دراسة لـ «إتش إس بي سي»: رسوم الجامعات أعلى من بريطانيا وكندا وسنغافورة

تدبير نفقات الدراسة في الإمارات يتطلب 8 سنوات من الادخار

65 % من الأسر في الإمارات تنظر إمكان إرسال الأولاد للدراسة في الخارج. الإمارات اليوم

كشفت دراسة عالمية أجراها بنك «إتش إس بي سي»، أخيراً، ارتفاع كلفة التعليم الجامعي في الإمارات، مقارنة بدول مثل بريطانيا وكندا وسنغافورة، مؤكدة أن الآباء في الإمارات غير جاهزين لدعم الطموحات التعليمية والدراسية لأبنائهم.

وتابعت، أن «تدبير نفقات الدراسة الأساسية والثانوية والجامعية، يتطلب أكثر من ثماني سنوات من التخطيط والادخار، لافتة إلى أن متوسط الرسوم السنوية للجامعات في الإمارات يزيد على الرسوم التي تفرضها الجامعات البريطانية والكندية والسنغافورية، إذ تبلغ في الإمارات 21 ألفاً و371 دولاراً أميركياً (75 ألفاً و500 درهم)، مقارنة بنحو 19 ألفاً و291 دولاراً (70 ألفاً و800 درهم) في بريطانيا، وفي كندا 18 ألفاً و474 دولاراً (67 ألفاً و800 درهم)، وفي سنغافورة 14 ألفاً و885 دولاراً (54 ألفاً و700 درهم).

وأشارت الدراسة، التي كشف البنك تفاصيلها خلال مؤتمر صحافي عقده في مقره في دبي، أمس، إلى أن الجامعات الأسترالية جاءت في المقدمة، برسوم سنوية تبلغ 25 ألفاً و375 دولاراً (93 ألفاً و253 درهماً)، تليها الجامعات الأميركية برسوم 25 ألفاً و226 دولاراً (92 ألفاً و700 درهم).

غياب الاستعداد المالي

أظهر تقرير «قيمة التعليم»، الصادر عن بنك HSBC، أنه بسبب غياب الاستعداد المالي، يموّل أغلبية الأهالي (99%)، دراسة أطفالهم بشكل كامل أو جزئي من دخلهم الحالي، وثلثهم يستخدم مدخراته، في حين أن التمويل من خلال الاستثمار، أو من خلال خطط دراسية محددة، نادر جداً.

وتابع التقرير أن الإمارات متأخرة عن المعدل العالمي في هذا المجال بشكل واضح، حيث اعتبر الآباء أنهم يستطيعون الاعتماد على مدخراتهم (44%)، واستثماراتهم (24%)، وخطط دراسية محددة (14%)، إضافة إلى مدخولهم الحالي (84%).

وأوضحت أن الكلفة الإجمالية للتعليم الجامعي (شاملة الرسوم السنوية للجامعات وكلفة المعيشة) تبلغ في أستراليا 38 ألفاً و516 دولاراً (141 ألفاً و546 درهماً)، وفي الولايات المتحدة الأميركية 35 ألفاً و705 دولارات (131 ألفاً و200 درهم)، وفي بريطانيا 30 ألفاً و325 دولاراً (111 ألفاً و400 درهم)، ثم الإمارات 27 ألفاً و375 دولاراً (100 ألف و600 درهم)، وفي كندا 26 ألفاً و11 دولاراً (95 ألفاً و500 درهم)، وسنغافورة 24 ألفاً و248 دولاراً (89 ألفاً و100 درهم)، لافتة إلى أنه وفقاً للتقديرات فإن رسوم التعليم في مدارس رياض الأطفال في الإمارات تراوح بين 11 ألف درهم ونحو 70 ألف درهم، وتراوح رسوم الحلقة الأولى من التعليم ما بين 11 ألف درهم و80 ألفاً و800 درهم، في حين تزيد رسوم الحلقة الثانية من التعليم على 95 ألف درهم.

وأكدت الدراسة العالمية، التي نظرت مدى استعداد الأهل على المستوى المالي في الإمارات لتمويل دراسة أولادهم، وأولوياتهم الأكاديمية، وكيف يمكنهم تنظيم أمورهم بشكل أفضل من أجل تحقيق هذه الطموحات، أن الأهل في الإمارات غير جاهزين لدعم الطموحات الدراسية لأبنائهم، من دون تطبيق خطط ادخار مستدامة.

