نقطة حبر

الإعلام الموجه لأبنائنا.. إلى أين؟

الإعلام الموجه إلى أطفالنا إعلام مختلف التوجهات، وكثير ممن يتصدرون المنابر الإعلامية لديهم أولوياتهم التي تتذيلها القيم التربوية والتعليمية. أصبح التأثير السلبي للإعلام لا يخفى على أحد، فإلى متى ونحن نتفرج ونتمتم دون أن نحدث تغييراً يُذكر حيال المخاطر الحقيقية والمحتملة التي تحدق بأطفالنا وتحيط بهم من كل جانب؟

المشكلة لا تنحصر في تعدد قنوات الاتصال وصعوبة الرقابة عليها فقط، بل تشمل أيضاً تلوث المحتوى ورداءته، وفي أحسن الأحوال تدني مستواه الفكري والثقافي عن المستوى المطلوب لأطفالنا.

سابقاً كنا نواجه مشكلة السلوكيات الدخيلة على المجتمع ضمن المحتوى الثقافي والإعلامي الموجه إلى الأطفال، أما الآن فنواجه محتوى ملوثاً بسلوكيات دخيلة ومناقضة لأخلاقيات عامة البشر، فمنها ما يروّج عادات غير سوية، وجرأة في التعامل مع الآخرين بشكل غير محترم، وذلك بدواعي النكتة والمرح، فأي نكتة هذه ونحن نرى المبادئ الأساسية والقيم تتهدم، وأبناؤنا يضحكون، ونحن نراقبهم، وربما نضحك معهم؟

المشكلة لا تنحصر في تعدد قنوات الاتصال وصعوبة الرقابة عليها فقط، بل تشمل أيضاً تلوث المحتوى ورداءته

يتضح مدى سطحية تعاملنا مع هذه القنوات الخطرة، التي تجلّت في أحد المسلسلات الكرتونية للأطفال، والذي جاء مترجماً لإحدى القصص العالمية، ويحكي قصص «التعساء» في زمانهم، والذي تعاطف معه الكبير قبل الصغير، إذ إنه كان يبث الحزن والألم في نفوس أبنائنا، لرؤيتهم الفقراء يعانون من رجال الشرطة «الأشرار»، ويجعل شباب التحرير هم الفئة التي ضحت بحياتها لأجل غدٍ مشرق.. هذه الجهات الممولة لهذه المحتويات الفوضوية والثورجية لا يهمها أثر مشاهدة الأطفال مقاطع القتل والحرب والدماء، ومشاهد مؤلمة تصيبهم بالعقد والاضطرابات النفسية، ناهيك عن ربطها بمفاهيم مقلوبة ومغلوطة، تزعزع ثقة الطفل بمن يحمون المجتمع من شرور المجرمين والأعداء، وتروّج فكر التمرد والغوغائية.

نحن بحاجة إلى جهود وطنية مخلصة لتنقيح المحتوى المقدم إلى أطفالنا، ولإثراء المحتوى بإنتاج محلي ووطني يخضع للمراجعة، وبأسلوب تربوي وعلمي يتناسب مع متطلبات العصر، ولا يتعارض مع القيم الأصيلة لمجتمعنا.

رئيس الشؤون الطلابية في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر