عبر الرسائل النصية وإعلانات الصحف.. و«التعليم العالي» تطالب بانتظار صدور اللائحة

جامعات تكثف دعايتها مع قرب امتحـــانات الثانوية

طلبة أكدوا أنهم يتلقون يومياً رسائل على هواتفهم تدعوهم إلى الدراسة في جامعات عبر الإنترنت. الإمارات اليوم

كثفت جامعات غير مرخصة، وأخرى تعمل بنظام الدراسة عن بُعد، أو بالانتساب الخارجي، من حملاتها الاعلانية في الفترة الاخيرة، من خلال الاعلانات في صحف اعلانية، وملصقات على جدران المدارس، ورسائل نصية على هواتف الطلبة وذويهم، وذلك لاستغلال قرب امتحانات الثانوية العامة، وبحث أغلبية الطلبة عن أماكن لاستكمال دراستهم، فيما جددت وزارة التعليم العالي تحذيرها للطلبة من الدراسة في جامعات غير معتمدة، ودعت الطلبة إلى الانتظار حتى صدور القرار الوزاري الخاص بمعادلة شهادات التعليم عن بُعد، واعلان الجامعات التي سيعترف بشهاداتها وتتم معادلتها.

وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» زيادة أعداد الاعلانات الخاصة في جامعات ومعاهد غير معتمدة، في الجرائد الاعلانية الاسبوعية، وعلى المنتديات التعليمية في الانترنت، فيما أكد عشرات الطلبة تلقيهم وذويهم رسائل من هذه الجامعات على هواتفهم الشخصية، تشجعهم على الدراسة بها، او مراسلتها والدراسة عبر الإنترنت. وقال طلاب في المرحلة الثانوية، أحمد جلال، وأحمد الظاهري، وماجد البلوشي، وحمدان صالح، «نتلقى بصورة يومية منذ أكثر من أسـبوع رسائل على هواتفنـا النقـالة تدعـونا للالتحاق بجامعات خاصة في أبوظبي، والدراسـة بها عبر الانترنت أو بطريقة المراسـلة والانتساب»، مشيرين إلى أن ذويهم أيضاً تلقـوا هذه الرسـائل التي تؤكد أن برامجها معتمدة عالمياً، وأنها تتيح للدارسين استكمال دراساتهم في كبريات الجامعات الأميركية والأوروبية.

فيما ذكر طلبة آخرون، علاء حامد، ومحمود المرصفاوي، واحمد عاصم، أن مدارسـهم حذرتهم من أن اسماء الجامعات التي تنشر إعلاناتها على أسوار المدارس، ليست تابعة لهيئات تعليمية معتمدة في الدولة، لافتين إلى «أنهم تلقوا أيضاً رسائل هاتفية وبريدية من أرقام وأسماء غير معلومة لهم، تعرض خدمات تعليمية، وإمكان الحصول على البكالوريوس والدراسات العليا، عن طريق الانتساب إلى جامعات مثل الجامعة العلمية، وجامعة واشنطن في الولايات المتحدة الاميركية، وجامعة العالم الاميركية، ومركز التعليم المفتوح في القاهرة».

التعلم عن بُعـد

فيما عرض إعلان خاص في جامعة واشنطن للتعلم عن بعد، مزايا هذا النظام، كونه ينقل العلم من مراكز تجمعه في عواصم الدول إلى المدن البعيدة، التي لا تتوافر فيها وسائل وسائط المعرفة الضخمة المتخصصة، ويكون الاتصال بين الطالب والمحاضر تفاعلياً، ويتيح نظام التعليم عن بعد إمكان تلقي المحاضرات من مصدر بعيد عن مكان المحاضرة بالسرعة نفسها، كما يمكن للطالب أو المستمع حضور محاضرة داخل حدود الدولة أو خارجها، مشيراً إلى «وجود مزايا عدة للتعلم عن بعد، منها الاستغلال الجغرافي، إذ لا يحتاج الطالب والاستاذ إلى أن يكونا موجودين في مكان واحد من أجل تبادل المعلومات، والاستغلال الوقتي، لأنه من غير الضروري أن يكون كل من الطالب والأستاذ موجودين في زمن واحد لتبادل المعلومات، وأن استخدام الكمبيوتر كوسيط لنقل المعلومات يعني أيضا استغلال سرعة الكمبيوتر وإمكاناته في العملية التعليمية».

