250 ألف درهم كلفة الطالب المبتعث سنوياً

1894 طالباً ضمن برامج الابتعاث لتلبية احتياجات الدولة من الكوادر الوطنية المتــخصصة

فرص التعليم تشمل التخصصات التي تحتاج إليها قطاعات العمل، بما يدعم خطط التنمية فيها. الإمارات اليوم

بلغ عدد الطلبة المبتعثين ضمن برامج الابتعاث التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومجلس أبوظبي للتعليم، ومكتب بعثات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، 1894 طالباً وطالبة، يدرسون تخصصات تهدف إلى تلبية احتياجات الدولة من الموارد البشرية الإماراتية، فيما تبلغ كلفة الطالب المبتعث 250 ألف درهم سنوياً.

وأفاد وكيل وزارة التعليم العالي، سيف المزروعي، بأن متوسط عدد المبتعثين سنوياً يراوح ما بين 300 و400 طالب وطالبة، فيما يبلغ عدد الطلبة المبتعثين من الوزارة حالياً 1319 طالباً. ويبلغ متوسط كلفة الطالب خلال السنوات الأربع نحو مليون درهم، بواقع 250 ألف درهم سنوياً، وهو ما يعد من المعدلات المرتفعة عالمياً.

وشرح أن مستوى الإنفاق يراوح من طالب الى آخر، مبيناً أن الإنفاق على المبتعث تحدده عوامل عدة، من بينها بلد الدراسة والتخصص، والسكن الملائم والرسوم الدراسية ورسوم الكتب، إضافة إلى التأمين الصحي، والرواتب الشهرية للمبتعثين، إذ تختلف ما بين طلبة البكالوريوس والدراسات العليا.

 

30 خدمة

وأشار المزروعي إلى إطلاق الوزارة بوابة الطالب المبتعث، التي تعد أحد الحلول الذكية لمتابعة الطالب من لحظة التحاقه بالبعثة حتى وصوله إلى الوظيفة، مشيراً إلى أن «البوابة تعد قاعدة بيانات متكاملة لمتابعة الطلبة المبتعثين بداية من التقدم لطلب البعثة حتى التخرج، إذ تقدم أكثر من 30 خدمة متنوعة، وتتيح الاطلاع على التفاصيل الأكاديمية والمالية من خلال ملف الطالب الإلكتروني»، لافتاً إلى أن «البوابة تحرص على التذكير بالتواريخ المهمة، مثل تاريخ انتهاء جواز السفر، وتاريخ انتهاء التأشيرة، وتواريخ الإجازات الأكاديمية والمناسبات والعطل الرسمية، ووضع البعثة (تنبيه، وإنذار أول، وإنذار ثان)، وكيفية التواصل مع الوزارة وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، إلى غيرها من الخدمات المساندة التي تساعدهم على تسهيل أمور حياتهم والتفرغ للدراسة والإنجاز».

 

سوق العمل

وأكد مجلس أبوظبي للتعليم سعيه من خلال برنامج البعثات الخارجية الى توفير أفضل الفرص التعليمية للطلبة المتميزين للدراسة في خمسة مجالات، هي: الطب والعلوم الصحية بفروعها، الهندسة بفروعها، الادارة، الاقتصاد، القيادة التربوية. وهي التخصصات التي تحتاج إليها قطاعات العمل، بما يدعم خطط التنمية فيها، مشيراً إلى أنه يبتعث 50 طالباً سنوياً، وأن عدد الطلبة المبتعثين من جانبه حالياً يبلغ 295 طالبا يدرسون في كندا، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأستراليا. وأشار المجلس إلى أن «الطالب المبتعث يتمتع بمزايا تغطية الرسوم الدراسية، والتأمين الصحي، وبدل الاستعداد للسفر واللوازم الدراسية، وراتب شهري، وتذاكر سفر، ومكافأة تفوُّق».

وأوضح المجلس أنه يشترط للتقديم لبرنامج البعثات أن يكون الطالب المتقدم مواطناً، وحاصلاً على نسبة 85% فما فوق في شهادة الثانوية العامة، أو ما يعادلها، وأن يكون حاصلاً على معدل تراكمي 3.00 فما فوق بالنسبة لطلاب الجامعات، وأن يكون قد أنجز ما لا يقلّ عن 30 ساعة معتمدة في البرنامج الدراسي، وألا يقل عمر الطالب المتقدم للبعثة عن 18 سنة لخريجي الثانوية العامة وألا يزيد على 24 سنة للطلبة الجامعيين، وأن يكون لديه قبول من إحدى الجامعات الموصى بها من المجلس في تخصص من التخصصات المطروحة، وأن يجتاز الاختبارات المحددة من المجلس والمقابلة الشخصية.

