طلبة يقضون الإجازة في «المولات».. و«التربية» تؤكد أن لديها خطة لاستغلالها

تربويون يحذّرون من إدمان الطلبــــــة التكنولوجيا

طلبة أكدوا أنهم يفضلون السهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر إلى ما بعد ساعات الفجر الأولى. أرشيفية

حذر تربويون من عدم استغلال الشباب العطلة الصيفية في شيء مفيد وتنظيم برنامج محدد لاستغلالها حتى لا يتحول وقت الفراغ إلى كابوس، (وفق وصفهم) ينتج عنه مشكلات، إذ يدمن معظمهم على التقنيات الحديثة (التكنولوجيا)، خصوصاً الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة، فيما أكد طلبة أن الإجازة الصيفية مخصصة للراحة والاستجمام فقط، وليس من المفروض أن يتخللها مذاكرة أو استعداد للعام الدراسي المقبل، مشيرين إلى أن البند الأول للإجازة هو السفر مع العائلة للخارج، وقضاء معظم الوقت في المراكز التجارية (المولات)، والتحدث عبر برامج الدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي (الشات».

في المقابل، أفادت وزارة التربية والتعليم، بأن لديها خطة متكاملة لاستغلال الإجازة الصيفية لطلبة المدارس الحكومية في مختلف المناطق التعليمية في الدولة، تشمل تنظيم أنشطة ترفيهية وتعليمية وتثقيفية ومهنية.

وقال مجلس أبوظبي للتعليم، إن برنامج صيفنا مميز الذي يطبق للعام الـ11 على التوالي في 70 مركزاً متخصصاً على مستوى الإمارة، صباحاً ومساءً، يستقطب هذا العام 27 ألف طالب من الصفوف الثاني حتى الـ،11 سعياً من المجلس إلى تنمية مهارات الطلاب من خلال التعليم والتدريب بجانب الثقافة والمعرفة والترفيه من خلال الدورات المتخصصة المطبقة بالمراكز الصيفية في إطار تعزيز وتعميق الانتماء الوطني، وتلبي احتياجاتهم وتستثمر طاقاتهم وتكتشف مواهبهم وتصقلها، وتكسبهم معارف ومهارات متنوعة تحميهم من مخاطر أوقات الفراغ أثناء الإجازة الصيفية.

دورات تدريبية

قال مدير العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم، محمد سالم الظاهري، إن «الدورات التدريبية التي ينظمها المجلس تهدف إلى تدريب الطلبة على الأسلوب المنهجي للبحث العلمي وتزويدهم بمعلومات ومهارات علمية وتقنية، منها دورات في الحاسوب والانترنت، واللغة الانجليزية، والروبوت، والطاقة البديلة، بجانب الدورات الفنية التي تزود الطلاب بالمهارة الفنية واليدوية والارتقاء بالذوق الفني الرفيع وتنمية الحس الجمالي، مثل دورات الرسم، والطباعة والتصميم، وصناعة وتنسيق الزهور، وتدوير المستهلكات البيئية، والتشكيل والتركيب، والموسيقى والفنون الشعبية، والرسوم الكرتونية، وتصميم المجسمات الهندسية، والتصوير الفوتوغرافي». وأشار الظاهري إلى وجود دورات مهنية تهدف إلى توسيع أفق الطلبة في مجال الحرف المهنية اليدوية وإكسابهم خبرات وممارسات ومهارات حياتية متنوعة في مجال العمل اليدوي والمهني، منها دورات في الكهرباء والإلكترونيات، والنجارة وفن الديكور، والحياكة والتطريز، والصناعات الكيميائية، وفن إعداد المائدة والطبخ، والفنون التراثية، وصناعة الحلي والإكسسوار، والزراعة والبيئة.

