ذوو طلبة يدعون إلى إلزام المدارس الخاصة بإقامتها في المسارح المدرسية

رسوم اشتراك الطلبة في حفلات تخـــرّج تصل إلى ‬7000 درهم

معظم الطلبة يشتركون في حفلات التخرج من أجل الصور التذكارية. الإمارات اليوم

حددت مدارس خاصة أسعار الاشتراك في حفلات تخرجها بقيمة تراوح بين ‬1000 و‬7000 درهم، وفقاً لمكان إقامة الحفل وفخامته، بالإضافة إلى ‬500 درهم رسوم زي التخرج، و‬500 درهم سعر تذاكر حضور المرافقين، فيما أكد آباء طلبة أن مدارس أولادهم تحصل ما يزيد على المليون درهم اشتراكات حفل تخرج طلبة الصف الثاني عشر فقط.

من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم عدم جواز قيام أي مدرسة بتحصيل أي رسوم غير الرسوم الدراسية المعتمدة من قبلها، كما رفض مجلس أبوظبي للتعليم إلزام المدارس آباء الطلاب بسداد رسوم إضافية من دون الرجوع إليه، فيما برر مديرو ووكلاء ملاك مدارس خاصة تنظيم حفلات التخرج بناء على رغبة الطلاب أنفسهم، لافتين إلى أن الاشتراك في الحفل اختياري، ويتم توزيع استمارات استبيان على الطلبة لاختيار مكان تنظيم الحفل، والطلبة أنفسهم يختارون فنادق خمس نجوم كلفتها مرتفعة، مؤكدين أن المدارس لا تحقق أية عوائد مالية لها من حفلات التخرج.

وتفصيلاً تتسابق مدارس خاصة مع اقتراب نهاية العام إلى إقامة حفلات التخرج في أفخم الفنادق والقاعات للتباهي ونشر الصور في وسائل الإعلام، وفي سبيل ذلك تضغط على الأسر لدفع مبالغ طائلة قيمة اشتراك أولادهم في تلك الحفلات التي أصبحت ظاهرة اجتماعية وسمة من سمات المجتمع في الآونة الأخيرة.

حيرة بالغة

عائد المدارس

أظهرت إحصاءات مجلس أبوظبي للتعليم، أن إجمالي عائد المدارس الخاصة في الإمارة وعددها ‬185 مدرسة من الرسوم الدراسية للعام الدراسي الماضي، بلغ ‬2.6 مليار درهم، وأن مدارس المناهج الإنجليزية (أميركية وبريطانية)، استحوذت على مليارين من هذا المبلغ، مقابل ‬327 مليون درهم لمدارس المنهاج العربي.

وتوقعت الإحصاءات احتياج الإمارة إلى نحو ‬100 مدرسة جديدة حتى عام ‬2020، لمواكبة زيادة عدد الطلاب سنوياً، إذ سيبلغ عدد الطلبة حينها ‬280 ألف طالب.

فيما أوضح تقرير هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن أجمالي إيرادات المدارس الخاصة في إمارة دبي وعددها ‬153 بلغ ‬4.1 مليارات درهم، مقابل ‬3.5 مليارات درهم خلال العام الدراسي الماضي.

وأكد آباء طلبة لـ«الإمارات اليوم» أنهم يعيشون معاناة لا تنتهي من بداية العام الدراسي حتى نهايته، مشيرين إلى أن حفلات التخرج تمثل لهم مأزقاً كبيراً، وتحدياً صعباً إذ يرغب أولادهم في الاشتراك في حفلات تخرجهم في الصف الثاني عشر، ومشاركة زملائهم الصور التذكارية.

وقالوا إنهم يقعون في حيرة بالغة بين تحقيق رغبات أولادهم ومساواتهم بزملائهم، وبين الأزمات المالية، خصوصاً بعد فترة الامتحانات وما يتخللها من دروس خصوصية ومصروفات أخرى، إلى جانب تدبير مصروفات الإجازة الصيفية.

وعزا آباء لطلبة بنفس المدرسة، محمد خلف، ومجدي حسن، وأم فهد، أسباب إقامة حفلات التخرج في فنادق خمس نجوم إلى إصرار المستثمرين أصحاب المدارس على تنفيذ هذه البرامج، لأنها أصبحت ذات مردود مالي كبير يضاف إلى خزينة المدرسة، ويتحمل الآباء الفاتورة كاملة.

وأوضحوا أن حفل التخرج لا يستحق الاشتراك المرتفع، إذ لا تزيد فعالياته على ارتداء الطالب زي التخرج مصحوباً بقبعته، وإعلان أسماء الطلبة وصعودهم إلى خشبة المسرح لالتقاط صورة تذكرية واستلام شهادة التخرج، بالإضافة إلى الصورة الجماعية في نهاية الحفل، لافتين إلى أنهم يتكلفون أيضاً مبالغ أخرى خاصة بملابس وإكسسوارات لذويهم.

