جهودها تلك لن تضيع، بل على العكس فهي بذلك توفر الجهود، وتقلل التكاليف، وفي الوقت نفسه تحقق أهدافها.

خبيرة في الشأن التعليمي

تويتر