44.7 % من الطلاب يرون أنفسهم مديرين أو أكثر بعد 10 سنوات من التخرج

50 % من الطلاب المواطنين يفضلون الوظائف الحكومية

62.4 % من الطلاب المقيمين يفضلون البقاء في الدولة بعد التخرج. من المصدر

كشفت دراسة «قدرات» للطلاب، أجراها المجمع العلمي في «تيكوم للاستثمار»، بالتعاون مع شركة إيون هيويت للأبحاث، شملت 2400 طالب في 15 مؤسسة تعليم عالٍ في الدولة، أن 50% من المواطنين يفضلون العمل في القطاع الحكومي، بينما يفضل الطلاب المقيمون والمبتعثون القطاع الخاص، ويختار 19% من خريجي الجامعات المواطنين وظائفهم بناء على الأجور والامتيازات، فيما اعتمدت النسبة الكبرى من الخريجين المبتعثين من الخارج والمقيمين بالدولة على فرص النمو في السلم الوظيفي أثناء اختيار وظائفهم.

ارتباط الراتب بالمؤهل والخبرة

أكدت الدراسة ظهور بعض الاختلافات بين الطلاب المواطنين ونظرائهم المقيمين في ما يتعلق بالمعايير التي تستحق تمايزاً في الأجور في وظائفهم المستقبلية، إذ أفاد المواطنون بأن الرواتب يجب أن تختلف على أساس المؤهلات العلمية، في حين أكد المقيمون أن الرواتب يجب أن تختلف على أساس نوعية الخبرة. ومن المثير للاهتمام أن اختلاف الأجور على أساس الجنسية لم يظهر كمعيار مهم للطلاب ولا الجامعة أو الكلية.

وعندما سئل الطلاب عن المؤثرين الرئيسين في التفضيلات المهنية والقرارات، ذكروا أن عائلاتهم وأصدقاءهم يعدون المصادر الأولية للمشورة المهنية. وأظهرت الدراسة أنه على الرغم من توافر معلومات في المعاهد والمؤسسات التعليمية عن الوظائف المتاحة، فإن معلومات أخرى مثل الاجور التي تقدمها شركات وإيجابيات وسلبيات الوظائف المختلفة لم تكن متوافرة للطلاب، بالإضافة إلى أن فروقاً واضحة ظهرت عند سؤال الطلاب من مؤسسات التعليم العالي في القطاعين الحكومي والخاص عن تلقيهم تدريباً على مهارات التوظيف، ورجحت الكفة لمصلحة مؤسسات القطاع الخاص.

وبينت الدراسة التي تهدف إلى «دراسة نقاط القوة الشخصية والميول والتوجه من طلبة التعليم العالي تجاه سوق العمل في المستقبل»، أن 62.4% من الخريجين المقيمين، و51.4% من المبتعثين، يفضلون البقاء في الدولة بعد انتهاء دراستهم، كما أن الطلاب المواطنين والمقيمين يعتبرون خدمات التوظيف في الحرم الجامعي المصدر الأكثر رواجاً للعثور على وظائف، في حين أن واحداً من كل ثلاثة طلاب عليه الاعتماد كلياً على نفسه للعثور على وظيفة، فضلاً عن أن واحداً من كل طالبين على استعداد لانتظار الوظيفة المناسبة بعد الانتهاء من الدراسة.

وعند استعراض الوظائف التي يفضلها الطلاب ظهرت اختلافات مثيرة للاهتمام بين الطلاب المواطنين والمقيمين والطلاب المبتعثين، فواحد من كل طالبين مواطنين يفضل العمل في القطاع الحكومي، بينما يفضل الطلاب المقيمون والمبتعثون القطاع الخاص.

وأظهرت الدراسة أن الطلاب المواطنين يفضلون العمل في مراتب الإدارة والدعم، فيما يفضل الطلاب المبتعثون العمل في وظائف التقنية، في حين أبدى الطلاب المقيمون ميلاً متوازناً على حد سواء.

وبينت الدراسة أنه عند دراسة المعايير والجوانب الأساسية للوظائف، والتي تجعلها أكثر جذباً للطلاب وجدت اختلافات رئيسة بين الطلاب المواطنين ونظرائهم المبتعثين، إذ أكد المواطنون أن الراتب والامتيازات تعد من أهم العوامل عند اختيار وظيفة، والراحة الشخصية وفرص النمو، وملاءمة الوظيفة لمؤهلاتهم التعليمية، فيما اعتبر الطلاب المقيمون فرص النمو أكبر وأهم عامل عند اختيار وظيفة، وذكر الطلاب المواطنون أن من بين العوامل: المساهمة في المجتمع، ومحاذاة الوظيفة للمعتقدات الدينية والقيم، مقارنة بنظرائهم.

وأظهرت الدراسة أن الطلاب بشكل عام لديهم توقعات عالية من حيث النمو والتقدم في وظائفهم، إذ يرى 44.7% منهم أنفسهم مديرين أو أكثر بعد 10 سنوات من تخرجهم، فيما يرى 10.9% منهم أنفسهم رؤساء تنفيذيين بعد 10 سنوات من التخرج.

إلى ذلك، أفاد المدير العام للمجمع التعليمي في «تيكوم للاستثمارات»، الدكتور أيوب كاظم، بأن قطاع التعليم العالي في الدولة يواجه تحديات عدة، أبرزها وجود جيل من المعلمين غير مؤهل لإعداد طلاب وفق المهارات والقدرات المطلوبة لسوق العمل الحالي، لافتاً إلى وجود فجوة كبيرة بين ما تعلموا عليه قبل 20 عاماً وما تحتاج إليه العملية التعليمية اليوم، في ظل التحول نحو التكنولوجيا الحديثة في كل قطاعات الأعمال في الدولة، متسائلاً عن كيفية تدريس هؤلاء المعلمين للأجيال الحالية.

وأضاف كاظم أن من ضمن التحديات أيضاً ظهور تخصصات علوم جديدة مستحدثة، لم تكن موجودة قبل 10 سنوات، مثل العلوم التكنولوجية، وعلوم البحث الجنائي، والنانو تكنولوجي، والهندسة الميكانيكية الإلكترونية، جميعها تتطلب كوادر مؤهلة، يحتاج إليها سوق العمل في المستقبل القريب.

تويتر