«التربية»: الشكاوى غير مبررة والأسئلة بُنيت وفق معايير دقيقة

«الفيزياء» تُحبط طلبة العلمي.. و«التـــاريخ» بداية موفقة للأدبي

شكاوى طلبة العلمي بدأت بعد خروجهم من الامتحان. تصوير: أحمد عرديتي

أدى طلاب الصف الثاني عشر على مستوى الدولة، أمس، امتحان مادتي الفيزياء للقسم العلمي والتاريخ للقسم الأدبي، وسط شكاوى من صعوبة الفيزياء، وارتياح في لجان مادة التاريخ، فيما أكدت وزارة التربية والتعليم أنها تلقت شكاوى بخصوص مادة الفيزياء بعد انتهاء الامتحان، معتبرة تلك الشكاوى غير مبررة، وأن الأسئلة جاءت وفق معايير دقيقة، راعت القدرات المختلفة بين الطلبة.

وتفصيلاً، قال موجه أول مادة الفيزياء في الوزارة، محمد الأقرع، إن مركز متابعة الامتحانات لم يتلق أي شكوى طوال وقت الامتحان، فيما توالت الشكاوى بعد انتهاء الطلاب من الإجابة، وخروجهم من اللجان، خصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الخاص بالوزارة، وتنوعت الشكاوى ما بين صعوبة الأسئلة وطول الورقة الامتحانية.

واعتبر الأقرع شكاوى الطلبة غير مبررة، ولا تستند إلى معايير علمية، مشيراً إلى أن الطالب الذي ذاكر منهاجه جيداً قادر على اجتياز الامتحان بكل سهولة، فيما يواجه الطلبة غير المجتهدين صعوبة في الأسئلة، وأكد أن الورقة جاءت مراعية لكل الطلاب بمختلف مستوياتهم، وفق جدول مواصفات محدد سلفاً من قبل الوزارة.

رفع أداء الطلبة أمام ورقة الأسئلة

قال وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للخدمات المساندة مروان أحمد الصوالح، إن الوزارة ماضية في تحديث نظم التقويم والامتحانات، في إطار عمليات التطوير الشامل التي تتبنى تنفيذها، والمنطلقة من التركيز على إكساب الطالب المهارات العلمية المطلوبة، ودعم قدراته ومواهبه الخاصة، بعيداً عن أساليب القياس النمطية المتصلة بالحفظ والاسترجاع، وغير ذلك من أمور تقليدية، حرصت الوزارة على التخلص منها.

وذكر أنه في إطار حرص الوزارة على تهيئة أجواء الامتحانات أمام الطلبة، تمت إضافة مساحة زمنية للوقت المخصص للإجابة قدره ‬20 دقيقة، خصصت منها خمس دقائق لتهيئة الطالب للامتحان، وتدوين اسمه، والاطلاع على ورقة الأسئلة، فيما حددت ‬15 دقيقة للتمكين الطالب من إجراء المراجعة النهائية لورقة الامتحان، وذلك إلى جانب زمن الإجابة الأصلي وقدره ‬90 دقيقة، ليصبح زمن الامتحان الفعلي ‬110 دقائق.

من جهته، أكد موجه أول مادة التاريخ في الوزارة، عدنان أحمد علي، أن الوزارة لم تتلق شكوى واحدة من طلبة القسم الأدبي حول الورقة الامتحانية لمادة التاريخ، سواء خلال أداء الامتحان، أو بعد الانتهاء منه، وساد جو من الارتياح كل اللجان على مستوى الدولة.

وعبر طلبة من القسم العلمي في أبوظبي صلاح علي مرزو، ومحمد صالح، وايمن هدار، بمدرسة المتنبي، عن صدمتهم من أسئلة الامتحان، لافتين إلى أنها بداية محبطة لم يتوقعوها. وايدهم في ذلك الطلاب في مدرسة الأمين، أحمد محسن، وهزاع سيف، وأحمد الحمادي، مشيرين إلى أن أسئلة الامتحان جاءت في ست صفحات، وتضمنت ‬20 سؤالاً، لافتين إلى أن مسائل الصفحة الأولى لم يدرسوها من قبل، فيما اتسمت بقية الأسئلة بالصعوبة، واحتاجت إلى مهارات خاصة، ولم يستطع معظم الطلاب الإجابة عنها بشكل جيد.

