نقطة حبر

الثقة والتقدير

الثقة والتقدير هو ما يحتاج إليه أبناؤنا في المنزل.. في المدرسة.. وفي كل زمان ومكان، بل هو ما يحتاج إليه كل فرد كي يكون استثنائياً ومبدعاً ومبتكراً، سواء كان بين أسرته أو في دراسته أو في عمله. ولا يمكن تحقيق التقدير من دون وجود الثقة، فتقديرك لشخصٍ ما هو محصلة لثقتك بقدراته وفكره وقراراته، وثقتك بأن هذا الشخص يحمل الولاء والانتماء للمؤسسة التي تجمعكما معاً، سواء كانت محيطاً أسرياً أو مدرسياً أو بيئة عمل.

لا يمكن تحقيق التقدير من دون وجود الثقة، فتقديرك لشخص ما هو محصلة لثقتك بقدراته وفكره وقراراته.

تأتي الثقة بمبادرة حسن الظن بالشخص الآخر ورفع التوقعات نحوه، وهذه المبادرة يبدأها الشخص بنفسه ويبرمج نظرته وفكره تجاه الآخرين ما تترتب عليه تصرفات وسلوكيات توحي تلقائياً بالتقدير لهم. إن الثقة والتقدير وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما.

لو أن كل طالب أحس بثقة المعلم به وبقدراته وبأنه سيكون يوماً ما شخصية بارزة لها ثقلها في الحياة العملية والاجتماعية.. فكيف ستكون ردة فعل ذلك الطالب؟ أتوقع أنه سيتعامل مع الجميع بمزيد من الرقي وسيشعر بالأمان في إطلاق العنان لأفكاره وسينافس نفسه لإظهار المزيد من الحرفية والابتكار والإبداع.. والآن دعونا نعكس الصورة، فلنتخيل أن المدرس يثق بأن الطالب الذي يدرّسه اليوم سيصبح شخصية بارزة في المستقبل، فيا ترى كيف ستكون طريقة تعامله مع ذلك الطالب؟ المتوقع أنه سيتعامل معه بكل ودّ واحترام، وسيقوم بتزويده بالمعارف والخبرات والمهارات ليس العلمية فقط بل الاجتماعية والنفسية أيضاً وحتى النصائح التي يمكن أن تفيده في المستقبل.

إن الثقة والتقدير من أهم الدعائم الأساسية لبناء الشخصية الإيجابية بل أيضاً من أهم الدعائم لبناء الأُسر وبناء فرق العمل الناجحة والمتميزة التي بدورها تبني مجتمعات استثنائية.

رئيس الشؤون الطلابية في كلية الإمارات للتطوير التربوي

 

تويتر