تزامن مباريات كأس العالم وامتحانات «الثانوية» يربك الطلبة

تربويون يحذّرون من تأثير المونديال في نتائج «الثانوية»

صورة

حذّر تربويون من تأثير مونديال كأس العالم في امتحانات الثانوية العامة، التي تتزامن مع فعالياته، متوقعين أن ينعكس ذلك سلباً على نتائج الفصل الثالث بشكل كبير، خصوصاً الطلبة الذكور.

وأقر طلاب في الصف الثاني عشر بأن خططهم الدراسية ستتعرض لإرباك حتمي، بسبب مواقيت عرض مباريات المونديال، وشغفهم الشديد بمتابعة مبارياته، فيما طالبتهم وزارة التربية والتعليم بالتركيز في مذاكرتهم والبعد عن المباريات، مؤكدة أنه سيتم تنفيذ قواعد تصحيح الامتحانات ورصد الدرجات، وفق الآليات الرسمية، دون التأثر بانشغال البعض بمباريات كأس العالم، وفق وكيل وزارة التربية والتعليم مروان أحمد الصوالح.

تداخل المواعيد

قال مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي، في دبي، علي مال الله السويدي، إن تداخل مواعيد كأس العالم مع شهر رمضان في امتحانات الفصل الدراسي الثالث، من شأنه التأثير بحد كبير في نتائج الطلاب، خصوصا أنهم في مرحلة عمرية حرجة، من الصعب عليهم تحكيم عقولهم بشكل كافٍ، وطالب ذوي الطلبة بالتدخل لتقليل الأثر السلبي في أبنائهم، خصوصاً أن نتيجة الثانوية مصيرية.

وقال الصوالح إن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث محددة سلفاً، ضمن تقويم دراسي راعت فيه الوزارة مجموعة من الضوابط، أهمها ما أقره المجلس الوزاري للخدمات بشأن توحيد الإجازات، إلى جانب ارتباط التقويم بالخطة الدراسية للمناهج، والمقرر العلمي الذي ينبغي الانتهاء منه، وكذلك ارتباط التقويم نفسه بمواعيد القبول والتسجيل في الجامعات، سواء داخل الدولة أو خارجها، في ما يخص طلبة الصف الثاني عشر على وجه التحديد، فضلاً عن حرص الوزارة على أن تكون أيام الدراسة ضمن المتوسط العالمي المعمول به دولياً.

وأضاف أنه في ضوء المعايير والضوابط السابقة، تحرص الوزارة على تسيير العام الدراسي وفق برمجة معتمدة، وإن كانت أيام الامتحانات تصادف مواعيد مباريات كأس العالم، فإن على الطالب الالتزام بمواعيد الامتحانات والتركيز في المراجعة، لما يمثله امتحان الفصل الدراسي الثالث من أهمية لمستقبله ومسارات حياته، حيث تكتمل فيه معدلات النجاح والتفوق، الذي تأمله الوزارة لجميع أبنائها الطلبة.

من جهته، حذر أخصائي الأنشطة الصحية، في إدارة التغذية والصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، الدكتور أسامة كامل اللالا، طلاب الثانوية العامة من السلوكيات السلبية التي تؤثر في قدراتهم الذهنية وطاقتهم الاستيعابية أثناء متابعة مباريات كأس العالم، خصوصاً أنها متزامنة مع فترة الامتحانات.

ولفت إلى بعض المخاطر الصحية المحتملة، التي قد يتعرض لها طلبة متابعون للمباريات أثناء فترة الامتحانات، أبرزها ضعف القدرة على الاستيعاب والفهم واسترجاع المعلومات، وذلك لعدم استغلال فترة الليل في الحصول على النوم الكافي، مؤكداً أن العقل يعمل على حفظ وتخزين المعلومات، خلال فترة النوم الليلي.

وتابع اللالا أنه من الطبيعي أن يتناول متابعو المباريات، سواء في المنزل أو المقاهي، كميات من المشروبات الغازية والمنبهة، والأطعمة الدسمة، التي تؤثر بشكل جذري في نشاط الدماغ، وينعكس ذلك على الطلاب داخل اللجان.