وأكدت طالبات بمدرسة المواهب، مريم حسن، وهدى الخطيب، وميثاء سامي، أن الأسئلة معظمها غير مباشر، إضافة إلى ضيق الوقت الذي حال دون إنهاء الإجابة عن العديد منها، موضحات أن العديد من المسائل احتاجت إلى وقت أطول للإجابة عنها، إضافة إلى أن هناك صعوبات كبيرة في الإجابة عن جميع أسئلة الامتحان في الوقت المحدد، لتضمينها نقاطاً غير مباشرة، تحتاج إلى وقت للتفكير قبل تحديد طريقة الإجابة عنها.

في المقابل، عبر طلاب في القسم الأدبي سامح أكرم، وإبراهيم سعد، وريم مازن، عن سعادتهم وارتياحهم لورقة امتحان التاريخ، مؤكدين سهولتها وتناولها المنهاج بشكل سهل ومبسط، وأن الأسئلة جاءت مباشرة وواضحة، بعيداً عن الغموض، مع كفاية الوقت.

وفي دبي، أعربت طالبات مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الثانوي للبنات في القسم العلمي، اسماء محمد البحري، مهى محفور، نورة خالد، وحمدة علي، عن استيائهن من امتحان الفيزياء، واصفات الامتحان بأنه لم يراعِ الفروق الفردية للطلبة، مشيرات إلى ان الامتحان جاء بطريقة لم تخلُ من التعقيدات والصعوبة، والاسئلة لم تكن واضحة، وجاءت بطريقة مغايرة تماماً لنموذج الوزارة الذي تدربن عليه، ولم تأت في مستوى الطالب المتوسط، بل جاءت بمستوى الطالب المتفوق.

واشتكت طالبات أخطاء في الأسئلة والاجابات لنموذج الوزارة التجريبي، ما اضطر إلى تدخل معلمة المادة لحل النموذج وتصحيح الأخطاء، لكن ورقة الامتحان احتاجت إلى المزيد من الوقت، ومهارات تفكير عليا، مطالبات الوزارة بمراعاتهن أثناء تصحيح الامتحان.

فيما قالت طالبات القسم الادبي، ميرة البلوشي، ريم محمود، مريم الحمادي، شمس أحمد، شمة وليد، شيخة صلاح، إن امتحان التاريخ جاء في مستوى الطالب الضعيف والمتوسط، وراعى جميع الفروق الطلابية، والأسئلة جاءت واضحة ومباشرة، وخالية من التعقيدات.

وفي الشارقة قالت الطالبات، فداء معين، والريم محمد، والعنود عبدالله، وعائشة حسين النجار، من القسم العلمي، إن امتحان مادة الفيزياء كان أكثر صعوبة من الامتحان التجريبي الذي تدربن عليه، موضحات أنهن واجهن صعوبة في حل بعض الأسئلة.

وأضفن أنهن احتجن إلى وقت أطول لحل الأسئلة، وأن اللجنة أعطتهن ‬10 دقائق لحل الأسئلة المتبقية عليهن، مشيرات إلى أن الامتحان احتوى أسئلة سهلة، استطعن حلها في بداية الوقت، مضيفات أن بعض الأسئلة احتاجت إلى طالب «خارق» ليستطيع الإجابة عنها.

من جانبهن، أفادت الطالبات فاطمة محمد، وخولة عيسى إلياسي، وشيخة المازمي، من القسم الأدبي، أن امتحان مادة التاريخ جاء مباشراً، وسهلاً للغاية، موضحات أنه جاء مراعياً لجميع مستويات الطلبة، واستطعن حل أسئلة الورقة الامتحانية في الساعة الأولى من بدء الامتحان، وأوضحن أن الأسئلة كانت من الكتاب المدرسي، ولم يواجهن صعوبة في حلها.

