«أبوظبي للتعليم»: جميع المدارس سيكون لها مواقع إلكترونية لتعزيز التواصل

مطالبة المدارس بتوسيع مشاركة الآباء في العملية التعليمية

الاستبيان كشف انخفاض مشاركة ذوي الطلبة في التواصل مع المدرسة كلما تقدم أبناؤهم في الصفوف الدراسية. تصوير: إريك أرازاس

طالب مجلس أبوظبي للتعليم مسؤولي المدارس بتوسيع مساحة التعاون مع ذوي الطلبة، بما يضمن توسيع مشاركتهم في العملية التعليمية، لما يعود هذا التواصل بالنفع والفائدة على الطلبة، مؤكداً أن جميع المدارس الحكومية والخاصة سيكون لديها موقع إلكتروني خاص بها لتعزيز عملية التواصل المجتمعي، وذلك بعد أن أظهر الاستبيان الأخير الذي أجراه المجلس لذوي الطلبة، أن نسبة الرضا العام عن عملية التواصل ما بين المدرسة والبيت في جميع القطاعات المدرسية «الحكومية والخاصة» وصلت إلى ‬72.19٪.

تراجع المشاركة

‬3 مراحل

أفادت مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي والإعلام في مجلس أبوظبي للتعليم، حنان السهلاوي، بأن «الموقع الإلكتروني للمدارس يعد نقطة تواصل بين المدرسة والعالم المحيط، إذ سيتضمن معلومات عامة حول المدرسة والهيكل التنظيمي لها، ومركزاً للتواصل وتقويم الأحداث والفعاليات، مع وجود مركز إعلامي يحتوي على أنشطة وأخبار المدرسة، ومركز للمعرفة يضم نصائح ومعلومات وروابط مفيدة».

وأوضحت، أن المرحلة الأولى من المشروع شملت سبع مدارس، وتم عقد ورش تدريبية لتعريف فريق العمل الذي تم تعيينه من كل مدرسة بأهداف المشروع والآلية المعتمدة، وتدريبهم على عملية إدارة الموقع الإلكتروني وإدخال المحتوى، إذ سيتولى هذا الفريق مهام الإشراف المباشر على تطبيق وإدارة المشروع. وأشارت إلى أن المجلس يعمل على متابعة المدارس في عملية إدخال البيانات والمحتوى وتطبيق متطلبات الموقع الإلكتروني الجديد، وعقب الانتهاء من المرحلة الأولى ستتم دراسة جميع التحديات والعوائق التي تمت مواجهتها في آلية تنفيذ المشروع، ليتم تخطيها في المرحلتين الثانية والثالثة، كما ستتم إعادة تقييم كامل للمرحلة الأولى، وإضافة التحسينات المطلوبة وتحديث التقنيات الإلكترونية وسد جوانب القصور، استعداداً لإطلاق المرحلة الثانية التي ستشمل ‬50 مدرسة، ثم تغطية جميع مدارس الإمارة في المرحلة الثالثة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/03231564897.jpg

وتفصيلاً، اعتبر مجلس أبوظبي للتعليم أن نسبة التواصل بين المدرسة والبيت في جميع القطاعات المدرسية «الحكومية والخاصة» التي وصلت إلى ‬72.19٪ مبشرة ومطمئنة، لكن هناك من المؤشرات ما يؤكد على ضرورة تفعيل هذا التواصل والحفاظ على ديمومته، وألا يقتصر على التواصل المبني فقط على ارتكاب الطالب مخالفة أو عند حدوث حالة طارئة، وأن تكون عملية التواصل مستمرة ومقننة وبأكثر من طريق، لافتاً إلى أن «التواصل يتعين أن يكون في اتجاهين: تواصل المدرسة مع ذوي الطالب من جهة، وتواصل ذوي الطالب مع المدرسة من الجهة الأخرى».

