بسبب ضعف الرواتب وكثرة الالتزامات وتراجع مكانة المعلم

كليات التربية تعاني عزوف الطلبة المواطنين

بعض خريجي كليات التربية لا يرغبون في العمل مدرسين.الإمارات اليوم

حذّر تربويون من استمرار انخفاض أعداد الطلبة الملتحقين بكليات التربية عاماً بعد الآخر، وارتفاع معدل تناقص المواطنين العاملين في هذا القطاع، بسبب الاستقالات والمعاش المبكر، وندرتهم في بعض التخصصات، بالإضافة إلى إشكالية أن بعض خريجي كليات التربية لا يرغبون في العمل مدرسين، فيما أكدت كليات التربية أنها تنفذ خطط ارشادية لمواجهة ظاهرة ضعف اقبال المواطنين على التسجيل فيها.


خطة لجذب الطلبة

أفادت كلية التربية في جامعة الإمارات بأن لديها خطة لجذب الطلبة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، لتقديم منحة دراسية للطلاب، أثناء فترة الدراسة في الكلية، لافتة إلى أن الخطة تتضمن إقامة «يوم مفتوح»، في فبراير المقبل، بالتنسيق مع وزارة التربية ومجلس أبوظبي للتعليم، لتسويق برنامج الماجستير لطلبة كلية التربية، واستقطاب الطلاب لتعريفهم ببرامج الدراسات العليا، على نحو يساعدهم على قيادة العملية التربوية.

وتفصيلاً، أفادت مديرة سابقة لإحدى المدارس (أم سلطان)، بأن مهنة التعليم ستبقى مهنة طاردة للكفاءات المواطنة، ما دام الفارق المالي والأدبي بينها وبين بقية المهن كبيراً، لافتة إلى زيادة عدد الاستقالات بين المعلمين المواطنين، بسبب راتب التقاعد الذي ينزل إلى نصف الراتب أثناء العمل، ما يهدد شيخوختهم في حال استمرارهم في السلك التربوي.

وأيدتها الرأي المعلمة السابقة مريم حسن، مشيرة إلى أنها زاولت مهنة التعليم خمس سنوات، كانت تبذل خلالها مجهوداً شاقاً جداً، خصوصاً أن المعلمة لا ينتهي عملها بمجرد انتهاء الحصص، لكنها مكلفة أموراً أخرى منها التدريب والتحضير والعمل الجماعي والمشاركة في أنشطة المجتمع المحلي.

وقالت إنها اتخذت قرار ترك التدريس بعد أن ترشحت إلى وظيفة في إحدى الدوائر المحلية براتب ضعف راتبها، ودوام عمل ثابت ومريح مقارنة بمشكلات التعليم، والنظرة المتدنية للمجتمع، وعدم التقدير المعنوي من الطلبة وذويهم، اضافة إلى صعوبة الترقي.

فيما أكد معلم التاريخ عيسى خلف، أن تشجيع المواطنين على الدخول السلك التربوي، لن يتحقق إلا من خلال إعادة الاعتبار والمكانة الاجتماعية للمهنة قبل أي شيء، ومكافحة الظواهر السلبية التي سيطرت عليها، وأنزلتها من قمة الهرم الاجتماعي إلى ما وصلت عليه الآن من مهنة طاردة للمواطنين.

من جانبه، أكد مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، الأستاذ الدكتور محمد يوسف بني ياس، أن استقطاب الكوادر المواطنة خصوصاً الذكور، للعمل في مهنة التدريس، يعد تحدياً كبيراً، مشيراً إلى أن هناك العديد من المبادرات والخطوات تتم على كل الصعد لمواجهة هذا التحدي، والحفاظ على وجود العنصر المواطن كنموذج وطني بنّاء أمام طالب المدرسة.

وأوضح أن اعتماد الهيكل التعليمي وهيكل الرواتب الجديد للمعلمين المواطنين على مستوى إمارة أبوظبي، بادرة مشجعة للشباب للالتحاق بهذا القطاع، أما على مستوى الكلية، فهناك دعم وتشجيع كامل للشباب المواطن للعمل في مهنة التدريس من خلال عمليات الإرشاد الأكاديمي.

فيما أفاد عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، في جامعة الحصن، الدكتور محمد سعيد، بأن مشكلة عزوف الطلبة عن الالتحاق بكليات التربية ليست مشكلة محلية فقط، لكنها مشكلة تعانيها كل دول الخليج، بسبب تراجع مكانتها الاجتماعية، وصعوبتها والالتزامات الكثيرة المتعلقة به.

وأوضح أن كلية التربية في الجامعة تنظم حملات ارشاد وتوعية لطلبة المدارس وأسرهم، للتعريف بالدور الوطني للمعلم، وأهمية التحاق المواطنين بمهنة التعليم، بالإضافة إلى تنظيم أيام مفتوحة ليشاهد الطلبة الكلية من الداخل والتعرف بالمناهج، والالتقاء بطلبة الكلية.

 

تويتر