وأظهرت الدراسة التي شملت آراء أكثر من 4500 شخص من أصحاب الدخل المرتفع في 15 دولة، منهم 300 شخص من سكان الإمارات، ممن يزيد دخلهم على 20 ألف درهم، ولديهم ولد واحد على الأقل دون سن الـ23 في مرحلة التعليم (أو شارف على ذلك)، أن معظم الآباء لا يملكون الجهوزية المالية لتحقيق طموحات أولادهم، مشيرة إلى أن نحو ثلثي الأهل في الإمارات (67%) يتمنون لو أنهم بدأوا الادخار لتعليم أولادهم في وقت أبكر، إذ إنهم يخصصون 31% فقط من أموالهم لهذا الهدف، وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط العالمي الذي يبلغ 43%.

وقال رئيس تطوير الثروات الإقليمية لدى بنك HSBC في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيفورد ناكاجيما، خلال استعراضه نتائج الدراسة، الصادرة تحت عنوان «قيمة التعليم: الانطلاق إلى النجاح»، إن أربعة من كل خمسة آباء في الإمارات (82%) يعتبرون أن تمويل دراسة أولادهم هو أفضل استثمار يمكنهم القيام به، وهي نسبة تفوق المعدل العالمي (64%)، والمعدل في الهند (73%)، وفي المملكة المتحدة (48%)».

وأضاف أن «غياب هذا الاستعداد لتعليم الأولاد يعتبر مثيراً للقلق، بما أن معظم الأهل يتوقعون أن يحقق أبناؤهم إنجازات كبيرة، و86% منهم يأملون أن يكمل أولادهم تعليمهم إلى ما بعد الجامعة، وهو ما يجعلهم الأكثر طموحاً في العالم، إذ إن المعدل العالمي لتعليم الأبناء إلى ما بعد الجامعة يبلغ 69%، والمعدل في المملكة المتحدة 40%، عازياً تلك التطلعات إلى أن الأهل في الإمارات يعتقدون بأن الدراسات العليا سيكون لها تأثير إيجابي ملموس في الدخل المالي لأولادهم، إذ إن 48% يعتبرون أن ذلك يؤدي إلى فرص عمل ذات دخل مرتفع، بينما عزا 40% منهم ذلك إلى توسيع نطاق الخيارات في الحياة».

وأشار ناكاجيما، إلى أن 65% من الأسر في الإمارات تنظر إلى إمكان إرسال الأولاد للدراسة في الخارج، مقابل 60% في كل من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، و37% في كندا، يعتبرون أن هذه المناطق تقدم أرفع مستوى تعليمي، منبهاً إلى أن تلك الرغبة تؤكد أهمية الاستعداد من الناحية المالية، لأن هذه البلدان تعتبر الأكثر كلفة عالمياً للدراسة، وفقاً لتقرير صدر عن بنك HSBC في عام 2013.

وقال ناكاجيما: «لاحظنا أن الأهل في الإمارات غير مطلعين على الطرق التي يمكنهم من خلالها الاستعداد لتأمين مستقبل أولادهم، فقد كشف التقرير أن أكثر من نصفهم يعتبرون اتخاذ القرار في هذا الإطار مهمةً صعبة»، مضيفاً أنه بينما يميل الأهل إلى تمويل كلف الدراسة من مدخولهم الحالي، فإن عليهم أن يدركوا أهمية الابتعاد عن المقاربات قريبة الأجل لتمويل دراسة أولادهم، وأن يعتمدوا بالمقابل على خطة ادخار واضحة لدعم طموحاتهم على المدى الطويل بشكل مستدام».

ومن جهته، قال الرئيس الإقليمي لإدارة الثروات في بنك HSBC، إشرات كياني، إنه «من النقاط المهمة التي سلّط التقرير الضوء عليها، اعتبار الأهل أن الدراسة الأساسية والثانوية والجامعية تتطلب أكثر من ثماني سنوات من التخطيط، ما يعيد التأكيد على أهمية البدء بالتخطيط والالتزام بأهدافهم في أقرب وقت ممكن»، منبهاً إلى أن ما يزيد المشكلة صعوبةً، أن الأولاد في الإمارات لا يشاركون في دفع كلف دراستهم، بينما يستطيع 7% من الآباء حول العالم الاعتماد على دعم أولادهم في تغطية هذه الكلف».

تويتر