Emarat Alyoum

معلمون: مناهج اللغة العربية تخلو من التشــويق والإثارة والتحديات الفكرية

التاريخ:: 07 مارس 2013
المصدر: عمرو بيومي - أبوظبي
معلمون: مناهج اللغة العربية تخلو من التشــويق والإثارة والتحديات الفكرية

أكد معلمون للغة العربية أن تفوق وسائل التعليم المساعدة، الخاصة باللغة الإنجليزية، مقابل «العربية» أحد أسباب تراجع اهتمام الطلبة بلغتهم الأم وإقبالهم على اللغات الأجنبية، مشيرين إلى أن المناهج التعليمية العربية تخلو من التشويق والإثارة والتحديات الفكرية، حتى أصبحت عاجزة أمام المثيرات البيئية التي تحيط بالطفل والتي بدأت تقضي على المناهج، ليصبح الكتاب لا وجود له أمام الثورة التكنولوجية.

فيما أكدت مديرة قطاع المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، وجود فجوة بين مصادر اللغتين الانجليزية والعربية، مشيرة إلى أن المجلس يطبق ما يزيد على ‬10 برامج، لتحسين تعلم الطلبة اللغة العربية.

وتفصيلا، أكد معلم اللغة العربية، محمد سليمان، أن مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية هما الأساس لكل ما يتبعهما من مراحل، ويجب أن تكونا مرتكزتين على دعائم سليمة، لافتاً إلى أن تربية الذكاء هي المنطلق الأساسي لهاتين المرحلتين.

فيما أكدت المعلمة فاطمة خميس، أن التعليم الذي يريده الأطفال حالياً يرتكز في مجمله على التعليم غير المباشر، والاعتماد على الإثارة العقلية، والتشويق، والتعامل مع الطفل بإيجابية، واحترام عقله، وقدراته على الإبداع، مشيرة إلى أن زرع الثقة في نفوس الأطفال أساس نجاح كل عمل.

فيما طالب مدير مدرسة حكومية، فضل عدم نشر اسمه، بضرورة الاهتمام بالتعليم غير المباشر القائم على الإثارة العقلية لرفع مستوى الكفاءة التفكيرية ودرجة الإثارة والدافعية والجذب، لدى الطلاب، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، محذراً من «المخاطر» التي تهدد مستقبل اللغة العربية، في ظل تراجعها امام اللغة الإنجليزية على مستوى كل الفئات والجهات.

وأشار إلى أن مواصلة الاعتماد على اللغة الإنجليزية للتدريس في الجامعات، لغةً وحيدةً، من شأنه توسيع الهوة بين اللغتين، والمزيد من التراجع للغة الضاد، مطالباً بضرورة عمل الجهات المختصة على اعادة مكانة اللغة العربية من خلال استخدامها في التعليم والإعلام والإعلان، وفي مختلف وسائط التعامل اليومي.

من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن اللغة العربية رمز الهوية والثقافة والانتماء للوطن والأمة، ولا يمكن للمجلس أن يركز اهتمامه في تعليم الطلبة على اللغة الإنجليزية على حساب اللغة الأم، فيما أكدت مدير قطاع المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، أن المجلس يطبق حزمة برامج لتحسين تعلم الطلبة اللغة العربية.

وأشارت المزروعي إلى وجود فجوة بين مصادر اللغتين الإنجليزية والعربية، مشددة على أن إقبال الطلبة على «الإنجليزية» بات يطغى على اللغة العربية، نتيجة تطور المواد التعليمية الإنجليزية من كتب وقصص تجذب طلبة المرحلة التأسيسية لاحتوائها على الرسوم والألوان والصور، لافتة إلى أن المجلس يتواصل مع أكبر دور النشر العالمية لتوفير مواد تعليمية عربية جاذبة ومفيدة للطالب.

وأكدت أن المجلس وضع حلولاً وخططاً علاجية تجعل من تعلم «العربية» مشوقاً وجذاباً للطالب، مشيرة إلى أن إدارة المناهج العربية راجعت العام الماضي معايير التعليم في مناهج العربية وتطويرها بما يتواءم مع نظرة المجلس في الانتقال من التعليم التقليدي القائم على الحفظ والتلقين، إلى التعليم الحديث التفاعلي القائم على مهارات التفكير، مؤكدة ضرورة أن يشجع أولياء الأمور أولادهم على القراءة اليومية في البيت، ذلك هو العامل الأساسي لتطور لغتهم العربية.

