يتصل بالأم عند بكاء الطفل.. ومزود بكاميرا لمتابعته من أي مكان

‬4 طلاب مواطنين يبتكرون سريراً ذكياً للرُضع

الطلاب أطلقوا على السرير «مهد الرضيع الذكي» ويحتوي على أجهزة تهز السرير برقة. من المصدر

ابتكر أربعة طلاب مواطنين، في الصف الـ‬12، ويدرسون في معهد التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، محمد أحمد الحوسني، وراشد عادل الحوسني، وخالد هشام العمادي، وحميد محمد الحوسني، سريراً للأطفال الرُضّع، مشروعاً للتخرج، وأطلقوا عليه اسم «مهد الرضيع الذكي»، ويمكنه الاتصال بالأم عند بكاء الطفل المستمر، ومزود بكاميرا تنقل صورته إلى الهاتف الجوال الخاص بوالدته لمتابعته من أي مكان، فيما أكد مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن «معظم ابتكارات الطلبة تصلح للتنفيذ في سوق العمل، والاستفادة منها، ما يعكس تطور المناهج في معهد التكنولوجيا التطبيقية ونجاحها في الارتقاء بمستوى الطلبة».

وتفصيلاً، قال طلاب إن الابتكار عبارة عن سرير أطفال يعمل بوساطة الأجهزة الإلكترونية، ويستعمل للاهتمام بالطفل أثناء انشغال الأم أو عدم وجودها، ويسعى لإسكاته وتسليته، إضافة إلى طمأنة الأم في حال قلقها على صغيرها بوساطة الكاميرا الإلكترونية التي تعمل على عرض صورة الطفل للأم على هاتفها المتحرك، فتكون الأم على علم بحالته سواء كان نائماً أم لا.

التميز شعار

أفاد مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، الدكتور عبداللطيف الشامسي، بأن «التميز يعد شعاراً يعمل من أجله جميع العناصر التعليمية في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، ولذلك فإن الطلبة متميزون نظراً إلى اختيارهم الدراسة في مسار الهندسة والتكنولوجيا الذي يقودهم إلى مستقبل راقٍ في عالم الغد القائم على العلم والبحث العلمي المتقدم».

وأكد أن معظم ابتكارات الطلبة تصلح للتنفيذ في سوق العمل، والاستفادة منها، ما يعكس تطور المناهج في معهد التكنولوجيا التطبيقية ونجاحها في الارتقاء بمستوى طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية إلى حد امتلاكهم قدرات علمية متطورة تبشر بمستقبل إماراتي مشرق في المجالات الهندسية والصناعية المتقدمة.

وأوضح الطلاب أن «المهد الذكي»، يعتمد على «أجهزة استشعار ذكية، وتحتوي على جهاز استشعار صوتي موصول بالقرب من وجه الرضيع، مبرمج على إعطاء أمر للمحرك الذي يقع في الجهة الخلفية، وذلك في حال بكاء الطفل، فيهز المحرك السرير برقة وبطريقة متواصلة لكي يسكت الطفل، إضافة إلى ميزة أخرى مهمة وهي اتصال السرير بالأم في حال استمرار الطفل في البكاء، إذ تستطيع الأم مشاهدة ابنها من خلال الكاميرا المثبتة في السرير، التي تنقل لها الصورة عبر هاتفها المحمول، ويمكن للأم في هذه الحالة إعطاء أمر لجهاز الـ(آي باد) المتصل بالسرير ليعرض رسوماً متحركة وموسيقى لتهدئة الطفل واسكاته».

وقال الطالب راشد الحوسني، إن «الابتكار عبارة عن سرير آلي لديه أجهزة استشعار، ويستخدم لوضع الطفل للنوم، وكذلك للترفيه عنه وتسليته، ويمكن الاستفادة منه من قبل الأمهات للحفاظ على أطفالهن، والتخفيف من إجهادهن في إسكات أطفالهن أثناء البكاء».

وأضاف «يهدف المشروع إلى تطبيق ما تعلمناه، والاستفادة من التكنولوجيا في الحياة العصرية، وتعزيز البحث الطلابي والمهارات الابتكارية»، مشيراً إلى أن فريق العمل تألّف من أربعة طلاب، وأنهم أجروا الأبحاث واطلعوا على التجارب السابقة المشابهة من خلال البحث في الانترنت، والكتب، والمقابلات مع المدربين، والمناقشات الجماعية لمساعدتهم في إكمال المهمة». وذكر الطالب، خالد العمادي، أنهم ناقشوا في بداية المشروع الأفكار مع عضو هيئة التدريس الخاص بهم، كيفية إرفاق أجهزة الاستشعار بالسرير، وتعليق الأجهزة المسلية، وبدأ بعد ذلك العمل بجدية، ولكنهم توقفوا أمام الطريقة الأمثل لربط الكاميرا بالسرير وطريقة عملها، إذ لم يستطيعوا في البداية العثور على طريقة مناسبة، ولكنهم بعد أن تشاركوا الأفكار، ونتيجة للعمل الجماعي توصلوا إلى أن أفضل وسيلة لإرفاق الكاميرا إلى المهد عن طريق استخدام الـ«آي باد» وبرنامج «سكايب»، مشيراً إلى أن الفريق واجه العديد من المشكلات والأخطاء، ولكنه تغلب عليها بالعمل الجماعي وتقاسم الأفكار.

وأفاد الطالب محمد الحوسني بأنهم اهتموا بشكل ومظهر الابتكار، وحرصهم على خروجه في صورة جيدة، تحبب الأمهات في اقتنائه في حال تم إنتاجه تجارياً، لافتاً إلى «أنهم أجروا العديد من التجارب للخروج بالتصميم الأفضل بحيث يكون مريحاً للعين والنفس ويراعي الذوق، وقرروا تزيينه ببعض الأضواء المحببة للعين لجعله أكثر جمالاً وانسيابية».

فيما أكد الطالب، حميد الحوسني، أن المشروع ساعدهم كثيراً في تحسين مهاراتهم وإتقان العمل الجماعي وتقاسم الأفكار، ومواجهة المشكلات بأسلوب عملي، مشيراً إلى أن التجربة كانت جديدة عليهم ومفيدة للغاية وستساعدهم في تحقيق أهدافهم في الحياة.

تويتر