معادلة الشهادات

«الإمارات اليوم» اتصلت بأحد هذه المراكز، وأكدت المسؤولة عنه (ميسون نعيم)، أنهم مكتب تعليمي وكيل للعديد من الجامعات الاوروبية التي تعتمد نظام التعليم عن بعد أو بطريقة الانتساب، مشيرة إلى أن شهادات هذه الجامعات حتى الآن غير معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي الإماراتية، لكنها معتمدة في اكثر من ‬30 دولة حول العالم ابرزها الدول الاوروبية.

وأضافت «التعليم عن بُعد يلقى رواجاً كبيراً واعداد الطلبة التي تتقدم للالتحاق بالجامعات لدينا في ازدياد، وستزداد اكثر بعد اعلان وزارة التعليم العالي نيتها معادلة شهادات التعليم عن بُعد، وذلك بعد أن تأكدت من اهمية هذا النوع من التعليم وجودته».

ولفتت نعيم، إلى أن أغلبية من ينضمون لهذه الجامعات مقيمون وليسوا مواطنين، وبعضهم معترف بهذه الشهادات في دولهم، إضافة إلى أن رغبة البعض في السفر إلى أوروبا والعمل بها يشجعه على الالتحاق بهذه الجامعات التي ستعطيه ميزة دراسة تخصصات تحتاجها اسواق العمل الاوروبية، كما أن كلفة الدراسة بهذه الجامعات منخفضة مقارنة بالجامعات الخاصة المعترف بها داخل الدولة، ما يشجع العديد من المقيمين من محدودي الدخل على استكمال تعليمهم عن بعد، والعمل في الوقت نفسه.

وأشارت نعيم، إلى ان أغلبية المواطنين المسجلين في هذه الجامعات كانوا قد توقفوا عن التعليم منذ فترة للعمل او لظروف خاصة بهم، وبعدها قرروا العودة للدراسة مرة اخرى، وتالياً كانت الدراسة عن بُعد هي الانسب لظروف عملهم الحالية لافتة إلى أن «التعليم عن بعد أصعب بكثير من التعليم التقليدي، خصوصاً مع بعض الجامعات البريطانية، وكثير من الطلبة يرسبون، خصوصاً أن هذه الجامعات تتيح للطلبة السفر والامتحان داخل قاعات، لدحض فكرة عدم وجود رقابة على الممتحنين.

تحذير الطلبة

إلى ذلك جددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة، تحذيرها للطلبة المواطنين من الالتحاق بمؤسسات تعليمية غير معتمدة اعتادت نشر إعلانات في وسائل الإعلام، خصوصاً المقروءة، زعمت فيها منح مؤهلات من جامعات معتمدة ومصدقة من جهات خارجية.

وذكر وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور سعيد حمد الحساني، أن الوزارة تنظم حملة سنوية داخل المدارس الثانوية وعلى موقعها الإلكتروني، عقب نتائج الثانوية العامة، لحث الطلبة الراغبين في استكمال دراساتهم الجامعية داخل الدولة أو خارجها، بمراجعتها، للتأكد من أن الجامعة التي يرغبون في الالتحاق بها مرخصة، ومعترف بها داخل الدولة، حرصاً منها على مصلحتهم ومستقبلهم.

وأفاد الحساني بأن شروط معادلة الشهادات تتضمن أن يكون الطالب موجوداً في بلد الدراسة، وأن يكون موجوداً في الدولة، التي توجد فيها الجامعة، طوال فترة الدراسة، أما في الدراسات العليا، فلابد ألا تقل مدة الحضور فيها عن ‬70٪، وبعض المواد نشترط الانتظام التام فيها.

فيما اكد رئيس لجنة معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمد البيلي، الانتهاء من إعداد لائحة لمعادلة شهادات التعليم غير التقليدي (التعلم الإلكتروني) أو (التعليم عن بُعد)، للاعتراف بهذا النوع من الشهادات الجامعية، وذلك بعد أن أصبح مطلباً لابد منه، خصوصاً مع كثرة الالتزامات وأسلوب الحياة المتسارع.

تويتر