وكشف الاستبيان عن انخفاض مشاركة ذوي الطلبة في التواصل مع المدرسة كلما تقدم أبناؤهم في الصفوف الدراسية، وأن الأمهات هن الأكثر تواصلاً مع المدارس عن الآباء، والرسائل النصية على الهواتف المحمولة هي الطريقة الأفضل للتواصل، الذي غالباً ما يكون بسبب ارتكاب الطالب مخالفة أو تدني المستوى الأكاديمي، فيما أكد ذوو طلبة من حملة المؤهلات الدراسية العليا (الماجستير والدكتوراه) عدم رضاهم عن مستوى مشاركتهم في صناعة القرار المدرسي.

وأظهر الاستبيان تراجع نسبة مشاركة ذوي الطلبة وعدد زياراتهم للمدرسة كلما تقدمت صفوف أبنائهم، إذ بلغت درجة رضا ذوي طلبة رياض الأطفال عن العملية التعليمية ‬80.1٪ مقابل ‬69.9٪ في المرحلة الثانوية، وتقدمت الإناث على الذكور في درجة تواصلهن مع المدرسة، في كل من المدارس الحكومية والخاصة، إذ بلغت نسبة رضا الأمهات عن عملية التواصل ‬78.3٪ مقابل ‬77.0٪ للذكور.

وأكد ذوو طلبة أن مدارس أبنائهم تتواصل معهم غالباً في حال ارتكاب أبنائهم مخالفة ما، أو لتنبيه ذوي الطلبة إلى تدني تحصيل أبنائهم فقط، وبلغت نسبة الاتفاق في هذا الأمر ‬81.3٪ للمدارس الحكومية، و‬80.0٪ للخاصة، وتقدمت المدارس الحكومية على الخاصة في محاولة إشراكهم في صناعة القرار المدرسي من خلال مجالس الآباء والأمهات بدرجة رضا بلغت ‬70.6٪ للحكومية مقابل ‬64.7٪ للخاصة، فيما تقدمت المدارس الخاصة على الحكومية في إبقاء ذوي الطلبة على اطلاع مستمر بمستوى تحصيل ونجاح أبنائهم، بدرجة رضا بلغت ‬76.1٪ مقابل ‬73.7٪ للحكومية.

رسائل نصية

واحتلت الرسائل النصية من خلال الهواتف الخلوية (الموبايلات)، المرتبة الأولى في طريقة التواصل المفضلة لدى ذوي الطلبة، إذ أبدى نحو ‬36.4٪ منهم تفضيله لهذه الطريقة، في حين فضّل نحو ‬20.34٪ منهم التواصل من خلال مذكرة المعلم التي يدون عليها ملاحظاته ويرسلها مع الطالب، مؤكدين في الوقت نفسه على «حسن ودفء استقبال المدارس لهم حال مراجعتها لأمرٍ ما يخص أبناءهم»، فقد كانت درجة رضا ذوي الطلبة في المدارس عن هذا الجانب ‬77.1٪ في المدارس الحكومية، و(‬77.4٪) في الخاصة.

في المقابل، أكد ذوو طلبة من حملة المؤهلات الدراسية العليا (الماجستير والدكتوراه)، عدم رضاهم عن مستوى مشاركتهم في صناعة القرار المدرسي «تخطيطاً وتنفيذاً وتقييماً»، إذ بلغت درجة رضا هذه الشريحة من ذوي الطلبة عن هذا الجانب ‬70.1٪، مطالبين بضرورة الاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم في دعم المدارس التي يدرس فيها أبناؤهم، خصوصاً أنهم يمتلكون خبرات واختصاصات متنوعة.

وأكد مجلس أبوظبي للتعليم أهمية تعاون العاملين في المدارس مع ذوي الطلبة بما يضمن توسيع مشاركتهم في العملية التعليمية، وبما يعود بالنفع والفائدة على الطلبة، مشيراً إلى أن «جميعهم مدعوون إلى المشاركة النشطة والفعالة في العملية التعليمية لأبنائهم، وفقاً لسياسات المدارس، إذ إن جميع المدارس الحكومية والخاصة سيكون لديها موقع إلكتروني خاص بها لتعزيز عملية التواصل المجتمعي».

