الخييلي: تطوير التعليم لن يترتب عليه الاستغناء عن أي معلم مواطن

دمج الهوية الوطنية بالمناهج في أبوظــبي

استراتيجية التعليم في الإمارة ترتكز على تعزيز القيم والمبادئ ودعم تنمية الهوية الوطنية. من المصدر

أفاد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، بأن المجلس دمج مفاهيم الهوية الوطنية في جميع المناهج التعليمية الخاصة بالصفوف الدراسية المختلفة، مشدداً على أن «حرص المجلس على تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة، واعتزازهم بلغتهم العربية الأصيلة، مع ضرورة امتلاكهم مهارات العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة، يعد ركيزة أساسية في استراتيجية تطوير التعليم التي يطبقها المجلس حالياً».

وأوضح الخييلي لـ«الإمارات اليوم»، أن دمج المفاهيم الوطنية في المناهج واجب وطني وأمر ضروري، بجانب استقطاب المعلمين المواطنين، لأنهم من سيعكس ثقافة الدولة وعاداتها وتقاليدها للطلبة، مشدداً على أن «أي تطوير في العملية التعليمية لن يترتب عليه أي استغناء عن مواطن أو مواطنة في سلك التدريس».

وقال إن «المجلس يدرك جيداً أن نجاح استراتيجية تطوير التعليم في الإمارة يرتكز على وجود المعلم المواطن الكفء المؤهل وفق المعايير الدولية، وخلال العام الدراسي الجاري أوفد المجلس ‬150 معلماً ومعلمة ضمن برنامج تدريبي لتعزيز مستوياتهم العلمية والمهنية»، مشيراً إلى أن ‬60٪ من الكادر التعليمي في أبوظبي مواطنون، وأن المجلس يسعى بكل طاقته لزيادة العدد.

وأضاف «نفخر بلغتنا العربية الأصيلة وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا التي تزودنا بها من جيل الآباء والأجداد، والمجلس يعمل من خلال رؤيته الاستراتيجية على بناء جيل من الخريجين المؤهلين المزودين بالمهارات والعلوم الحديثة قادر على المنافسة على المستوى العالمي سواء في حقل التعليم أو بقية المجالات الأخرى»، مؤكداً أن «استراتيجية التعليم في الإمارة ترتكز على تعزيز القيم والمبادئ ودعم تنمية الهوية الوطنية لدى الطلبة من خلال عدد من المبادرات الاستراتيجية، من بينها إطلاق برنامج «هويتي»، الذي يهدف إلى تعزيز روح الهوية الوطنية في الإمارة».

موجهون للعادات والتقاليد

برنامج متكامل

أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن كل مدرسة لديها برنامج متكامل خاص بتعزيز ثقافة الهوية الوطنية والانتماء للدولة، يتضمن العديد من المحاور ويتم تنفيذه يومياً، ابتداء من الإذاعة المدرسية التي تتضمن فقرات خاصة عن التراث والشعر، وبعض العروض والأنشطة الأسبوعية لفقرات فنية تراثية، إضافة إلى الملصقات والمجلات المدرسية الخاصة بأقوال مؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتكليف الطلبة كتابة مواضيع تعبيرية حول بعض مقولاتهم وآرائهم في هذا الموضوع، وتنظيم معرض سنوي يتضمن بعض العروض الشعبية والأغاني التراثية وقصائد الشعر، تتويجاً لمجهوداتها في تعزيز مفهوم الهوية لدى الطلبة طوال العام.

وشدد المجلس على اهمية ربط المدارس بالمجتمع المحلي، باعتبارها مراكز للعلم والثقافة والأنشطة الهادفة التي تستفيد منها فئات المجتمع كافة، وتعزيز قيم الانتماء والحفاظ على التراث والثقافة والهوية الوطنية لدى الطلبة، والتي تعتبر أحد المحاور الرئيسة لاستراتيجية تطوير التعليم التي أطلقها المجلس.

وأشار الخييلي إلى تعيين المجلس مجموعة من المواطنين المتقاعدين ليكونوا بمثابة موجهين للطلبة في ما يخص العادات والتقاليد والتراث المحلي، بحيث يكونون حلقة الوصل بين الطلبة وأسرهم، مشيراً إلى أن «المجلس بدأ التجربة في عدد من مدارس أبوظبي، لتتم دراستها بشكل مستفيض، والبدء في تطبيقها بشكل موسع العام المقبل»، لافتاً إلى أن المجلس يطبق العديد من البرامج لتحفيز الهيئات التدريسية والإدارية، بما ينعكس إيجاباً على روحهم المعنوية، ويسهم في تحسين المخرجات التعليمية، إضافة إلى التركيز على قضايا الهوية الوطنية وتراث الآباء والأجداد ونقلها الى الطلبة لتكون نبراساً لهم.

«الحبارى»

وذكرت مديرة قسم المناهج في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، تدشين تجربة جديدة لتدريس دورة حياة طائر الحبارى، ضمن منهاج العلوم، بهدف تعزيز مفاهيم التراث الوطني في تلك المناهج، وربط الطالب بعناصر التراث بصورة علمية، وصون التراث الثقافي للصقارة، والحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال المقبلة، باعتباره إرثاً تاريخياً وحضارياً بكل خصائصه ومميزاته.

وقالت المزروعي، تم إدراج موضوع طيور الحبارى ضمن المهمات التي يقوم بها الطالب في مدارس في الحلقتين الأولى والثانية، وذلك لحرص المجلس على تعزيز التوعية التراثية في التعليم، وربط الطلبة بالتراث الأصيل للدولة، والمحافظة على الهوية الوطنية بممارسة رياضة الصيد بالصقور، التي تعتمد على مجموعات من الطرائد كالحبارى التي تمثل رمزاً تراثياً مهماً يعكس الهوية والقيم الأصيلة للدولة.

وأضافت أن «مناهج المجلس تركز على مركزية الطالب في التعليم ودور المعلم كميسر للعملية التعليمية التي يتلقاها الطالب وليس ملقناً للمعرفة، وذلك من خلال العمل الجماعي وبأسلوب الاستقصاء في حل المشكلات وإلمام الطالب بالمفاهيم العلمية، التي تتطلب مستوى مرتفعاً من المهارات كالتفكير الناقد وحل المشكلات، والقدرة على إيصال الأفكار للآخرين والعمل الجماعي، والتي تمثل مهارات القرن الـ‬21، ولا يتم اكتسابها من خلال الأسلوب التقليدي الذي يركز على تلقين المعلومات للطلبة، ما يجعل دور الطالب سلبياً، ويقتصر على تلقي المعلومات جاهزة من المعلم».

وقال مجلس أبوظبي للتعليم، ان المجلس لا يكتفي بدمج الهوية في المناهج التعليمية، وإنما إدخالها أيضاً في النشاطات اللا صفية في المدارس من خلال إطلاق مسابقات بين الطلاب وتنظيم معارض وفقرات بالإذاعة المدرسية، وذلك لتعليم الطلبة الحفاظ على تراث آبائهم وأجدادهم، وتعزيز قيم الانتماء إلى العادات والتقاليد العربية الأصيلة في نفوسهم، وتعليمهم سيرة الرعيل الأول، وكيف بنوا وطناً يحظى بإعجاب واحترام الجميع، ويحتلّ مكانة مميزة على خريطة العالم، بالجد والاجتهاد والصبر، ليكتسبوا الخبرة والموعظة التي تفيدهم في حياتهم.

تويتر