طلبة وصفوه بـ «السهل».. و«التربية» لم تتلقَّ شكاوى

حرمان ‬4 طلبة «كبار» من «امتحان التاريخ» للغش

طلبة أكّدوا أن ورقة الامتحان راعت جميع المستويات. تصوير: باتريك كاستيلو

حرمت منطقة رأس الخيمة التعليمية، أمس، أربعة طلبة مواطنين (منازل) في القسم الأدبي، من مواصلة أداء امتحان مادة التاريخ، بعد ضبطهم متلبسين بالغش، باستخدام أوراق ونماذج امتحانات منسوخة من موقع وزارة التربية والتعليم داخل قاعة الامتحان في إمارات الدولة فيما أدى طلبة القسم الأدبي الامتحان وسط إجراءات رقابية مشددة من قبل المدارس، لرصد أي تجاوزات داخل اللجان والتأكد من عدم تسريب أي أسئلة، لضمان تساوي الفرص بين الطلبة، الذين وصفوا الامتحان بـ«السهل» إذ جاءت أسئلته مباشرة، ولم يحتوِ على جزئيات مبهمة، وأكدت وزارة التربية والتعليم أنهل لم تتلق شكاوى من صعوبة الأسئلة.

وتفصيلاً، ضبط مسؤولو مركز تعليم الكبار في رأس الخيمة أربعة طلبة منازل متلبسين بالغش، باستخدام أوراق ونماذج امتحانات منسوخة من موقع وزارة التربية والتعليم داخل قاعة الامتحان، وقررت المنطقة التعليمية حرمانهم أداء امتحان مادة التاريخ، والحصول على أي درجات في المادة وفق لائـحة السلوك الطلابي، ولائحة الامتحـانات التي أقرتها وزارة التربية والتعليم، التي تعاقب من يضبط متلبساً بـ«الغش» بالحصول على «صفر» في المادة.

وكشف رئيس قسم العمليات التربوية في المنطقة الدكتور فيصل الطنيجي لـ«الإمارات اليوم»، أن المراقبين في قاعة امتحان مادة التاريخ لطلبة المنازل في مركز تعليم الكبار، ضبطوا الطلبة الأربعة (مواطنين) متلبسين بالغش داخل قاعة الامتحان، موضحاً أن حالة الغش كانت جماعية، إذ نسخ الطلاب نماذج الامتحانات التي توجد على موقع الوزارة على شكل «براشيم» صغيرة الحجم، مكتوب عليها بعض المعلومات التي تتعلق بمادة التاريخ.

وأضاف أنه فور ضبط حالات الغش تم تفتيش الطلاب، وتم العثور على مذكرات صغيرة وأوراق إجابة مشابهة لأسئلة الامتحانات مخبأة في ملابسهم وبأكمامهم، مضيفاً أن مراقبي القاعة اشتبهوا في الطلاب، إذ كانوا في حالة توتر، خلال امتحان مادة التاريخ.

وأكمل أنه بعد ضبط الطلاب المخالفين وتفتيشهم، تم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وتطبيق لائحة الامتحانات التي تحرم أي طالب استكمال الاجابة على ورقة الامتحان حال ضبطه يغش من قبل أحد المراقبين في قاعة الامتحان.

وذكر «تم رفع تقرير مفصل حول واقعة الغش للمنطقة التعليمية، من أجل إثبات حالة الغش لدى الطلبة الأربعة، إذ إن القانون ينص على حرمان الطلاب من الحصول على أي علامات في مادة التاريخ، والسماح لهم بمواصلة الاجابة على بقية مواد الامتحانات».

وأشار إلى أنه تم التنبيه على الطلبة بعدم تكرار محاولة الغش في المواد المتبقية، موضحاً أنه في حال كرر أحد الطلاب الأربعة محاولة الغش، فإنه سيتم حرمانه من بقية امتحانات الفصل الدراسي الأول.

وشرح الطنيجي أن بعض طلبة المنازل يعتمدون خلال الامتحانات الفصلية على الغش في إجابة الامتحان، لأنهم غير مهتمين بالحصول على شهادة الثانوية العامة، مشيرا إلى أن طلبة يحصلون على اجازة تقديم الامتحانات، من أجل الإجازة فقط وليس لمراجعة المناهج ولتقديم الامتحانات الفصلية والنهائية.

وحول امتحان مادة التاريخ، أوضح الطنيجي أن «جميع اللجان في المدارس الحكومية لم تتلٍ أي شكاوى من طلبة القسم الأدبي حول ورقة التاريخ، لأن الامتحان كان في مستوى الطالب المتوسط».

