دعا الطلبة خلال زيارته معرض «مستلزمات التعليم» إلى تعلم كل جديد ونافع

محمد بن راشد: الاستثمار في التعليم أفضل وأجدى

صورة

اعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الاستثمار في قطاع التعليم هو الأفضل والأجدى، كونه يلامس حاجات الشباب في التعليم وبناء المستقبل القائم على العلم والمعرفة والابتكار في مجالات عدة، ما ينعكس على مجتمعاتنا ودولنا بالخير والتقدم الاقتصادي والثقافي والعلمي، وغيرها من القطاعات ذات الصلة.

أعرب سموه خلال زيارته، أمس، معرض الخليج لمستلزمات التعليم الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي على مدى ثلاثة ايام، عن ارتياحه لإقامة واستضافة مثل هذه المعارض العلمية والتقنية في الإمارات لأنها تشكل فرصة للطلبة والطالبات والهيئات التدريسية، وكل المهتمين بالشأن التعليمي في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي، للتعرف عن قرب إلى تكنولوجيا المعرفة والتعليم، والاستفادة من هذا التقنيات وتسخيرها لصقل مواهبهم وإثراء معارفهم وخبراتهم.

ودعا سموه الشباب، خصوصاً طلبة المدارس والمعاهد والجامعات، إلى التعلم والتبصر في كل ما هو جديد ونافع لمسيرتهم ومستقبلهم، متمنياً لهم التوفيق في حياتهم الدراسية وخدمة أوطانهم.

وتجول سموه، يرافقه وزير التربية والتعليم، حميد محمد عبيد القطامي، ووزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في قاعات وردهات المعرض الذي يشارك فيه أكثر من ‬300 جهة عارضة من دولة الإمارات ودول المجلس، ونحو ‬30 دولة تعرض أحدث منتجاتها الخاصة بتقنية التعليم بكل مكوناته ومراحله.

تحديات

حدّد وزير التربية والتعليم، حميد محمد القطامي، جملة من التحديات التي تواجه النظم التعليمية بوجه عام، والتي تدعو إلى التكاتف وتضافر الجهود وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، أبرزها تطوير معايير جودة التعليم والرقابة على المدارس، والخروج بالعملية التعليمية من قالبها التقليدي، والوصول إلى المعلم العصري، وصياغة أهداف غير نمطية أو مألوفة للمدرسة، إلى توظيف التكنولوجيا واستثمارها بشكل أفضل، والاستمرار في تطوير المناهج ونظم التقويم والامتحانات، وتحقيق الشراكة المثلى مع مؤسسات المجتمع وأفراده.

وتوقف سموه خلال الجولة عند عدد من منصات الجهات العارضة، واطلع على أحدث التقنيات التي تساعد الطلبة على التعلم الذكي ومواكبة تكنولوجيا المعرفة من خلال البرامج والأجهزة المخصصة لذلك، التي تعرضها شركات عالمية من كوريا والصين وألمانيا، وغيرها من الدول.

من جهة أخرى، كشفت وزارة التربية والتعليم عن تدريب ‬4000 الى ‬6000 تربوي من الكوادر التعليمية المختلفة لرفع مستويات أدائهم المهني، من خلال ‬166 ورشة تدريبية تعقد على هامش منتدى التعليم العالمي، الذي افتتحت فعالياته، أمس، في المركز التجاري العالمي.

وقالت الوكيل المساعد للخدمات التربوية في الوزارة، فوزية حسن غريب، إن الأيام الثلاثة لفعاليات المنتدى تشهد تنظيم مجموعة من ورش العمل التدريبية، يشرف عليها خبراء متخصصون في المجال التعليمي والتربوي، ويتم خلالها زيادة أعداد افراد الكادر التعليمي الذين تم إخضاعهم لدورات تدريبيه ترفع من مستواهم العام.

وأوضحت أن الوزارة انتهت فعلياً من تدريب ما يتجاوز ‬10 آلاف فرد من كادرها التعليمي، ومن المنتظر الوصول بهذا الرقم، نهاية العام الدراسي الجاري، إلى ‬20 ألفاً، تنفيذاً لتوجيهات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للوزارة، خلال فعاليات القمة الحكومية. وأوضحت أن عمليات التدريب تشمل مديري المدارس ومساعديهم، ومعلمي التربية الخاصة والأخصائيين الاجتماعيين، إضافة إلى تخصصات أخرى في الكادر التعليمي.

من جهة أخرى، كشفت مديرة إدارة الرقابة المدرسية في الوزارة، جميلة المهيري، عن بدء المرحلة الأولى من برنامجها لتطوير الكوادر المدرسية التي تشمل ‬140 مدير مدرسة، يخضعون لعمليات تدريب وتطوير مهارات مكثفة تنتهي في يونيو المقبل.

وقالت إن تدريب الدفعة الأولى بدأ خلال فبراير الماضي، ويستمر حتى نهاية العام الدراسي الجاري، تدريباً مكثفاً، فيما تخضع الدفعات المقبلة لدورات تستمر خلال العام الدراسي كاملاً.

وينقسم برنامج تطوير القيادات المدرسية إلى خمس دفعات بإجمالي ‬700 من مديري المدارس ومساعديهم، يخضعون لـ‬400 ساعة تجريب، كما سيخضع ‬60 مرشحاً منهم إلى ‬75 ساعة إضافية تقدم لهم في المملكة المتحدة، ويستمر البرنامج على مدارس خمس سنوات.

وبينت أن الهدف الرئيس من البرنامج تحسين نوعية التعليم والارتقاء به إلى مستوى المعايير الدولية، ورفع مستوى الكفاءات القيادية والإدارية لقيادات الميدان التربوي، وتقديم أفضل فرص التدريب الهادف ذي النوعية العالمية، بما يعزز الكفاءة والفاعلية لقيادات الميدان التربوي، وكذلك تحسين نوعية تدريب القيادات المدرسية والارتقاء به إلى مستوى المعايير الدولية، بالإضافة إلى تعزيز جودة ونوعية التعليم والتعلم في المدارس، لتحسين تلبية احتياجات المتعلمين وتعزيز تعلمهم، والعمل على إعداد وتأهيل الصف الثاني من الكوادر الوطنية في مجال القيادة المدرسية.

من جهته، قال وزير التربية والتعليم، حميد محمد القطامي، إن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في تطوير التعليم بما يحقق التنافسية العالمية، خصوصاً مع ما تحقق من نتائج على مستوى بناء المدارس الحديثة المطورة، بمرافقها التعليمية والخدمية والترفيهية، التي تضم مكتبات وغرف مصادر تعلم مطورة، وصالات رياضية وملاعب، وغرف أنشطة متخصصة، في الوقت نفسه أصبح لدى جميع مدارس الدولة شبكة إنترنت عالية الكفاءة، فضلاً عن التحديث المستمر لمختبرات الحاسوب وتقنية المعلومات، كما تم تزويد المدارس بأجهزة الحاسب الآلي .

وأكد أن الأمر لم يتوقف على تطوير البنية التحتية والمرافق المستحدثة، إذ نفذت الوزارة مشروع الاعتماد المدرسي وفقاً للمعايير المعمول بها عالمياً، ومن المقرر أن تنتهي الوزارة في آخر العام الجاري من اعتماد جميع مدارسها أكاديمياً.

وحول مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي، أكد القطامي أن الوزارة هيأت البنية التحتية المطورة في المدارس الحكومية، حيث تم تطبيق المبادرة بداية العام الدراسي الجاري، في ثماني مدارس، ستلحق بها ثماني مدارس أخرى في الأيام القليلة المقبلة، تمهيداً لتعميم البرنامج على جميع المدارس، خلال السنوات الأربع المقبلة، بما يكفل توفير بيئة تعليمية متقدمة تعتمد على تكنولوجيا التعلم التفاعلي، وتطوير أداء الطلبة، وربط كل من الطالب والمعلم بالمهارات المعرفية والتقنية الحديثة، وتحقيق الاستفادة القصوى من تقنية المعلومات والاتصالات، وتيسير التواصل الفعال بين عناصر المنظومة التعليمية والمجتمع المحلي والدولي للاستفادة من الموارد المتاحة.

وأكد أن سياسة التطوير الشامل، التي تنفذها الوزارة، مكنتها من الوصول إلى المكتبة الرقمية التي تشتمل على ‬11 ألف محتوى تعليمي، باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب الحقيبة الإلكترونية المتوافرة الآن في «متجر أبل»، وموقع الوزارة، وذلك ضمن إطار تطوير المناهج الدراسية وتحديثها، وربطها بالمستجدات العلمية العالمية، والمهارات والمعارف المقرر إكسابها للطالب.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى مشروع الاختبارات الوطنية، الذي تنفذه الوزارة ويعد أحد أهم المسارات التي تعتمد عليها الوزارة في عملية تأهيل وإعداد أبناء الدولة للاختبارات الدولية، ومقارنة التحصيل العلمي للطلبة مع المستويات العالمية.

تويتر