متابعة الأبناء

وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي «من الضروري تشجيع ذوي الطلبة على متابعة أداء أبنائهم من خلال الحرص على حضور الاجتماعات الدورية مع مديري المدارس ورؤساء الهيئات التدريسية والمعلمين»، مشدداً على أنهم مدعوون إلى دعم جهود المعلمين الذين يدرسون لأبنائهم.

وأضاف «ذوو الطلبة مدعوون أيضاً إلى المشاركة في الأنشطة التي تنظمها المدارس الأخرى من خلال الزيارات المدرسية، والمشاركة التطوعية في الفعاليات التي تقيمها المدارس، إضافة إلى المشاركة في مجالس الآباء والأمهات».

وأوضح الخييلي أن على ذوي الطلبة مهام في عملية تعلم ذويهم، منها الحرص على حضور أبنائهم إلى المدرسة يومياً في الوقت المحدد، والتأكد من أداء أبنائهم لواجباتهم المنزلية، والاستفسار دائماً من الأبناء عن سير يومهم المدرسي، ومتابعة التغييرات التي تحدث في المدرسة باستمرار.

وأكد مدير قطاع العمليات المدرسية في المجلس، محمد سالم الظاهري، على ضرورة تفعيل التواصل مع الأسر وذوي الطلبة، وتطوير أساليب التواصل معهم وإشراكهم بشكل فاعل في العملية التعليمية، الأمر الذي سيعود حتماً بالفائدة على الطالب من الناحيتين العلمية والمعنوية، خصوصاً أنهم إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها النموذج المدرسي الجديد.

وشدد على أهمية تكثيف الجهود في التعاون مع ذوي الطلبة في ما يخص الاستبيانات الدورية التي تطلقها وحدة البحوث والتخطيط في المجلس، خصوصاً بعد زيادة نسبة مشاركتهم بشكل ملحوظ وفقاً لنتائج الاستبيان الأخير الذي تم إطلاقه، موضحاً أن اتخاذ القرارات التعليمية بحاجة إلى مشاركة أوسع من قبل ذوي الطلبة في إبداء آرائهم وملاحظاتهم على سير العملية التعليمية.

إلى ذلك، بدأ مجلس أبوظبي للتعليم، إنشاء مواقع إلكترونية للمدارس الحكومية في إمارة أبوظبي، مرتبطة بالبوابة الرئيسة لموقعه، وذلك لإيجاد آليات فعالة في عملية تعزيز التواصل مع الطلاب وذويهم، وبهدف دعم الطالب بكل ما يخدم المنهج، واشراك ذوي الطالب في كل مستجدات الطالب، من خلال ثلاث مراحل رئيسة، على أن يشمل المشروع جميع مدارس الإمارة في المرحلة الأخيرة.

وقالت مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي والإعلام في المجلس، حنان السهلاوي، إن «المجلس يسعى إلى بناء قاعدة متينة من علاقات التواصل المجتمعي عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة، كما أنه يأخذ في الاعتبار تطبيق أحدث البرامج التكنولوجية وأفضل الوسائل التقنية لتحقيق الأهداف المرجوة، ومن هذا المنطلق جاء مشروع إنشاء مواقع إلكترونية خاصة في جميع مدارس الإمارة، بحيث تكون منفصلة من حيث المعلومات والمحتوى لكل مدرسة، ومرتبطة بالبوابة الرئيسة لموقع مجلس أبوظبي للتعليم الإلكتروني»، لافتة إلى أن «إدارة الاتصال الاستراتيجي والإعلام تدير المشروع بالتعاون مع إدارة تقنية المعلومات التي تقدم الدعم الفني للمشروع».

تويتر