«أبوظبي للتعليم» يدرس تعيين معلمين متخصصين لتدريسه

«التربية» تستفتي الطلبة في «كراسات الخط العربي»

2000 طالب وطالبة شاركوا في الاستفتاء على موقع الوزارة الإلكتروني. تصوير: أشوك فيرما

أجرت وزارة التربية والتعليم استفتاء على موقعها الالكتروني، تحت عنوان «هل توافق على تخصيص كراسة للخط العربي لطلبة الحلقتين الأولى والثانية»؟ شارك فيه ما يزيد على 2000 طالب، وطالبة. وجاءت النتيجة إيجابية، إذ أجاب 80٪ من الطلبة بـ«نعم»، مقابل 20٪ أجابوا بـ«لا».

مندي: الخط العربي هوية وتراث

أكد الخطاط والفنان التشكيلي الإماراتي، محمد مندي، أهمية إعادة الاعتبار للخط العربي للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية. وكشف مندي لـ«الإمارات اليوم» عن مشروع مستقبلي، بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم، خاصّ بتدريس الخط العربي في المدارس، عن طريق كراسات خاصة به. وقال إن مدارس الإمارات من دون مدرسين للخط العربي، إذ يتمّ الاعتماد على مدرس اللغة العربية لتعليم الطلاب الخطّ، مشيراً إلى أن مدرّسي اللغة العربية غير مؤهلين لذلك، ويجب توفير مدرّسين للخطّ العربي في الصّفوف الدراسية كافة. وأضاف مندي أن الاهتمام بالخط العربي يهدف للحفاظ على تراثنا وهويتنا العربية، خصوصاً أن الأجيال الحالية شُغلت بالكمبيوتر والوسائل التكنولوجية عن تعلم فنون الخط وأصبحت لا تعرف التفريق بين انواعه ويجب علينا الاهتمام بجماليات الخط. وانتقد مندي إهمال الخط العربي في الدول العربية، والاهتمام به في دول أخرى مثل تركيا، لافتاً إلى أنها أنشأت مدارس للخط العربي استطاعت الحفاظ عليه وتدريسه في المراحل التعليمية كافة. وقال إن هناك قصوراً قديمة في اسطنبول تتحول إلى وقف لتدريس الخط العربي فيها. وشدد مندي على ضرورة إعادة الاعتبار للخط العربي في المدارس والجامعات، مطالباً بإقامة متاحف لأصول الخطوط العربية وفروعها وتطورها من الناحية الجمالية في أمهات المدن العربية «حتى تعي أجيال الشباب في الوطن العربي تلك الكنوز الرائعة التي أصبحت تراثاً نفخر به، خصوصاً أن الموت حصد كثيراً من عمالقة الخط في الوطن العربي».

وأكدت مديرة قطاع المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، أن المجلس يدرس تعيين معلمين متخصصين للخط العربي، وتدريسه في كراسات خاصة به، للحفاظ على الهوية العربية. وشرحت أنه ينسق مع وزارة التربية والتعليم لدعم اللغة العربية وتطوير مناهجها، وأساليب تدريسها، ومن بينها فن الخط العربي، بهدف تمتع الطالب بكفاءة لغوية عالية في لغته الأم، موضحة أنه «إذا لم يتقن الطالب لغته الأم، فلن يكون قادراً على اكتساب لغات أخرى».

وأكدت المزروعي أهمية تطوير أداء معلمي المواد العربية للابتعاد عن النمط التقليدي، والتفاعل مع الأساليب المطورة التي يطرحها المجلس، وقالت إن المجلس سيوفر برامج تدريب إلزامية لجميع أفراد الهيئة التدريسية، ومتابعتها من خلال رئيس هيئة التدريس، لمراقبة أداء المعلمين وحجم التحسن، مشيرة الى أن المجلس يسعى الى تطوير معايير تدريس المنهاج العربي، اعتماداً على متطلبات العصر، بهدف جذب الطالب لتعلم اللغة.

وأوضحت أن رؤية مجلس أبوظبي للتعليم للغة العربية، هي أن يكون الطالب قادراً على التفكير النقدي والتواصل الفعال والهادف، مستخدماً مستويات عالية من اللغة العربية، وأضافت أن معايير اللغة العربية الجديدة ستكون بمثابة الأساس لمنهج جديد لتعزيز التعليم والتعلم، حيث سيقوم المجلس والفريق بتوفير خريطة للآباء، والطلبة والمعلمين لتحديد مجموع المعارف والمهارات والمفاهيم التي يتوقع أن يعرفها الطلبة ويطبّقوها في كل مرحلة دراسية، وسيتم تدريس الطلبة من خلال إشراكهم في الأنشطة التي تشجّع على المشاركة الفعالة والتواصل السلس والراقي، من خلال تعرّض الطلاب للأدب الرفيع الذي منه سيكتسبون المهارات اللغوية اللازمة لقراءة النصوص وفهمها، وللكتابة الجيدة والتحدث والاستماع، لأن هذه الأنشطة ستشكّل صلب البرنامج، وتشكّل مواءمة المعايير لطرق التدريس والتقييم أولويةً في إطار هذه الرؤية الجديدة لتعليم وتعلم اللغة العربية، ما يؤدي إلى ضمان العدالة والشفافية في عملية التقييم.

ورجح معلمون للغة العربية والتربية الاسلامية، أن يكون سبب الاستفتاء تراجع جماليات الخط العربي لدى الطلاب، ما يهدد هذا العلم، خصوصاً مع اعتماد أغلبهم الكتابة على الكمبيوتر، وتلاشي الاهتمام بالخط اليدوي، إضافة إلى الاهتمام باللغة الإنجليزية، وتأثيرها في اللغة العربية.

وعزا المعلمون تراجع الاهتمام بالخط العربي، وعدم ظهور مواهب جديدة في هذا المجال، إلى إسناد مادة الخط في المدارس للمدرس الأقل نصاباً في الحصص، من دون تقدير مدى مهارته الخطية وإلمامه بقواعد الخط العربي، وإهمال الأسرة للابن الذي قد يمتلك مهارة الخط القابلة للترقية بضعف المتابعة، إضافة إلى أن بعض الآباء يرون في ذلك مضيعة للوقت والجهد عن التحصيل الدراسي، وانعدام المادة التعليمية في وسائل الإعلام التي تشجع على تعلم الخط وإتقانه، وتنمي الوعي المجتمعي بقيمته الجمالية والوظيفية.

وأكد معلم اللغة العربية محمد عبدالله، أن الأسلوب الأمثل لترقية خطوط الطلاب في المدارس، هو اختيار المدرس الحاذق بأصول الخط العربي، وتدريب مدرسي الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية على الكتابة النسخية السليمة، والعناية باختيار نماذج الخط اليدوية الجيدة لتعليم الناشئة، والبعد عن الحرف المطبوع.

ونصح معلم التربية الاسلامية عبدالحميد حسن، بأن تكون البداية مع الطالب من كتابة الحروف، ومعرفة أماكن اتصالها، لا من الجمل الطويلة. كما نصح بتدريب الطالب على كثرة الكتابة، حتى يتحسن خطه باستمرار.

وطالب معلم اللغة العربية سعيد سالم، بإنشاء مدرسة لتعليم الخط العربي تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، والإعلان عن جائزة سنوية للخط العربي، على مستويي الناشئن والمحترفين، وإنتاج برنامج تلفزيوني قاعدي منهجي للتدريب على الخط العربي، وإقامة معارض لعرض الأعمال الفنية والخطية على مستوى الدولة.

تويتر