القطامي: تلبية للنمو السكاني في دبي و«الشمالية».. و«التربية» ستطلق برنامجاً لتدريب وتأهيل القيادات الإدارية

تشييد 55 مدرسة حكومية وإحلال 116 حتى 2030

القطامي: «الوزارة» قطعت شوطاً كبيراً في عمليات التحديث المستمر للبنية التحتية للمدارس. الإمارات اليوم

أفاد وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي، بأن الوزارة وضعت خطة لبناء وإحلال 171 مدرسة حكومية في دبي والإمارات الشمالية، وفق خطة زمنية تنتهي عام 2030، وذلك لتلبية الاحتياجات الناتجة عن النمو السكاني والتطور العمراني في الدولة، مشيراً إلى أن «الوزارة ستطلق برنامجاً لتطوير وتأهيل القيادات الإدارية في المدارس الحكومية».

وتفصيلاً، قال القطامي، في حوار ل«الإمارات اليوم» إن الوزارة وضعت خطة لاستحداث 55 مدرسة وإحلال 116 أخرى في دبي والإمارات الشمالية، وفق خطة تنتهي في عام 2030، لتلبية النمو السكاني  والتطور العمراني الذي تشهده الدولة، ورفع جودة الخدمات التعليمية، موضحاً  أن الخطة تتسم بالمرونة لمراعاة التغيرات الجارية والمستقبلية، مشيراً إلى وجود تكامل وتنسيق بين الوزارة وشركائها الاستراتيجيين من وزارات ومؤسسات ومجالس تعليم، ومناطق تعليمية، ودوائر حكومية متخصصة.

وتابع أن الخطة لها مساران، يختص الأول بأعداد المدارس، إذ يرتكز على عمليات الإحلال المستمرة للمدارس القديمة، إلى جانب إنشاء مدارس جديدة في جميع مناطق الدولة، بما فيها الممتدة عمرانياً، ويختص المسار الثاني بمكونات المدرسة، إذ تمت مراعاة  أن تكون الخطة مرنة، لضمان مواكبة المدرسة الإماراتية مستجدات النظم التعليمية العالمية ومتطلباتها.

فصول متطورة

خطة الإحلال والتحديث

قال وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي إن إجمالي عدد المدارس الواقعة ضمن خطة الإحلال والاستحداث 171 مدرسة، بواقع 55 مدرسة جديدة سيتم استحداثها، و116 مدرسة سيتم إحلالها.

ووفقاً للخطة سيتم بناء 18 مدرسة جديدة في إمارة دبي، وإحلال 13 مدرسة أخرى، فيما يتم بناء ثماني مدارس جديدة في الشارقة، وإحلال 24 مدرسة قديمة، وفي إمارة عجمان بناء ثلاث مدارس جديدة، وإحلال ست مدارس أخرى، فيما يتم بناء مدرسة واحدة في إمارة أم القيوين وإحلال خمس مدارس بها، في حين تبني الوزارة تسع مدارس جديدة في إمارة رأس الخيمة، وإحلال 40 مدرسة أخرى، وفي إمارة الفجيرة يتم تشييد 16 مدرسة جديدة، وإحلال 28 مدرسة قديمة.

وأضاف القطامي، أن تصميمات المدارس الحديثة التي تنفذها الوزارة وتضمنتها خطتها تتمثل في فصول دراسية متطورة، وقاعات تعليم متعددة الاستخدام، وغرف متعددة الأنشطة، إلى جانب المختبرات العلمية، والمكتبات، وغرف مصادر التعلم، والحدائق ، والصالات الرياضية، والملاعب الخارجية.

ولفت إلى أن الوزارة أخذت في الحسبان أثناء وضع النماذج المتطورة للمدارس، عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة، ومتطلباتهم الأساسية من قاعات تدريس، ومصاعد، ومرافق خدمية خاصة ومناسبة لظروفهم، مؤكداً أن «الوزارة قطعت شوطاً كبيرا في عمليات التحديث المستمر للبنية التحتية للمدارس، خصوصاً ما يتصل بتوفير شبكات إنترنت فائقة السرعة، وخدمات إلكترونية متعددة، لتمكين المدرسة من مواصلة عملية الارتقاء».

وأشار القطامي إلى أن هذه التطلعات تعد امتداداً لما يشهده المجتمع المدرسي الآن من تطور شامل ومتكامل في جميع عناصره التعليمية، إذ أصبح قطاع التعليم العام الحكومي يزخر بمجموعة كبيرة من المدارس الراقية والعصرية، التي تتبنى تنفيذ مشروعات ومبادرات استراتيجية، منها مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي، والمدارس النموذجية، ومدارس الغد.

