«التربية» تؤكد أنه يحسب بناء على سنوات الخدمة بعد حذف الكادر وبدل المواصلات

معلمات يشكين ضـعف رواتبهـن التقاعدية

معلمات يطالبن بتعديل رواتبهن التقاعدية. الإمارات اليوم

أبدت معلمات مواطنات متقاعدات، استياءهن من ضعف رواتبهن التقاعدي، وتساويه مع عاملات المدارس، وأصحاب مهن لا تحتاج إلى شهادات، على الرغم من حصولهن على شهادات جامعية، وإمضائهن ما يزيد على ‬20 عاماً في الميدان التربوي، فيما أكد وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، أن «راتب التقاعد يحسب بناء على عدد سنوات الخدمة، بعد حذف الكادر وبدل المواصلات، من دون تفرقة بين معلمة وأخرى».

الحد الأدنى

قال مسؤول في المعاشات (فضل عدم ذكر اسمه) أن تساوي الراتب التقاعدي لبعض المعلمات مع رواتب أصحاب المهن البسيطة، وحاملي الشهادات المتوسطة، يعود إلى أن الحد الأدنى للرواتب هو ‬10 آلاف درهم، وتالياً يتم رفع كل من يقل راتبه التقاعدي عن ‬10 آلاف درهم إلى الحد الأدنى.

وتفصيلاً، تلقت «الإمارات اليوم» العشرات من الاتصالات من معلمات متقاعدات، أكدن خلالها أن رواتبهن التقاعدي يبلغ ‬10 آلاف و‬200 درهم، ويتساوى مع رواتب التقاعد للسائقين وعمال الأمن، وغيرهما من المهن التي لا تحتاج إلى شهادات، ما يتسبب لهن في أضرار نفسية، وحرج اجتماعي، إضافة إلى أن هذا الراتب لا يفي بالتزاماتهن المعيشية.

وقالت معلمة متقاعدة من رأس الخيمة، (أم محمد): «تقاعدت بعد ‬21 عاماً من العمل في التدريس، أفنيت خلالها صحتي، وتعلمت على يدي أجيال، وبعدها فوجئت بأن راتبي انخفض بما يقرب النصف، وأن راتب التقاعد هو ‬10 آلاف درهم فقط، على الرغم من انني مطلقة وأعول طفلاً في الـ‬12 من عمره».

وأوضحت أنها والعديد من زميلاتها المتقاعدات حاولن التواصل مع أي مسؤول، لكن من دون فائدة، مشيرة إلى أنهن يستدنّ ليفين بمتطلباتهن المعيشية، وحتى الآن لم يجدن أي حل لهذه المشكلة.

وأيدتها في ذلك المعلمـة المتقاعـدة (أم ناصر)،مشيرة إلى أنها تتساوى في الراتب مع المعلمات الحاصلات على مؤهل متوسط (دبلوم) والسائقين وأصحاب المهن البسيطة، على الرغم من أنها خدمت في التعليم ‬23 عاماً ولديها أربعة أولاد.

وقالت: «كيف أعيش بهذا المبلغ؟»، مشيرة إلى أنها وزميلاتها لا يعرفن الجهة التي يتعين عليهن التوجه إليها لمخاطبة المسؤولين في هذا الأمر»، معربة عن أملهن في أن يتدخل المعنيون في قضيتهن، ويرفعوا الظلم عنهن، وفقاً لتعبيرها.

وذكرت المعلمة (أم سعيد) أن راتب المعلم أثناء العمل يعد الأقل بين الجهات والوزارات الحكومية، وبعدها يكتشف المعلم بعد أن يفني عمره في تعليم الصغار، وإعداد الأجيال أن هذا الراتب الهزيل ينخفض بمقدار النصف تقريباً عند خروجه على المعاش، ما يتسبب له في ألم نفسي، إضافة إلى المشكلات الحياتية المترتبة على انخفاض الراتب.