 

آليات المتابعة

وأشار المجلس إلى أن آليات متابعة طلبة البعثات مبنية على الإنجاز الأكاديمي المطلوب تحقيقه من كل طالب، إذ يجب ألا يقل التحصيل الدراسي عن 12 ساعة دراسية في كل فصل دراسي.

وتتم المتابعة من خلال إدارة الإرشاد والبعثات في المجلس، من خلال متابعة التقارير الفصلية لكل مبتعث، بالتعاون مع الملحقيات الثقافية للدولة في دول الابتعاث المختلفة. وعلى ضوء إنجاز الطالب يتم القيام بالإجراءات الإدارية اللازمة وفقاً لشروط الابتعاث في المجلس.

بعثة رئيس الدولة

وأكد مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة، أن عدد الطلبة المبتعثين من جانبه يبلغ 280 طالباً وطالبة، مشيراً إلى أن بعثة صاحب السمو رئيس الدولة تهدف إلى اختيار نخبة من الطلبة المواطنين المتميزين علمياً، وإيفادهم للدراسة في أرقى الجامعات العالمية المرموقة خارج الدولة، إضافة إلى تأهيل جيل قيادي من أبناء وبنات الإمارات قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ورفد الدولة بكوادر وطنية مؤهلة في مختلف التخصصات العلمية بهدف تنمية وتطوير العنصر البشري في الدولة، من خلال اكتساب أحدث المعارف والعلوم والخبرات.

وتتمثل أهداف البعثة في إتاحة فرص متابعة التعليم الجامعي والتعليم العالي للطلبة الإماراتيين المتفوقين علمياً، وإلحاقهم للدراسة في أرقى وأعرق المعاهد والجامعات العالمية، والمساهمة في تطوير الموارد البشرية الوطنية من خلال إتاحة الفرصة للطلبة المتميزين للدراسة في مجالات وتخصصات مختارة، وتأهيل جيل قيادي من أبناء وبنات الإمارات قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ومواكبة تحديات التنمية السريعة التي تمر بها دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الـ21.

 

10 شروط

ويشترط أن يكون المتقدم لبعثة مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة مواطناً، وأن يكون حاصلاً على نسبة مئوية لا تقل عن 90% في اختبار شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، وألا يكون قد مضى على تخرجه في الثانوية العامة أو ما يعادلها مدة تزيد على سنتين (أما طلبة الدراسات العليا فمجال التقديم أمامهم لا يرتبط بوقت الحصول على الشهادة)، وأن يجتاز الطالب الاختبارات التي تقررها لجنة الإيفاد، ومقابلة لجنة إيفاد الطلبة المتميزين علمياً، وأن يوافق على التخصص والجامعة اللتين سيتم تحديدهما من اللجنة، وألا يكون حاصلاً على بعثة دراسية أخرى، والحصول على إجازة تفرغ من جهة العمل إذا كان الطالب موظفاً، والالتزام بقواعد البعثة وشروط الإيفاد، وإقرار الطالب وولي أمره بالموافقة على سفر الطالب للدراسة خارج الدولة.

وهناك شروط إضافية لطلبة المدارس الخاصة، منها معادلة شهادة الثانوية العامة للمدارس الخاصة من وزارة التربية والتعليم، وألا تقل درجة الطالب في امتحان التوفل عن 550 امتحان تحريري، أو 213 امتحان الكمبيوتر، أو 80 امتحان انترنت iBT، وألا تقل درجة الطالب في امتحان السات -1 عن 1600 (القراءة 500، الكتابة 500، الرياضيات 600).

كما أن هناك شروطاً إضافية لطلبة الجامعات، منها ألا يتجاوز الطالب العام الثاني من دراسته الجامعية، وألا يقل معدل الطالب التراكمي عن 3.5 نقاط من أصل 4.0 نقاط حسب نظام احتساب الدرجات في الجامعات الأميركية أو ما يعادلها، وأن يكون الطالب ملتحقاً أو حاصلاً على قبول جامعي من إحدى الجامعات المعتمدة من قبل لجنة إيفاد الطلبة المتميزين علمياً.

 

المزايا

الطلبة الذين يقع عليهم الاختيار للحصول على بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للمتميزين علمياً، يحصلون على مزايا عدة، منها راتب شهري قدره 5000 دولار أميركي، إضافة إلى تحمل مصروفات الدراسة والتأمين الصحي والسفر، وكذلك مكافأة عقب نهاية كل فصل دراسي للمتفوقين.