وقالوا إن هناك نحو ‬150 طالباً في الصف الثاني عشر في المدرسة، ورسوم اشتراك الطالب ‬3000 درهم، بالإضافة إلى ‬500 درهم قيمة زي التخرج والقبعة، ما يعني أن الحفل سيكلف نصف مليون درهم، إضافة إلى رسوم حضور آباء الطلاب، لافتين إلى أن الموضوع تحول من احتفال بالتخرج إلى تجارة ربحية تسعى المدارس من خلالها إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة، متسائلين «لماذا لا تقيم المدرسة حفل التخرج على المسرح المدرسي من دون رسوم أو برسم اشتراك رمزي».

المشاركة اختيارية

وأفادت والدة طالبة في إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي (أم خالد) بأن المدرسة حددت قصر الإمارات مكاناً لإقامة حفل التخرج لنحو ‬350 طالباً وطالبة في الصف الثاني عشر هذا العام، وحددت رسوم الاشتراك في الحفل بـ‬3000 درهم، ما يعني أن قيمة الاشتراكات المحصلة تتعدى مليون درهم، لافتة إلى أن المدرسة اعتبرت أن المشاركة اختيارية، لكن الحقيقة ليست كذلك، لأن كل طالبة تريد المشاركة مثل بقية زميلاتها، وهن جميعاً يتنافسن في الحضور والظهور بأحسن صورة، ما يحمّل الأسرة أعباء إضافية فوق رسوم الحفل.

فيما طالبت والدة طالب تدعى (أم سلطان) الجهات المعنية بتوعية إدارات المدارس بعدم إقامة حفلات التخرج في قاعات فخمة أو فنادق خمس نجوم، وإلزام المدارس بإقامة حفلات التخرج داخل المدرسة وبأسعار رمزية، حتى لا تتحول تلك الحفلات إلى عبء على الآباء، خصوصاً أن جميع الطلبة ينتظرون حفل التخرج بلهفة لالتقاط الصور التذكارية، لافتة إلى أن رسوم حفل تخرج ابنها بلغت ‬5000 درهم، وأن عدد الطلبة المشاركين في الحفل وصل إلى أكثر من ‬200 طالب. وأكد آباء طلبة أن إحدى المدارس الدولية فرضت ‬7000 درهم رسوم اشتراك في حفل التخرج هذا العام، بخلاف قيمة زي التخرج ورسوم حضور المرافقين، لافتين إلى أن غياب الرقابة والمتابعة فتح شهية المدارس الخاصة على التوسع في هذه الحفلات والاستثمار فيها، فأصبحت غير قاصرة على خريجي الصف الثاني عشر، وبدأت العديد من المدارس في تنظيمها لجميع الصفوف بداية من رياض الأطفال، لزيادة الارباح وجمع مبالغ طائلة.

وعزا مديرو ووكلاء ملاك مدارس خاصة تنظيم هذه الحفلات بناء على رغبة الطلاب أنفسهم، مشيرين إلى أن الاشتراك في الحفل اختياري ويتم توزيع استمارات استبيان على الطلبة لاختيار مكان تنظيم حفل تخرجهم.

وأشاروا إلى أن إيجار قاعة الاحتفال في فنادق الخمس نجوم لا يقل عن ‬250 ألف درهم، فيما تبلغ قيمة بوفية العشاء ‬300 ألف درهم تقريباً، بالإضافة إلى خدمات التصوير والفيديو والصوت وديكورات المسرح، والهدايا التذكارية، وأزياء الفقرات، وغيرها من بنود تزيد كلفة الحفل، مؤكدين أن رسوم الاشتراك منطقية ولا تهدف المدارس إلى تحقيق أرباح من خلالها.

مواهب الطلاب

وأكدت مدارس أهمية الحفل الختامي لمشاركة الطلبة فرحتهم، خصوصاً إذا كانوا سينتقلون من مرحلة إلى أخرى، كما أنه فرصة لإظهار مواهب الطلاب المتنوعة بالمشاركة في الفقرات المتعددة التي يتضمنها جدول الحفل، ليختموا مرحلة مهمة في حياتهم.

في المقابل، أكدت وزارة التربية والتعليم عدم جواز قيام أي مدرسة بتحصيل أي رسوم غير الرسوم الدراسية المعتمدة من قبلها، إلا بعد الرجوع إليها، والحصول على موافقتها، وطالبت آباء الطلبة بعدم الانصياع لهذه الطلبات، والعودة إليها في حال طالبتهم إدارة المدرسة بسداد أي رسوم غير الرسوم الدراسية المحددة سلفاً.

كما رفض مجلس أبوظبي للتعليم إلزام المدارس آباء الطلاب بسداد رسوم إضافية من دون الرجوع إليه، وقال إن على أي إدارة مدرسية ترغب في إضافة رسوم إلى المصروفات، أو تحميلها للطلاب، تحت أي اسم، أن تحصل على موافقة مسبقة من المجلس، وطالب المجلس من يرغب في الإبلاغ عن أي مشكلة تتعلق بأي مدرسة خاصة، بالاتصال بخدمة الجمهور على الرقم «‬555-‬800».

تويتر