وتفصيلاً، استطلعت «الإمارات اليوم» آراء معلمين وطلبة في كيفية قضاء أشهر الإجازة الصيفية، والطرق المثلى لاستغلال الوقت، إذ بدأت رسمياً إجازة نهاية العام الدراسي «2011 - 2012» على مستوى الدولة، وقال معلمون (فضلوا عدم ذكر أسمائهم)، إن الطلبة استقبلوا الإجازة بعد أشهر شاقة من المذاكرة والامتحانات، ومع انتهاء العام الدراسي وموسم الامتحانات تتنفس الأسر الصعداء من عبء المذاكرة والدروس الخصوصية والتوتر العصبي، لكن سرعان ما تتنبه الأسر إلى أن الإجازة الصيفية نفسها أصبحت هماً وعبئاً ثقيلاً يخلفه الفراغ، خصوصاً أن معظم الطبة لا يحسنون استغلاله ويتحولون إلى طاقات معطلة، ويكثر الحديث داخل الأسر وفي أوساط الطلبة عن كيفية قضاء الإجازة الصيفية وكيف يمكن الاستمتاع بها والاحساس بالراحة والاستجمام والتقاط الأنفاس استعداداً للعام الدراسي الجديد.

وأضافوا أن الأنشطة التي يزاولها الطلبة في الإجازة الصيفية تعد من أهم الأحداث الاجتماعية التي تعلق في ذاكرتهم، خصوصاً إذا ارتبطت بالسفر والانطلاق والمخيمات الصيفية، والتجمع العائلي.

ضياع الوقت

وحذرت الاخصائية الاجتماعية، أم ناصر، من إدمان الشباب التقنيات الحديثة (التكنولوجيا)، خصوصاً الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة، والجلوس ساعات طوالاً أمام الكمبيوتر وعلى مقاهي الانترنت وأمام الفضائيات، خصوصاً أنها تتسبب في ضياع الوقت لدى الشخص والشعور بالقلق والإحباط، ما قد يترتب عليه مشكلات كثيرة مستقبلاً، مشددة على أن مسؤولية توعية الشباب تقع في المقام الأول على الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المختلفة.

وذكرت معلمة التاريخ، صفوة مصطفى، أن كثيراً من الأسر تعتبر الإجازة الصيفية كابوساً، لأنها تجهل كيفية ملء الفراغ النفسي والوقتي لدى أبنائها وبناتها الذي يمتد لما يقارب ثلاثة أشهر.

وأضافت «أنا أم أشعر بهذه المشكلة خصوصاً أن الابناء ينساقون وراء أصدقائهم ويحاولون تقليدهم، وعدد قليل جداً منهم من ينجح في ترتيب برنامج مفيد لقضاء العطلة»، محذرة من أن نسبة كبيرة منهم خصوصاً الشباب يسقطون في فخ الفراغ بانتهاجهم أساليب وطرقاً خاطئة لقضاء الإجازة الصيفية، خصوصاً إدمان التكنولوجيا وينتج عنها مشكلات وقتية ومستقبلية أكبر من مشكلة الفراغ ذاته.

وطالبت أن تكون مشاركة الطلاب في البرامج الصيفية الترفيهية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم إجبارية، لأنها تشغل الطالب بممارسات رياضية وثقافية ممتعة وتحت إشراف مرشدين يوجهون الشباب إلى السلوكيات الطيبة.

الكسل والتراخي

وقال الطالب في الصف الـ،11 أحمد سعد، إن معظم الشباب في الإجازة الصيفية يفضلون حياة اللهو والنوم والسهر، مشيراً إلى أن اضطراب ساعات النوم يؤثر سلباً في النشاط ويولد الكسل والتراخي، خصوصاً أن معظم أيام الإجازات يمتد السهر فيها إلى ما بعد ساعات الفجر الأولى، مؤكداً أن الإجازة الصيفية مخصصة للراحة والاستجمام، وليس من المفروض أن يتخللها مذاكرة أو استعداد للعام الدراسي المقبل، مشيراً إلى أن البند الأول للإجازة هو السفر مع العائلة للخارج.

وتابع «أنا شخصياً أقابل يومياً في الإجازة أصدقائي في مركز تجاري (مول)، أو نجلس على شاطئ الكورنيش، وعند العودة إلى المنزل، أشاهد التلفزيون أو أجلس أمام الكمبيوتر، مرجعاً هذا السلوك إلى ضعف برامج التخطيط للإجازة، وعدم وجود توعية كافية بأهمية استثمار الوقت، وطرح برامج تشجع الشباب على الالتحاق بها.