 

4 مراحل

وأكد المرشدون الأكاديميون عبدالباري عبدالله، ومحمد صالح، وخالد البلوشي، أن «الصدمة الثقافية التي قد يتعرضون لها بسبب غياب الأشياء المألوفة لديهم، وتغيير المناخ والطعام، وتغيير نمط الأشخاص وطرقهم، وضغوط الحياة الدراسية الجديدة، والنمط السريع للحياة اليومية الغربية، تُعد أكثر الصعوبات التي تتكرر مع الطلبة»، مشيرين إلى أن «مظاهر هذه الصعوبات تكون الشعور بالعزلة والغربة، والشك في صحة قرار السفر ذاته».

وأوضحوا أن الطلبة يمرون بأربع مراحل خلال دراستهم في الخارج: الانبهار، وحدّة الطباع والعداء، والتفهم والتأقلم، وأخيراً الاندماج والقبول، ومدة كل مرحلة وشدّتها تعتمد على الشخص نفسه، مشددين على ضرورة احتفاظ الطلبة بفكر مفتوح، وتجنب تقييم مفاهيم المجتمع الجديد بناءً على مفاهيم مجتمعهم، والحذر من الانطواء.

وأشاروا إلى أن اختلاف العلاقات الاجتماعية في الغرب عن المجتمعات الشرقية والصداقات بين الطلبة والطالبات، يوقع بعض الطلبة في مشكلات، لظنهم أن هذه العلاقات انتقلت إلى العلاقات العاطفية، ما يوقع البعض في مشكلات ناتجة عن سوء فهم الطرف الآخر، إضافة إلى تعرض البعض للوقوع في قضايا تحرش بسبب وصول بريد إلكتروني مجهول من أشخاص ينتحلون أسماء نسائية، ويطلبون إقامة علاقات معهم، وعند الذهاب إلى العنوان المتفق عليه يفاجأ الطالب برجال الشرطة، ويقبض عليهم بتهمة التحرش.

13 سبباً لإلغاء البعثات

حدّدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 13 سبباً لإلغاء البعثة الدراسية للطلبة المبتعثين في الخارج، مشيرة إلى أن إلغاء البعثة يتم بقرار من الوزير، وتتضمن الأسباب تأخر الطالب عن الالتحاق بالبعثة ستة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور قرار ابتعاثه، أو إذا أخفق الطالب بغير عذر مقبول في ثلاثة فصول دراسية متفرقة، أو إذا رسب في سنتين دراسيتين خلال فترة ابتعاثه.

وأكدت الوزارة أن البعثة تُلغى إذا سلك الطالب سلوكاً شائناً، أو أساء إلى سمعة الدولة في الخارج، أو إذا مارس نشاطاً هداماً يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، أو تقاليد الدولة وقيمها المثلى، أو إذا حصل على منحة أو مساعدة دراسية من جهة أخرى، أو إذا غير المبتعث التخصص أو نوع الدراسة التي أوفد من أجلها، أو غير بلد الدراسة من دون موافقة الوزارة.

وتضمنت أسباب إلغاء البعثة تغيب المبتعث عن الدراسة من دون عذر مقبول، وتجاوز المبتعث المدة الدراسية المسموح بها والمحددة سلفاً، أو في حالات الفصل من الجامعة بسبب الرسوب المتكرر، أو عدم الانتظام في الدراسة، إضافة إلى تسجيل الطالب مواد أو ساعات دراسية أقل من المطلوب لكل فصل دراسي، أو تسجيل المبتعث للدراسة بنظام «أون لاين»، أو ثبوت تزويد الطالب الوزارة ببيانات غير صحيحة، أو إذا تزوج بأجنبية غير مسلمة.

%56 من الطلبة المبتعثين ألغوا بعثاتهم

كشفت دراسة تحليلية نفذتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أخيراً، أن 56.6% من الطلبة المبتعثين على درجة البكالوريوس، و45.17% من المبتعثين على درجة الماجستير، ألغوا بعثاتهم خلال الفترة من 2005 إلى 2012، مشيرة إلى أن معطيات الدراسة التحليلية أوضحت أن نسبة الإلغاء للبعثات كانت أعلى للطلبة المبتعثين الحاصلين على مؤهلهم قبل الابتعاث من مؤسسات حكومية مقارنة بالمؤسسات الخاصة، ما يستدعي دراسة الأمر مع وزارة التربية والتعليم، وإعادة النظر في مناهج المؤسسات الحكومية لتطويرها، لتواكب مناهج المؤسسات الخاصة.

وأوصت الدراسة بتوفير فرص ابتعاث تلائم الإناث، والعمل على تشجيعهن من قبل المرشدين الأكاديميين، إذ مثلت نسبة ابتعاث الإناث لدرجة البكالوريوس 17.3%، مقابل 82.6% للذكور، خلال فترة الدراسة.

تويتر