طالبوا بضرورة تغيير نظرة المجتمع إلى المدرس

تربويون: الإعلام أسهم في تشويه صورة المعلم

مشاركون في المؤتمر أكدوا وجود معوقات اجتماعية تقابل مهنة المعلم. الإمارات اليوم

اعترض تربويون مواطنون شاركوا في مؤتمر التعليم الخامس، الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، نهاية الأسبوع الماضي، على نظرة المجتمع للعاملين في المهن التعليمية والتقليل من شأنهم، ما أوجد عزوفاً بين المواطنين، خصوصاً الذكور، عن العمل بالمهنة، مشيرين إلى أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في هذه الصورة المشوهة.

فيما أكدت وكيل الوزارة المساعد لقطاع العمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، فوزية حسن غريب، أهمية المعلم، وأهمية إعادة الهيبة للمهنة، مشيرة إلى أن الوزارة تقوم بالعديد من الجهود من أجل رفع مستواه المادي والمعنوي والمهني.

سلة حوافز

أكد وكيل وزير التربية والتعليم، مروان أحمد الصوالح، أن الوزارة اتخذت العديد من الخطوات لتطوير العملية التعليمية وتحسين جودة التعليم، من بينها العمل على تطوير البنية التحتية للمدارس، وتوفير سلة من الحوافز لاستقطاب المواطنين لمهنة التدريس، واستحداث حزمة من البرامج التدريبية المتقدمة لرفع كفاءة المعلمين والهيئات التدريسية، وذلك في سياق تطلعها إلى تعزيز مكانتها التنافسية العالمية في مجال التعليم، والارتقاء بكل مكونات العملية التعليمية التي تحظى بأهمية خاصة ضمن رؤية الإمارات 2021، وسعت الوزارة إلى تحقيق المركز الأول في جودة التعليم.

وتفصيلاً، قال المعلم يوسف الحوسني «لا يمكن المزايدة على مكانة المعلم، فهي مكانة عالية، ويرفع الدين من شأنها، والأحاديث الصحيحة عن الرسول كثيرة في هذا الجانب»، مطالباً بضرورة تغيير نظرة المجتمع الدونية للمعلم لأن نظرة المجتمع لها دور أساسي في أن تكون وظيفة المعلم مقدَّرة وذات شأن عند المعلم نفسه، ما يدعم المهنة ويرتقي بمستوى التعليم.

وأكد المعلم سلطان المزروعي، أن القناعة والإخلاص في العمل وحب المهنة صفات يجب أن يتصف بها المعلم الذي يرى التعليم رسالة وليس مجرد وظيفة يوقع فيها على حضور وانصراف، مشيراً إلى أن هذا الأمر لن يتأتى إلا بتغيير الصورة المشوهة للمعلم في وسائل الإعلام.

وأيدتهما الرأي المعلمة هند السعدي، مشددة على مكانة المعلم، وأهمية أن يرفع المجتمع من هذه المكانة، قائلة «أنا مثلاً لست معلمة فقط، وإنما أجمع بين كل التخصصات، فأنا أضطر أحياناً لأن أكون طبيبة ومهندسة معمارية ومستشارة نفسية، وشاعرة، وحتى طالبة في بعض الأحيان»، مطالبة المجتمع برفع شأن مهنة المعلم بصورة تتناسب مع أهميتها.

في المقابل، أفادت المعلمة حنان الشامسي، بأن صورة المعلم بدأت تتحسن نتيجة اهتمام القيادة السياسية للدولة، خصوصاً أن كل وسائل العملية التعليمية أصبحت متاحة في كل مكان، لافتة إلى أن المعلم يواجه ضغوطاً تتمثل في تسارع وتيرة التطوير، وعليه أن يجاريها، ما يدل على اهتمام الحكومة بتطوير التعليم.

فيما أكدت المعلمة عائشة المستريح، عدم قبولها وصف بعض المشاركين في المؤتمر وظيفة المعلم بأنها وظيفة محتقرة، وأن المعلم مهان، مشيرة إلى أن المعلم مكرَّم، وكل معلم يرفع أو يخفض من مكانته بحسب نظرته إلى المهنة.

من جانبها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي، الدكتورة ناتاشا ريدج، «هناك تهديد مشترك يؤثر في المعلمين الوافدين والإماراتيين على السواء، هو تدني المكانة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الدافع لدى المعلم وعدم اهتمامه بمشاركة الطلبة في الصف الدراسي»، مشيرة إلى أنه حين يلاحظ الطلبة محنة المعلمين، يتدنى اهتمامهم أيضاً ويعزفون عن الالتحاق بسلك التعليم.

وأضافت «لنجاح العملية التعليمية مستقبلاً، لابدّ من أن تكون سياسات التوظيف متسقة وقابلة للمقارنة مع بقية المهن، وأن تمدّ المعلمين جميعهم بالشعور بأنهم جزء من المجتمع ومسؤولون تجاهه». وذكر أستاذ التربية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد حسين الصغير، أن «هناك معوقات اجتماعية تقابل مهنة التعليم وتساعد على عزوف المواطنين عن العمل بهذه المهنة السامية، منها أن مهنة التعليم لا تحظى بالمكانة الاجتماعية اللائقة مثل بعض الوظائف الأخرى، ومحدودية المستقبل الوظيفي للمعلم، وصورة المعلم المهينة التي تعرضها وسائل الإعلام، وقلة توافر الخدمات والحوافز الاجتماعية والصحية للمعلم».

 

تويتر