«التربية» وجهت بوضع آليات للتواصل معهم

مديرو مدارس يطالبون بإلزام ذوي الطلبة بمتابعة أبنائهم

طالبت إدارات مدرسية بضرورة إيجاد حلول جذرية تلزم ذوي الطلبة بمتابعة أبنائهم في المدارس بشكل دوري، مشيرين إلى أن نحو 60 % منهم مغيّب تماماً عن معرفة المستويين الدراسي والسلوكي لأبنائهم، ما يهدد مستقبل أبنائهم، فيما أكدت مديرة إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، كنيز العبدولي، أن الوزارة وجهت الإدارات المدرسية بوضع آليات للتواصل المستمر مع ذوي الطلبة لعلاج المشكلة، والعمل على تعزيز الشراكة بين  الإدارة المدرسية وذوي الطلبة، وحثهم على التواصل الدائم والفعال مع المدرسة.

تشجيع ذوي الطلبة

أوصت دراسة حديثة أجرتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية، بالتنسيق مع كلية دبي للإدارة الحكومية، حول دور ذوي الطلبة في تعليم أبنائهم، بضرورة زيادة الوعي بدورهم، وتشجيعهم على الاهتمام بشكل فاعل بتعليم أبنائهم، وتعزيز المشاركة مع المدارس، وتحسين فرص الحصول على معلوماتٍ عن المدارس وجودتها، وتأسيس فريق عمل من عدد من المؤسسات الحكومية يتولى دوراً قيادياً في تعزيز اهتمامات ذويهم بالمدارس.

وأوضحت أن عدداً كبيراً منهم يعتقدون أن مسؤولية تعليم أبنائهم تقع على عاتق المدرسة فقط، وأظهرت الأبحاث أن بإمكان ذوي الطلبة أيضاً الاضطلاع بدور مهم في تعليم أبنائهم.

وتابعت الدراسة أن ذوي الطلبة غالباً ما يقعون في حيرة من أمرهم حول المتوقع منهم بخصوص دورهم في تعليم أبنائهم، كما يتساءلون عن المدى الذي يمكنهم فيه الإسهام في إحداث تأثير إيجابي في أبنائهم، ونظراً إلى أنهم لا يستطيعون دوماً أن يغرسوا في أبنائهم قيم الاحترام والتسامح مع الآخرين، أو تقدير قيمة التعلم والمعرفة، فإن المعلمين وكادر المدرسة لا يشعرون دوماً بالتقدير والاحترام من الطلبة، كما لا يتمتعون بالاحترام الذي يحظى به أقرانهم عادةً في مجتمعات أخرى

وتفصيلاً، أفاد مدير مدرسة الشعراوي للتعليم الثانوي للبنين ، أحمد محمد قاسم، بأن نحو 50% من ذوي الطلبة يتابعونهم في المدرسة، واصفاً هذه النسبة ب«الضعيفة، وغير الفعالة»، إذ لا تراهم إدارة المدرسة إلا في حال رسوب أبنائهم أو حدوث مشكلة كبيرة، مؤكداً ضرورة إيجاد ميثاق ملزم لهذه الفئة المهمة في العملية التعليمية بمتابعة مستوى أبنائهم الدراسي بشكل دوري ومستمر، للاطلاع على أهم مشكلاتهم والعمل على مساعدة الإدارة المدرسية في حلها. وأوضح أنه على الرغم من تخصيص يوم السبت لاجتماع مجلس الآباء، مراعاة لأيام الدوام التي قد تحول دون تواصل كثير من ذوي الطلبة مع المدرسة، إلا أن الأغلبية لا تحضر، من دون أسباب معلومة أو مقنعة، محذراً من خطورة تلك الظاهرة على سلوك الطلبة ومستواهم الدراسي.

وذكر مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي، علي مال الله السويدي، أن نحو 40% من الطلبة يملكون قرارهم الخاص بالحضور أو الغياب عن المدرسة، عازياً ذلك إلى إهمال ذويهم في متابعتهم والسؤال عنهم باستمرار، مشيراً إلى أن أكثر من نصف ذوي الطلبة مغيبون عن أخبار أبنائهم ومعرفة مستوياتهم الدراسية ومشكلاتهم .

وشدد السويدي على ضرورة إيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة، نتيجة تأثيرها السلبي في الطلبة خصوصاً، والعملية التعليمية عموماً، إذ تعاني إدارات مدرسية ضبط سلوك الطلبة الذين لا يتابعهم ذووهم، وتحسين مستواهم الدراسي، وتربط بين تحسن سلوك الطالب ومستواه الدراسي والعكس.

وأكد مدير مدرسة دبي للتعليم الثانوي، منصور شكري، وجود عدد كبير من ذوي الطلبة في المدرسة غير مهتمين إطلاقاً بمتابعة أبنائهم، يصل لنحو 60% منهم، فيما تحرص النسبة المتبقية على الاهتمام والتواصل بإيجابية مع الإدارة المدرسية، مشيراً إلى أن «وجود أمر ملزم للجميع بالمتابعة سيكون أمراً إيجابياً ويتعين أن ينطلق من داخل كل أسرة، أو إيجاد ميثاق ملزم للجميع بهذا الأمر».

وقال مدير مدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي النموذجية، محمد حسن، إن معظم الآباء رفعوا أيديهم عن متابعة أبنائهم في مدارسهم نهائياً، وأوكلوا تلك المهمة إلى الأمهات، معتبراً ذلك إيجابياً إلى حد كبير. وتابع أن إدارة المدرسة على تواصل مستمر مع ذوي الطلبة من خلال الرسائل النصية، بحيث يتم إخطارهم بشكل مستمر بالأمور كافة المتعلقة بأبنائهم ليكونوا على دراية وعلم بها.

 

تويتر