وذكر الطالب محمد عيسى، أن الكمبيوتر هو الشريك الأول للشباب في الإجازة الصيفية، خصوصاً بعد ظهور «آي باد»، فأصبح من النادر أن تجد شاباً لا يسير وفي يده هذا الجهاز، متابعاً أن السفر هو أهم خططي للعطلة الصيفية، وبعد العودة تعتبر «المولات» أهم وجهة لدي أنا وأصدقائي، فضلاً عن لعب البولنغ مع الأصدقاء.

وأكد عيسى أنه لا يشعر بالملل في الإجازة ويعرف كيف يستغلها بشكل جيد، إذ يذهب إلى بعض الأماكن الترفيهية مثل حلبة ياس لسباق السيارات، ومشاهدة أفلام السينما، واللعب على الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية في أماكن الترفيه في المولات التي يتوجه إليها مع أصدقائه.

وأفاد الطالب في الصف التاسع، يوسف حمد، بأنه سيقضي إجازته في اللعب مع الأصدقاء، والسباحة، وزيارة المولات مع أصدقائه، إضافة إلى لعب كرة القدم يومياً، لافتاً إلى أن كل الأماكن التي يتوجهون إليها لا بد أن تكون بموافقة وترحيب من جميع الأصدقاء، إذ إن الإنترنت له مكانة مميزة خلال الإجازة لقضاء وقت ممتع على الـ«فيس بوك» والألعاب الإلكترونية، والشات على «بلاك بيري».

ويرى الطالب رامي الشرقاوي، أن أسرته لن تسافر هذا العام إلى بلده بسبب ظروف عمل والده، ولكونه بصفوف النقل فإن إجازته بدأت فعلياً منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أمضى خلالها غالبية الوقت مع أصدقائه في المولات ومزاولة الألعاب الإلكترونية، والمشي واللعب على الكورنيش أو مصاحبة الأسرة إلى هناك.

وذكرت وزارة التربية والتعليم أن إدارة الأنشطة والمسابقات في الوزارة ستنسق مع عدد من المؤسسات عبر منح الطلبة فرصة للالتحاق بتلك المؤسسات لفترة وجيزة، بهدف تطوير مهاراتهم الحياتية، ووضعهم في مواقف عملية وحياتية حقيقية تصقل وتنمي شخصياتهم.

وأضافت أن التحاق الطلبة بهذه المؤسسات سيساعدهم على تحديد خياراتهم العلمية والعملية في المستقبل، إضافة إلى الأنشطة الثقافية التي تتضمن تنظيم دورات في الخط العربي، منها كتابة وقراءة القصص، والخطابة، والتمثيل، والدراما، ونظم الشعر، كما سيتم تنظيم عدد من الأنشطة الإعلامية مثل عقد ورش عمل في إنتاج الأفلام الرقمية، والتصوير والتحقيق الصحافي، وكذلك الأنشطة الموسيقية وهي عبارة عن دورات تدريبية لتعريف الطلبة بمختلف أنواع الآلات الموسيقية وطريقة قراءة النوتة الموسيقية.

وأوضح مجلس أبوظبي للتعليم، أن «صيفنا مميز» هو مجموعة من الأنشطة التربوية الهادفة والمخطط لها، يتم تنفيذها خلال الإجازة الصيفية في المراكز الصيفية لاستثمار وقت فراغ الطلبة بطريقة إيجابية تلبي احتياجاتهم ورغباتهم، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وفق استراتيجية مدروسة على أعلى مستوى علمي وتحت إشراف هيئة إدارية وفنية متخصصة.

وذكر مدير العمليات المدرسية في المجلس، محمد سالم الظاهري، أن «(صيفنا مميز) يرتكز في فعالياته على دورات متنوعة متخصصة وهي تدريبية تعليمية تقدم للطلاب المشاركين على مستوى المراكز الصيفية حسب خصوصية كل مركز من خلال مدربين مؤهلين، تخدم مجالات عدة متنوعة وتعتمد بصورة رئيسة على تزويد الطلاب المشاركين بالمعارف الضرورية، وإكسابهم مهارات فنية ومهنية وحرفية وتقنية وتراثية ورياضية.

وأكدت مديرة المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، أن الإجازة الصيفية فرصة مثالية لإعادة بناء المكتبة المنزلية الخاصة بالأبناء، وتوفير فرص تعلم من خلال القراءة والفنون والكتابة والأعمال اليدوية، ما سيشغل الطالب في عمل مفيد يعود عليه بالنفع مستقبلاً.

تويتر