وأضاف أن جميع الطلبة أجابوا ورقة الاسئلة بكل وضوح، وخرجوا من القاعات قبل نهاية زمن الامتحان.

وذكر موجه أول مادة التاريخ في وزارة التربية والتعليم، عدنان أحمد أن الوزارة لم تتلقَ أي شكاوى من الإمارات كافة، ورصدت حالة من الرضا والارتياح الـعام بين الطلاب.

وأضاف أن الورقة الامتحانية جاءت متطابقة مع جدول المواصفات الذي حددته الوزارة لمادة التاريخ، إذ اشتملت على نسبة ‬20٪ من إجمالي الأسئلة لمهارات التفكير العليا، والتي تضمنت أسئلة تتعلق باتخاذ القرار وإبداء الرأي ومهارات التطبيق والربط، ومهارات التنبؤ والتوقع.

وأضاف أن الورقة اشتملت أيضاَ على نسبة ‬30٪ تتعلق بمهارات الفهم والاستيعاب، والتحليل، فيما وزعت بقية الأسئلة لتخاطب الطلاب كافة، باختلاف مستوياتهم وقدراتهم العقلية.

ولفت إلى أن الإجراءات الجديدة التي اتبعتها وزارة التربية والتعليم في تأمين الورقة الامتحانية، تصب بالدرجة الأولى في مصلحة الطالب، إذ وضعت كل ورقة داخل مظروف مغلق بحيث لا يفتحها ولا يطلع عليها أحد إلا الطالب نفسه.

وفي دبي، قال الطلاب في القسم الأدبي، عبدالرحمن سعيد، وعلي محمد العوضي، وعبدالوهاب أحمد، ومحمود حسان، وشرف عبدالله، إن ورقة الامتحان جاءت بطريقة راعت فيها جميع مستويات الطلبة، إذ إن الأسئلة كانت واضحة وسهلة وخالية من التعقيدات، وجميعها من الكتاب المدرسي.

وأكدوا أن الوقت كان مناسبا، بالنسبة لعدد الصفحات التي بلغت خمس صفحات، مشيرين إلى أن استعدادهم ودراستهم ومراجعتهم الكتاب المدرسي أسهمت في أدائهم الامتحان بكل سهولة ويسر، لافتين إلى أنهم أجابوا جميع الاسئلة، مؤكدين أنهم وجدوا الامتحان متلائماً تماماً مع النماذج التي تعودوا عليها خلال الفترة السابقة.

وقال مدير مدرسة دبي الثانوية منصور شكري، إنه من خلال جولته على اللجان لاحظ ارتياحاً واضحاً من قبل الطلبة في حلهم ورقة الامتحان، إذ أنهى الطلبة امتحانهم قبل الوقت المحدد، وذلك مؤشر واضح إلى ان الامتحان جاء في متناول أيدي الطلبة، لافتاً إلى أنه لم تردهم شكاوى من قبل الطلبة بخصوص صعوبة الورقة الامتحانية، إذ إن الطالب الذي ذاكر واستعد جيداً للامتحان لن يجد صعوبة في حله أبداً لأن الامتحان، بحسب الطلاب، كان واضحا ومباشرا.

وفي الشارقة، قالت الطالبات، ميثاء علي، وفاطمة سالم، وعلياء علي، وأسماء إياد، وخلود سعيد، وأسماء ناصر، إن الامتحان جاء مطابقاً لنماذج التدريبية، موضحات أنه لم يأخذ منهن وقتاً طويلا، للانتهاء من حل الأسئلة.

وأضفن أنهن ذاكرن أعداداً كبيرة من الدروس، وفوجئن بسهولة الامتحان وبساطة نمط الأسئلة، موضحات أن ‬60٪ من الأسئلة طابقت نماذج الوزارة.

وقالت مديرة مدرسة واسط النموذجية، ليلى محمد القصير، إن الامتحان «مر بسلام وأبدت الطالبات ارتياحهن من سهولة الامتحان»، موضحة أن إدارة المدرسة كانت لديها شكوك في تقبل الطالبات للقوانين الجديدة، التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.

وأضافت أن الامتحانات جاءت مغلفة من الوزارة ومباشرة إلى الـطالبات، اللاتـي رحبن بالفكرة، ولم يبـدين أي تعبير سلبي، مؤيدة تغليف الأوراق الامتحانية، الأمر الذي أراح إدارات المدارس من المراقبة المستمرة، أو اطلاع جهات أخرى على أسئلة الامتحان.

تويتر