وطالبت (أم سعيد)، المسؤولين عن تقدير هذا المعاش بإعادة النظر فيه، لأنه سيكون ذا تأثير سلبي في نفسية المدرسين، وتالياً سيؤثر في عطائهم، وجذب مواطنين جدد للعملية التعليمية لسد مكان المتقاعدين، ورفع معدلات التوطين في المهنة، فيما قالت مديرة سابقة لمدرسة حلقية ثانية، (أم خالد)، إنها فضلت التقاعد على الاستمرار في مهنة التعليم «بعد زيادة متاعب المهنة بصورة كبيرة، وقلة الحافز المالي والمعنوي»، مشيرة إلى أن مهنة التعليم ستبقى طاردة للكفاءات المحلية، مادام الفارقان المالي والأدبي بينها وبين بقية المهن كبيرين.

وأكدت (أم خالد) تزايد التفكير في الاستقالات بين المعلمين المواطنين، خصوصاً أن الراتب بعد التقاعد ينزل إلى النصف، ما يهدد شيخوختهم،لافتة إلى أن راتبها التقاعدي بعد ما يقرب من ‬20 عاماً من العمل في المجال التربوي، لا يتجاوز ‬12 ألف درهم، ولا يكفي لتلبية الاحتياجات الضرورية ومستلزمات الحياة الكريمة.

وأكدت معلمة حالية، (أم محمد)، أن ترك مهنة التعليم، والعمل في مجال آخر، أصبحا حلماً يراود معظم العاملين في الميدان التربوي، بسبب ضعف الراتب وقلة المميزات، وضيق سلم الترقي، مشيرة إلى أنها توشك على إتمام سن التقاعد، إذ أمضت نحو ‬30 عاماً في المجال التربوي، وأنها متخوفة من التقاعد، بسبب تدني الراتب التقاعدي والتزاماتها الأسرية المتزايدة.

وطالبت (أم محمد) بإعادة النظر في رواتب المعلمين، سواء العاملون والمتقاعدون، مشددة على ضرورة مساواة المعلمين ببقية الهيئات الحكومية.

وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، أن «الراتب ينقسم إلى راتب اساسي، وبدل سكن، وبدل ابناء، وبدل غلاء معيشة، والعلاوة الاجتماعية، وبدل مواصلات». وتابع «الخروج على المعاش سابقاً كان بعد ‬20 عاماً خبرة، وتم رفعه إلى ‬25 عاماً خبرة، ولا يستثنى من هذا الشرط إلا المعلمات الأمهات، فيتقدمن بطلب بعد الـ‬20 عاماً ويتم قبول بعض هذه الطلبات وفقاً لظروف كل حالة». واضاف «راتب التقاعد يحسب على الراتب الإجمالي، لكن بعد حذف بدل المواصلات، كما يتم حذف بدل السكن والأولاد في حال كان الزوج يعمل في الحكومة ويتقاضى هذا البدل»، لافتاً إلى أن الراتب المتبقي بعد حذف البدلات يحدد عليه راتب التقاعد.

وأكمل السويدي أن المعلمة التي قضت في العمل ‬20 عاماً تتقاضى ‬70٪ من راتبها اثناء العمل، بعد حذف البدلات غير المستحقة، ومن أمضت في الخدمة ‬25 عاماً تتقاضى راتباً تقاعدياً يوازي ‬80٪ من صافي الراتب، وصاحبة الـ‬30 عاماً خبرة تتقاضى ‬90٪ من الراتب، والـ‬35 عاماً خبرة تتقاضى ‬100٪. واشار إلى أن المعلمة المتقاعدة تفقد ‬1500 درهم المخصصة للكادر، و‬600 درهم مواصلات، من أصل الراتب، وبعدها يحدد راتبها التقاعدي بناء على عدد سنوات خدمتها في التعليم، مشدداً على أن الراتب التقاعدي وشروط التقاعد موحدة على جميع العاملين.

وأكد أن زيادة المعاشات ليست من ضمن اختصاصات وزارة التربية والتعليم، ولكنه من اختصاص هيئة المعاشات،ألا والحد الأدنى له ‬10 آلاف درهم، لافتاً إلى أن معاش المعلمات اللاتي خرجن بعد ‬20 عاماً خبرة، يراوح بين ‬12 ألفاً و‬13 ألفاً.

تويتر