تدريب القيادات

وصرح القطامي بأن الوزارة ستطلق برنامجاً لتدريب وتأهيل القيادات الإدارية المدرسية، في  المدارس الحكومية في دبي والإمارات الشمالية، البالغ عددهم نحو 700 مدير ومساعد مدير مدرسة، وفق خطة زمنية تتم على مدار خمس سنوات، مشيراً إلى أن «البرنامج تم تصميمه وإعداده ليلبي احتياجات وزارة التربية وفق المعايير العالمية، وهو يستند إلى تقرير تقييم الاحتياجات للممارسات الحالية للإدارات المدرسية في مدارس الدولة، ويركز على تمكين المتدربين من المعارف والمهارات والكفاءات في جميع المجالات ذات الصلة بمهارات القيادة المدرسية الفعالة، كما أنه شديد الارتباط  بالممارسات الميدانية والمهنية، ويشتمل على التدريب العملي، ويؤدي اجتياز البرنامج إلى الحصول على شهادة مهنية معترف بها في القيادة المدرسية».

البيئة التعليمية

وعلى صعيد تحسين وتطوير البيئة التعليمية في المدارس الحكومية قال القطامي إن الوزارة لديها مجموعة كبيرة من المدارس التي تضم مرافق تربوية وتعليمية وترفيهية متقدمة، تتمثل في المختبرات العلمية المتخصصة في المدارس، والمكتبات وغرف مصادر التعلم، والمسرح المدرسي، والمراكز الإعلامية، وصالات رياضية، وملاعب متخصصة، ومسابح، وغرف أنشطة متنوعة، إضافة إلى حدائق وأماكن ترفيهية مفتوحة.
وأكد القطامي أن الوزارة أحدثت موجة من التطور التعليمي ليشمل الوسائل التعليمية من خلال إدخال تقنيات تربوية حديثة ووسائل متطورة تسهّل على المعلم والمتعلم الوصول إلى المعرفة بسهولة ويسر، وأصبحت الدولة الأولى في إعداد الوثائق الوطنية لجميع المواد الدراسية، إذ تم اعتماد وثيقتي اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والانتهاء من وثيقة التربية الوطنية.

وتابع «أصبحت مدارس الدولة لديها شبكة إنترنت عالية الكفاءة، وشبكات إلكترونية تربط المدارس بالمناطق التعليمية وبالوزارة، فضلاً عن مختبرات حاسوب متقدمة، إضافة إلى تفعيل مشروع المكتبة الرقمية (المحتوى التعليمي الإلكتروني) على البوابة الإلكترونية للوزارة، باللغتين العربية والإنجليزية».

تنمية الموارد البشرية

وحول تنمية الموارد البشرية أشار القطامي إلى تغيرات عدة طرأت على سياسة وفكر إدارة الموارد البشرية في الوزارة، نتج عنها  تدريب أكثر من 14 ألف موظف وموظفة في مدارس الدولة، ضمن تطبيق نظام إدارة الأداء، من خلال برامج متخصصة، ورفيعة المستوى، كما حصل مديرو المدارس على رخصة قيادة الحاسوب الآلي الدولية، لافتاً إلى أن هناك مجموعة من البرامج التدريبية التي نفذتها الوزارة أخيراً، مثل البرنامج التأهيلي للمعلمين الجدد، وبرنامج إنتل للتعليم دورة الأساسيات، والمدرب الخبير، بجانب مجموعة تدريبية أخرى حول استراتيجيات أساليب التعليم الحديثة، فضلاً عن إعداد مجموعة كبيرة من مديري المدارس كمقيمين تربويين.

تحديات

وأشار القطامي إلى تحديات عدة تواجه العملية التعليمية، لا يمكن تجاهلها، ويتم العمل على مواجهتها باستمرار، من بينها التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، ووجود معايير أكاديمية عالمية لتقييم النظم التعليمية، وتصنيف المدارس، ومعايير أخرى للتنافسية العالمية، تشمل قطاع التعليم، ويتم ترتيب الدول وفق أطرها.

وأضاف «هناك اختبارات دولية تعد نتائجها مؤشرات معتمدة لتصنيف بلدان العالم تعليمياً مثل (Timss- Pisa)، وتعد هي الأخرى تحدياً كبيراً تعمل الوزارة على التغلب عليه، إلى جانب عدد من المنافسات العلمية عالمية، وأولمبياد متخصصة للطلبة، وهذا يرتبط بمدى تطور المناهج والمقررات الدراسية.

تويتر