نقطة حبر

نفكر بالعربية ونتواصل بكل اللغات

العربية ليست لغة فحسب، بل هي أيضاً فكر وهوية وحضارة وتاريخ. وتعلم العربية لا ينحصر في تعلّم أساسيات القراءة والكتابة وقواعد النحو والصرف، بل يتعدى ذلك إلى دراسة بحور الفكر والأدب العربي، مثل الشعر والنثر وقصص مكارم الأخلاق التي تعكس الموروث العربي.

لابد من تشجيع أبنائنا على التحليل الأدبي ودراسة نفائس الفكر العربي الأصيل، وتشجيعهم على الكتابة والإبداع، وإثراء المخزون الثقافي العربي.

يجب أن نغير نظرتنا لطريقة دراسة وتدريس اللغة العربية، فهي ليست فقط مادة يجب النجاح فيها لاجتياز المرحلة الدراسية.. نريد تعميق حب العربية في نفوس أبنائنا، وتشجيعهم على قراءة الموروث العربي، بالطبع بعد التحقق من خلوه من أي محتوى غير مناسب أو متعارض مع قيم المجتمع، وكذلك التأكد من عدم تلوث المحتوى الأدبي بالتوجهات الفكرية الشاذة، لابد من تشجيع أبنائنا على التحليل الأدبي ودراسة نفائس الفكر العربي الأصيل، وتشجيعهم على الكتابة والإبداع وإثراء المخزون الثقافي العربي، وذلك لا يتحقق إلا بالاعتزاز باللغة العربية، وإدراك مدى أهمية دراستها، وربطها بتعلم المهارات الحياتية والقيادية كمهارات التواصل.

التشجيع على تعلم اللغة العربية ليس دور معلم اللغة العربية فقط، بل هو مسؤولية اجتماعية تضم كلاً من الأسرة والإعلام والمجتمع المدرسي.

كان الإلمام باللغة العربية وأسرارها صفة يتميز بها الفرسان والقادة في سالف الزمان، وذلك يرجع لدورها في بذر روح القيادة ومكارم الأخلاق في نفوس أبنائها (كل اللغات يُحييها أبناؤها إلا اللغة العربية، فهي تبث روح الحياة في أبنائها).

ومن باب أولى أن يكون المدرس عالماً باللغة مدركاً لأهميتها، فخوراً بها، ودافعاً لطلبته لتعلمها والنهل من بحورها.

هذا لا يمنع من دراسة اللغات الأخرى، بل على العكس هو يدعم نشر الثقافة العربية الأصيلة بأيدٍ مبدعة.. تعلم أدب اللغات الأخرى يثري قدرات التواصل الاجتماعي بين الشعوب.. فلنفكر بالعربية ولنتواصل بكل لغات العالم.

رئيس الشؤون الطلابية في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر