الجامعة الأم في الأردن تنفي وجود علاقة معها.. و«التعليم العالي» لم تمنحها ترخيصاً

ذوو طلبة يتهمون «البلقـاء» في عجمـان بالاحتيال

ذوو طلبة أكدوا أن أبناءهم لم ينتظموا في الدوام ما دفعهم إلى الشك في الجامعة. تصوير: تشاندرا بالان

أفاد ذوو طلبة في جامعة البلقاء التطبيقية في عجمان، بأنها سجلت أبناءهم من دون حصولها على أي تراخيص أو موافقات من الجهات المعنية في الإمارات لمزاولة نشاطها، ما أضاع على أبنائهم عامين دراسيين، فضلاً عن سدادهم أقساطاً مالية، واصفين ما تعرضوا له بأنه «احتيال»، فيما أكد المتحدث الإعلامي باسم الجامعة في الأردن، أحمد المناصير، أنها لا تملك أي فرع لها خارج المملكة، نافياً وجود أي علاقة رسمية بين الجامعة والمتحدثين باسمها في الإمارات.

وأكد مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور بدر أبوالعلا، أن الوزارة لم تمنح جامعة البلقاء ترخيصاً، إذ لم تتقدم إدارتها بأي طلب للحصول على تراخيص وموافقات من وزارة التعليم العالي في الدولة نهائياً، وذكرت مديرة جامعة البلقاء في دبي والإمارات الشمالية، الدكتورة رحاب السمايدة، أن الجامعة أبرمت اتفاقاً عبر مذكرة تفاهم مع الجامعة الأم في الأردن لإقامة فرع لها في الإمارات، ولم يصلها إخطار رسمي بإلغائها، ولذا فهي مستمرة في عملها لحين استكمال إجراءات الترخيص، وسيتم الافتتاح الرسمي مطلع فبراير المقبل.

وقدر ذوو طلبة عدد الطلبة المسجلين في الجامعة بـ‬500 طالب وطالبة، فيما ذكرت إدارة الجامعة أن عددهم بلغ ‬270 طالباً، بعد أن قرر عدد منهم الانسحاب بسبب المشكلات المثارة حول الجامعة.

وتفصيلاً، قال ذوو طلبة إنهم سجلوا أبناءهم في جامعة البلقاء في عجمان، بعد تأكيد المسؤولين عنها في الدولة أنها فرع معتمد للجامعة الأم في الأردن، وذلك خلال العام الدراسي ‬2011 - ‬2012، موضحين «أنهم فوجئوا خلال العام الأول لدوام الطلبة بأن التدريس يتم داخل شقة في بناية سكنية في منطقة ديرة في دبي، انتقلوا بعدها لمبنى آخر في إمارة عجمان قيل إنه سيكون المقر الأساسي للجامعة في الدولة».

وأضافوا أنهم اكتشفوا عدم حصول الجامعة على التراخيص اللازمة من الجهات الحكومية المختصة، ولذا فإنهم بصدد تقديم شكوى جماعية ضد المسؤولين عن الجامعة، للنيابة يتهمونهم فيها بـ«الاحتيال والإضرار العمدي بمستقبل أبنائهم»، وفق قولهم.

ضياع ‬3 أعوام

«عجمان لكرة القدم»

كشفت الوثائق التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أن صاحب الرخصة لجامعة البلقاء التطبيقية فرع عجمان، هو شركة عجمان لكرة القدم.

وذكرت مديرة جامعة البلقاء في دبي والإمارات الشمالية، الدكتورة رحاب السمايدة، والمسؤولة عن الجامعة، أن شهادة الجامعة لن تكون معتمدة من وزارة التعليم العالي في الإمارات، وإنما من قبل الجامعة الأم ووزارة التعليم العالي في الأردن.

وبسؤالها عن تسرع الجامعة في قبول تسجيل الطلبة وتقديم برامج أكاديمية لهم، ألقت باللوم على الطلبة وذويهم، كونهم هم الأكثر عجلة في البدء، الأمر الذي جعل الجامعة تفتح أبوابها مبكراً، موضحة أن الطلبة تلقوا دورات في «التوفل» والحاسوب، تعد من متطلبات الدراسة، إذ إن الجامعات لا تبدأ في تدريس التخصصات منذ السنة الأولى للجامعة.

ولفتت إلى أن الطلبة المتضررين تم قبولهم برسوم متدنية، وتم قبولهم مراعاة لظروفهم المالية، وينتمي أغلبهم لفئة المقيمين، وجميعهم رغبوا في الجامعة لقوة سمعتها بالأردن، ولضعف رسومها داخل الدولة.

للإطلاع على الوثيقة ، الرجاء الضغط على هذا الرابط.

وقالت (أم أحمد)، وهي أم لطالب وطالبة سجلا للدراسة في الجامعة، داخل الدولة منذ الأيام الأولى لها في عام ‬2011، إن ابنيها في حال نفسية سيئة بعد تأكدهما من التعرض للاحتيال من قبل مسؤولي الجامعة، وتكبد الأسرة خسارة مالية نتيجة سداد أقساط عدة لم يتمكنوا من استعادتها، فضلاً عن ضياع عامين دراسيين من حياتهم من دون أي ذنب.

وتابعت أنها فوجئت بممارسات غير طبيعية من قبل المسؤولين عن إدارة الجامعة، دفعتها للشك في صدقيتها، أهمها عدم الانتظام في دوام الطلبة، وعدم خضوعهم للامتحانات، وغيرها من التصرفات المتعلقة باعتماد الجامعة من قبل الجامعة الأم في الأردن، وحصولها على الموافقات القانونية داخل الدولة.

وطالبت (أم أحمد) بضرورة تدخل جهات رسمية لعقاب هؤلاء المسؤولين، والعمل على توفير حلول للطلبة الذين وقعوا ضحية لهم من دون ذنب .

وأيدتها (أم رامي) قائلة إن ابنها سجل في الجامعة ليدرس الهندسة، ودفعت القسط الأول كاملاً، الذي تقدر قيمته بـ‬9000 درهم، وفوجئت في بداية الأمر بأن الجامعة عبارة عن شقة داخل بناية سكنية، درس فيها الطلبة لمدة شهرين، وبعدها انتقلوا لمقر آخر في إمارة عجمان، إلا أن السلطات الرسمية في الإمارة أغلقت مقر الجامعة أمام الطلاب، نظراً لوجود مخالفات قانونية، ليصبح الجميع في الشارع، وسط وعود من إدارة الجامعة تفيدهم بأن المشكلة ستحل قريباً، لكن من دون جدوى.

ولفتت إلى أنها فوجئت بأن فواتير الأقساط التي دفعها ذوو الطلبة، تختلف من شخص لآخر، إذ يحمل البعض فاتورة مسددة باسم أكاديمية الإسراء التعليمية، وآخرون باسم جامعة البلقاء، الأمر الذي أثار شكوكهم حول وجود الجامعة في الدولة بشكل رسمي، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى مع ذوي الطلبة للحصول على حقهم وحق أبنائهم.

وقال (أبوإبراهيم)، والد طالبين قدما في الجامعة العام الماضي، على اعتبار أنها فرع رسمي للجامعة الأم في بلدهم الأردن، إلا أنهما منذ تم التسجيل، ودفع القسط الأول لم يداوما يوماً واحداً حتى الآن، وسط وعود مختلفة من إدارة الجامعة بفتح أبوابها قريباً.

وأوضح (أبوإبراهيم) أنه خلال زيارته الأخيرة للأردن قرر الاستفسار من الجامعة الأم عن وضع فرعها في الإمارات، إلا أنه فوجئ بأنها تنفي وجود أي صلة بها، وتؤكد عدم حصولها على أي اعتماد أو موافقات من أي جهة رسمية في الأردن لفتح فرع خارج الدولة، مؤكداً أنه بصدد تقديم شكوى رسمية لضمان حقه وحق أولاده.

وذكرغسان عبدالمنعم، وهو أبو طالب سجل في الجامعة منذ عام ‬2011 لدراسة الهندسة، أن عامين ضاعا من عمره، من دون جدوى بسبب المسؤولين عن الجامعة، الذين خدعوا الطلبة وذويهم، متابعاً أنه يحاول الحصول على ورقة منهم تفيد بأن ابنه درس تسع مواد دراسية بها، لتقديمها لجامعة أخرى لاستكمال دراسته المتوقفة، إلا أن طلبه دائماً يقابل بالرفض، ولذا يشعر بأنه تعرض للخداع من قبل المسؤولين عن الجامعة، ويسعى حالياً لأخذ حقه بالطرق القانونية.

لا علاقة رسمية

وتواصلت «الإمارات اليوم» مع جامعة البلقاء الأم في الأردن، للاستفسار عن صحة تبعية هذا الفرع المقام في الإمارات لها، ومدى صحة ما تدعيه إدارة الفرع من عقدها مذكرة تفاهم مع الجامعة الأم لترخيص فرع الجامعة في الإمارات، وكان رد المتحدث الإعلامي باسم الجامعة، أحمد المناصير، أن الجامعة لا تملك أي فرع لها خارج المملكة، نافياً وجود أي علاقة رسمية بين الجامعة والمتحدثين باسمها في الإمارات .

وأوضح المناصير أن ما حدث كان مجرد مذكرة تفاهم بين الجامعة الأم وأشخاص يريدون فتح فرع للجامعة في الإمارات، إذ طلبت الجامعة من هؤلاء الأشخاص الحصول على الموافقات الرسمية أولاً، وإجراء دراسة جدوى حول المشروع، وبناء عليه تقرر الجامعة فتح هذا الفرع أو رفض الفكرة، مشيراً إلى أن «مجلس أمناء الجامعة فوجئ بمعلومات مؤكدة تفيد بأن الطرف الثاني في مذكرة التفاهم استقبل طلاباً لتدريس برامج أكاديمية لهم، وحصل منهم على مبالغ مالية أقساطاً للدراسة، من دون الحصول على أي موافقات رسمية سواء من الجامعة الأم أو الجهات الرسمية المعتمدة في الأردن أو الإمارات، الأمر الذي اتخذ مجلس امناء الجامعة على إثره قراراً بإلغاء مذكرة التفاهم لمخالفتهم للشروط المتفق عليها. وحذر المناصير الطلاب من الالتحاق بهذه الجامعة، وفق المعلومات التي يروجها المسؤولون عنها بأنها تتبع الجامعة الأم في الأردن، أو حصولها على موافقات من الجهات الرسمية في المملكة، مؤكداً كذب هذه الادعاءات كافة .

دون ترخيص

وأكد مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور بدر أبوالعلا، أن جامعة البلقاء لم تتقدم بأي طلب للحصول على تراخيص وموافقات من وزارة التعليم العالي في الدولة، مشيراً إلى أنها قبلت طلاباً وسجلتهم وبدأت إعطاءهم برامج أكاديمية، من دون الحصول على أي موافقات.

وتابع أن المسؤولين عن الجامعة افتتحوا مكتباً لاستقطاب الطلبة في منطقة ديرة في دبي، ودرسوا برامج أكاديمية في المقر ذاته، وبعد فترة انتقلوا إلى إمارة عجمان لمزاولة نشاطهم من دون ترخيص، مدعين أنهم يقدمون فقط برامج تقوية في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.

وتابع: «تواصلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع دائرتي التنمية الاقتصادية والبلدية في عجمان، وتم إبلاغهما بالموقف المخالف لهذه الجامعة، وتالياً تم إغلاقها قبل فترة، إلا أن إدارتها روجت أخباراً تفيد الانتقال إلى إمارة رأس الخيمة لمزاولة نشاطها فيها.

وذكر أبوالعلا أن وزارة التعليم العالي تحرص بداية كل عام دراسي على نشر قائمة بأسماء الجامعات المعتمدة من قبلها، وتحذير الطلبة من الالتحاق بأي جامعة أو مؤسسة غير معتمدة، مشيراً إلى أن الوزارة تلقت عدداً من الاستفسارات من جانب طلبة حول وضع الجامعة، وتمت إحاطتهم بحقيقة الموقف.

حصلت على الموافقات

قالت مديرة جامعة البلقاء في دبي والإمارات الشمالية، الدكتورة رحاب السمايدة، إن الجامعة حصلت على كل الموافقات اللازمة لإنشائها من الجامعة الأم في الأردن بعد توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين، مشيرة إلى أنها أنشأت مباني كلفتها ملايين الدراهم لبناء مقر للجامعة في عجمان.

ولفتت إلى أنه تم تعطيل البدء في تقديم البرامج الدراسية للطلبة خلال الفصل الدراسي السابق، نظراً لتأخير جاهزية البرامج الدراسية من الجامعة الأم في الأردن. وذكرت أنها لم تتلقَّ أي إشعارات رسمية من قبل الجامعة الأم في الأردن بإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة بينهما، الأمر الذي يعني سير الاتفاقية التي تنص في بنودها على أنها غير قابلة للإلغاء إلا بعد مرور ‬10 سنوات عليها.

تويتر