وأكد أن انهماك الطلاب في المباريات يؤدي إلى ارتفاع معدلات التوتر، والقلق، وضغط الدم، الأمر الذي يؤثر في نفسية الطالب، وإمكانية تركيزه بالحد المطلوب أمام الورقة الامتحانية، مؤكداً حاجة الطالب للراحة والهدوء والسكينة أثناء المذاكرة، وقبل دخول الامتحان. وقال اللالا إنه علمياً وصحياً لا يوجد تعارض بين مشاهدة الطلاب للمباريات والمذاكرة، وذلك خلال فترات الاستراحة، مع البعد عن الاهتمام الزائد، الذي يسبب ما تم ذكره من سلبيات.

وتوقع موجه أول مادتي الجيولوجيا والكيمياء، في وزارة التربية والتعليم، إبراهيم المعايطة، أن تلقي كأس العالم بظلالها على نتائج الفصل الدراسي الثالث لطلبة الثاني عشر، داعياً الطلاب إلى التركيز على صناعة مستقبلهم، وتحديد أولوياتهم، مطالباً الطلبة بعدم مشاهدة المباريات إلا في أوقات الراحة فقط، كنوع من الترفيه المؤقت، الذي لا يؤثر في خطتهم الدراسية.

ودعا المعايطة الأهالي إلى ضبط البرنامج الدراسي لأبنائهم، وإلزامهم بالتركيز بالمذاكرة، وعدم إضاعة الوقت في المباريات، التي سيعرض معظمها في أوقات متأخرة من الليل، مؤكداً أن الطلاب في تحدٍّ واختبار كبيرين مع ذاتهم، بين اختيار مستقبلهم أو تفضيل المتعة المؤقتة.

ودعا موجه أول مادة التاريخ، في وزارة التربية والتعليم، عدنان أحمد، الأهالي إلى الحوار والإقناع مع أبنائهم بعيداً عن التعنيف، والفرض الإجباري لآرائهم.

وطالب موجه أول الفيزياء، في وزارة التربية والتعليم، محمد الأقرع، الأهالي بإلغاء اشتراك المحطات الفضائية التي ستبث مباريات كأس العالم، محذراً من التداعيات السلبية على الطلبة ونتائجهم في الفصل الحالي، خصوصا الذكور، لافتاً إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في توقيت عرض المباريات، التي لا يمكن أن يضيعها الطالب في المشاهدة نهائياً.

وتوقع مدير مدرسة المعرفة الدولية، في الشارقة، مصطفى الموسى، تأثير فعاليات المونديال في نتائج الطلاب.

وأكد أحمد خليفة، خليفة النعيمي، سعيد دلموك، راشد لاحج، محمود عامر، أحمد العامري، وهم طلاب في الصف الثاني عشر بالقسمين العلمي والأدبي، أن مواعيد عرض مباريات كأس العالم ستحدث إرباكا عاما في خططهم الدراسية، مؤكدين تمسكهم بمشاهدة المباريات، إما في عرضها الأول أو في أوقات الإعادة، لافتين إلى أن هذا التزامن يضاعف جهدهم في المذاكرة، لتعويض الوقت الضائع في مشاهدة المباريات.

وأوضحوا أنهم بصدد وضع خطط خاصة بهم، لتحقيق التوازن بين مشاهدة المباريات والمذاكرة في الوقت نفسه، بينها إعادة توزيع ساعات النوم، بحيث تتركز في ساعات النهار، فيما توزع ساعات الليل بين المذاكرة، ومتابعة المباريات.

وقال طلبة إنهم سيتجاهلون العرض الأول للمباراة، نظراً لتأخر أوقات العرض، لكنهم سيتابعونها عبر الانترنت لاحقا. وذكر آخرون أنهم قرروا مقاطعة المباريات طيلة الامتحانات، والاكتفاء بمعرفة نتائجها، ومشاهدة الملخصات الإعلامية لها، خصوصاً أن أكثر المباريات أهمية ستكون بعد الانتهاء من الامتحانات تماماً، ويمكن متابعتها دون قلق أو توتر.

جدير بالذكر أن جميع مباريات كأس العالم التي تبدأ غدا، وتستمر حتى 17 يوليو المقبل، ستعرض خلال الفترة المسائية، ويمتد بعضها حتى الساعة الرابعة فجراً، بتوقيت الإمارات، الأمر الذي تصعب معه متابعة المباريات، وتأدية الامتحان بالشكل المطلوب.

تويتر