وفي المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، قال الطلاب محمد علي، وبدر عبدالله، وسلطان خليفة، من القسم العلمي في مدرسة الذيد الثانوية للبنين، إن مستوى امتحان مادة التاريخ كان متوسطاً، وجاءت الأسئلة في متناول جميع الطلبة، باستثناء سؤال واحد كانت إجابته تتطلب التوضيح، وكان يستهدف طلاب المهارات العليا، ويتطلب تركيزاً ودقة عاليين في الإجابة، إضافة إلى سؤال الخريطة الذهنية الذي كان يتطلب دقة أثناء الإجابة عنه، مشيرين إلى أن وقت الامتحان كان كافياً للإجابة عن جميع الأسئلة.

وأشارت الطالبات، علياء محمد ونورة علي ومريم سلطان من القسم العلمي في مدرسة الثقافة الثانوية للبنات، إلى أن امتحان مادة الفيزياء جاء متوسط الصعوبة، إذ احتوى على بعض الأسئلة الصعبة نوعا ما، وتحتاج إلى تركيز ومهارة فكرية عاليين، خصوصاً أسئلة الصفحة الأخيرة، لافتات إلى أن معظم الأسئلة لم تكن تحاكي النماذج التدريبية التي تدربن عليها في الفصل المدرسي أو في الموقع الالكتروني لوزارة التربية والتعليم، متوقعات أن تكون درجات الفصل الأخير أقل عن درجتي امتحان الفصلين الأول والثاني.

وفي رأس الخيمة قال نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية إبراهيم البغام، إن المنطقة لم تتلق شكاوى تتعلق بامتحاني الفيزياء لطلبة القسم العلمي والتاريخ لطلبة القسم الأدبي، موضحاً أن طلبة في القسم الأدبي خرجوا من قاعات الامتحانات بعد ‬45 دقيقة من بداية زمن الامتحان، ما يؤكد أن امتحان التاريخ كان في غاية الوضوح.

وأضاف أن طلبة القسم العلمي، أجابوا عن امتحان الفيزياء بكل وضوح، ولم يقدم أي طالب شكاوى أو ملاحظة تتعلق بأسئلة الامتحان، وتابع أن تدريب الطلبة في الفصول الدراسية والمراكز المسائية أسهم في رفع مستواهم أثناء فترة الامتحانات، وجعلهم يتعاملون مع ورقة الامتحان بكل ثقة.

واعتبر مدير مدرسة رأس الخيمة الحديثة يعقوب ليواد، أن امتحانات الثانوية العامة أمس بداية خير على طلبة القسمين العلمي والأدبي، موضحاً أن جميع طلبة المدرسة اجابوا عن الأسئلة وخرجوا من القاعات فرحين، لسهولة الأسئلة التي جاءت من المنهج الدراسي بشكل مباشر.

وفي الفجيرة، قال الطلاب سعيد راشد علي، أحمد سالم، وسيف سعيد اليماحي، من مدرسة الاستقلال للتعليم الأساسي والثانوي من القسم العلمي، إن أسئلة امتحان الفيزياء كانت تحاكي مستوى الطلبة المتوسطين والمتميزين، مضيفين أن الوقت لم يكن كافياً للإجابة عن كل أسئلة الامتحان، إذ طالب طلاب إدارة المدرسة بإعطائهم وقتاً إضافياً ليتمكنوا من الإجابة عن جميع الأسئلة بشكل جيد.

وأبدى طلاب القسم الأدبي في مدرسة الاستقلال للتعليم الأساسي والثانوي في الفجيرة، صالح محمد وسلطان علي أحمد ومحمد عبدالله، ارتياحهم لامتحان التاريخ، إذ كانت اسئلته واضحة ومباشرة، واتفقوا على سهولة الامتحان، وأنه راعى جميع المستويات، لافتين إلى أنهم استصعبوا سؤالاً كان يخاطب المهارات العليا لدى الطالب، وكان غير واضح، مضيفين أن معظم أسئلة الامتحان مشابهةً للنموذج التدريبي الموجود في موقع الوزارة الإلكتروني والاختبارات التي تعود إلى السنوات السابقة.

تويتر