ولفتت إلى أن المجلس يعتمد على معايير محددة في التدريس، من منطلق أن الكتاب ليس المصدر الوحيد للمعلومات، وأنه بات من الضروري تنويع مصادر التعلم، وتم توفير الكثير من مصادر التعلم الجديدة، خصوصاً على مستوى رياض الأطفال والحلقة الأولى.

وأوضحت المزروعي أن المجلس يعقد ملتقى يهدف إلى مشاركة معلمي ومعلمات اللغة العربية لعرض وتقديم أهم الممارسات والمشروعات المتميزة في تعليم وتعلم اللغة العربية في مدارس أبوظبي، وتبادل الخبرات بين معلمي ومعلمات اللغة العربية، وتدريب قطاع التعليم الخاص والجمهور على الانخراط بصورة فاعلة في مجال دعم اللغة العربية، وتعزيز مكانتها لدى الناطقين بها في الإمارات.

وأشارت إلى بدء المجلس توظيف المسرح لدعم تعلم اللغة العربية في مرحلتي رياض الأطفال والحلقة والأولى، وذلك ضمن خطة تطوير التعليم من خلال تقديم أدوات تعلم متنوعة تجعل من البيئة المدرسية مكاناً جاذباً يعزز روح الإبداع والتميز.

وقالت المزروعي انه تم اصدار دليل أولياء الأمور لتعلم اللغة العربية، بهدف لتفعيل دور ذوي الطلبة في تدريس اللغة العربية لأبنائهم، حيث يشرح الدليل كيفية مساعدة ذوي الطلبة لأبنائهم في تعليم هذه اللغة وتنمية مهاراتها، حيث يبين للآباء والأمهات والمعلمين المهارات والموضوعات الدراسية الخاصة بتعلم اللغة العربية .

واضافت أنه يوجد أيضاً مشروع «تَمَعّن» للتقويم المستمر في اللغة العربية، بهدف تزويد الطلبة بالأدوات التي تكفل لهم النمو اللغوي والفكري اللازم الذي يقوم على فكرة تعريض الطلاب للنصوص المختلفة، خصوصاً النصوص السردية والحوارية والنقاشية بشكل دائم، ليتفاعلوا معها قراءةً وكتابةً.

وأكدت المزروعي أن المجلس يعد حالياً الترتيبات لإطلاق الحملة الوطنية «أبوظبي تقرأ»، المقرر انطلاقها خلال شهر أبريل المقبل، بهدف تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الطلبة من رياض الأطفال وحتى الصف الخامس، ومعالجة الضعف والفروق الفردية لدى الطلبة في القراءة والكتابة، وتعزيز ثقافة التلاميذ المبدعين في المجال الأدبي، وتدريب المعلمين على تشخيص المشكلات القرائية ومعالجتها، وتخصيص وقت مركز للأنشطة القرائية والكتابية، والكشف عن الطاقات والمواهب الطلابية الإبداعية وتحديد الاحتياجات من المصادر والمراجع الورقية والإلكترونية، لدعم تعلم الطلبة وتشجيع التعاون بين المجلس والمؤسسات المحلية.

وأشارت إلى تطبيق برنامج «المدرب اللغوي» الخاص بتدريب رؤساء الأقسام في اللغة العربية على التدريس القائم على المعايير، ويتم تدريب المعلمين خلاله على التخطيط، والتدريس، والتقويم، وأنواع القراءة، وأنواع الكتابة، والوعي الصوتي، وتنظيم البيئة الصفية.

ولفتت المزروعي إلى أن برنامج «المنهاج العربي المساند»، لدعم التعليم في المراحل التأسيسية من رياض الأطفال وحتى الصف الرابع التأسيسي، يهدف إلى دعم التعليم من الروضة حتى الصف الرابع، والتركيز على الموارد الخاصة بتدريس وتعلم اللغة العربية، ويستهدف أربع جهات، هي: المدارس، والطلاب وذووهم، ومعلمو الصف الأول، وجميع المعلمين لتنمية مهاراتهم، خصوصاً على مستوى القراءة والكتابة.

وأوضحت المزروعي أن مشروع «سكرابل» اسم إحدى الألعاب التعليمية المتميزة التي تسهم في تنمية المخزون اللغوي للطالب، والتي ستطبق على طلبة الحلقة الثانية، حيث أثبتت هذه اللعبة فعالية كبيرة في تطوير مهارات الطالب اللغوية. وأشارت إلى أن حقيبة «ألف باء الإمارات» تم أخذ الملاحظات الميدانية حولها، وتمت إضافة جديدة لمحتوياتها لتطوير المهارات اللغوية للطلبة، مشيرة الى أن التغذية الراجعة حولها كانت ممتازة، وتفاعل المعلمات معها كبير جداً.