« أبوظبي للتعليم » يطبق التعلم الإلكتروني على الصفيـن الثالث والرابع

6 مدارس تستبدل كتبـاً بمصادر تعلم رقمية

اختيار المدارس تم على أساس جاهزيتها من حيث التكنولوجيا والمساحــــــــــــــــــــــــــــــــــــة والمعلمون المدربون. من المصدر

كشف مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، عن عزم المجلس إنشاء مركز لمصادر التعلم الرقمية في كل مدرسة، من أجل دعم الاستخدام الفعال لأدوات ووسائل التعلم الرقمي في القرن الحادي والعشرين، إضافة إلى المناهج الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم تزويد الطلبة بأجهزة إلكترونية تفاعلية «لاب توب»، و«آي باد»، و«آي فون»، يمكنهم استخدامها سواء داخل الصفوف الدراسية أو في المنزل.

غرفة تواصل

 

أكد أحد المشرفين على المشروع، أنور قطب، وجود غرفة للتواصل مع المدارس داخل المجلس، مشدداً على أن أدوات المشروع مبنية على نظرية علمية في التعليم، الغرض منها الارتقاء بالمستوى الفكري للطالب، وليس الترفيه كما يعتقد البعض.

وأوضح أن الركائز الأساسية للصف الإلكتروني تعتمد على مساعدة الطلبة على النقاش وتبادل المعلومات والمعرفة عن بعد، دون شرط الوجود في صف واحد أو مدرسة، أو حتى دولة واحدة، والتخاطب عبر «الفيديو كونفرانس»، كما أنه يتيح للمعلمين ذوي الخبرة إفادة أكبر قدر من الطلاب في مدارس مختلفة في وقت واحد، وإمكانية إجراء اختبارات لصف كامل في جميع المدارس في الوقت نفسه، ومعرفة النتائج، ما يزيد من التنافس والاجتهاد بين الطلاب. وأشار قطب إلى تزويد الفصول الدراسية والمدارس بشاشات عرض يمكن عن طريقها عرض رسائل المجلس الخاصة بالتنبيهات والملاحظات والإرشادات ليتمكن جميع الطلاب من معرفتها.

جاء ذلك خلال إطلاق المجلس، مشروع «الصف الإلكتروني»، وهو عبارة عن مبادرة جديدة سيتم تطبيقها على مراحل في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي، وعددها 270 مدرسة، في إطار جهود المجلس الرامية إلى تطبيق النموذج المدرسي الجديد.

وأكد الخييلي أن المجلس يهدف من هذه المبادرة إلى تطوير مهارات التفكير النقدي والتعلم لدى الطلبة، وتحفيزهم وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية، والتحصيل العلمي من خلال تطبيق مشروع الصف الإلكتروني الذي سيتم تطبيقه في البداية كبرنامج تجريبي مدته عام واحد، على عدد من طلبة الصفين الثالث والرابع، في ست مدارس خلال العام الدراسي الجاري.

وأضاف أن المجلس استحدث مفهوماً جديداً يجعل من الطالب محوراً للعملية التعليمية، لمساعدته على النجاح والتفوق مع القدرة على مواصلة مسيرة التعليم العالي، والتغلب على تحديات سوق العمل، لافتاً إلى أن هذه المبادرات تأتي في إطار الخطة الاستراتيجية العشرية للمجلس، الرامية إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية في إمارة أبوظبي.

وأكد أن مبادرة الصف الإلكتروني ستقلل من وجود الكتب في المستقبل مصدراً رئيساً للتعلم، وذلك ضمن خطة إصلاح العملية التعليمية بشكل سريع، وجذب الطالب للتعلم والاكتشاف.

وقال الخييلي، إن المجلس أعد خطة لتدريب ذوي الطلبة على استخدام هذه التكنولوجيا، ليتمكنوا من متابعة أبنائهم، ومعرفة قدراتهم الدراسية ومستواهم التحصيلي، مؤكداً أن المنزل شريك أساسي في العملية التعليمية، ومن دون تفاعل الأب والأم مع المدرسة، لن ينجح النموذج المدرسي الجديد بالشكل المطلوب.

وأشار إلى أن اقتصاد الدولة آخذ في النمو، ويحتاج إلى كوادر مؤهلة في مختلف المجالات، من أجل مواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية، وهو ما يسعى المجلس إلى تحقيقه، من خلال استحداث وتعميم الاتجاهات التعليمية الحديثة بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية.

وأوضح أن مبادرة الصف الإلكتروني هي مجرد بداية لسلسلة من المبادرات الفعالة التي يتبناها المجلس، بهدف تطبيق مفهوم جديد ومبتكر، في إطار النموذج المدرسي الجديد، وسيشارك في المرحلة التجريبية للمبادرة مديرو المدارس ورؤساء هيئات التدريس ومديرو مجموعات المدارس والهيئات التدريسية والإدارية وباحثون وطلبة وذووهم، عن طريق دعم جهود التخطيط، وإبداء آرائهم وملاحظاتهم بشأن تلك المبادرة الرائدة، مؤكداً ثقته بأن هذه المرحلة التجريبية ستسهم في تعزيز المبادرة عند تعميمها في المستقبل.

وأفاد الخييلي بأنه وقع الاختيار على ست مدارس للمشاركة في المرحلة التجريبية للمشروع، بواقع مدرستين في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، وسيتم ربط كل مدرسة من المدارس الست بشبكة «فيديو كونفرانس» ولوحات إلكترونية تفاعلية تعمل باللمس، لتشجيع المعلمين والطلبة على تبادل المعرفة والمعلومات على المستويين المحلي والعالمي، في جو من التعاون الفعال والعمل الجماعي. وأكد أن اختيار المدارس الست تم على أساس جاهزيتها من حيث التكنولوجيا والمساحة، والمعلمون المدربون، لافتاً إلى أن معظم المعلمين متدربون وجاهزون باستثناء بعضهم ويجري تدريبهم حالياً.

من جانبها، أكدت مديرة البرامج في مكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية في المجلس، الدكتورة نجلاء الراواي، أنه تم اختيار المدارس الست بناءً على معايير محددة، وهي التطبيق الناجح للمناهج الدراسية الخاصة بالنموذج المدرسي الجديد، وتميز مستوى أداء الطلبة، ووجود معلمين على استعداد لتطبيق تجربة مصادر التعلم الرقميـة في العملية التعليمية، ووجود بنية تحتية تكنولوجية جاهزة.

وقالت إن الهدف الرئيس من وراء تطبيق الوسائل المبتكرة لمصادر التعلم الرقمية في المدارس هو جعل الطالب محوراً للعملية التعليمية، وتطوير مهارات العمل الجماعي، والتفكير الإبداعي لدى الطلبة والمعلمين، بما يتماشى مع متطلبات وتحديات القرن الحادي والعشرين.

وأضافت أنه من المتوقع أن تسهم مبادرة التعلم الإلكتروني في تعزيز الجوانب الرئيسة للعملية التعليمية في المدارس الحكومية في الإمارة، من بينها المحتوى العلمي (معايير المناهج والأهداف التعليمية والأساليب التربوية ووسائل وأساليب التدريس والتقييم وغيرها)، وأدوات التعلم الرقمية (الأجهزة والبرامج الإلكترونية وتنظيم الصفوف الدراسية)، وتأهيل المعلمين (التدريب والتطوير المهني، ودمج مصادر التعلم الرقمي في المناهج، وتطبيق أساليب التدريس المناسبة، وتوفير الدعم المستمر)، وضمان استدامة الوسائل المبتكرة القائمة على التعلم الإلكتروني عن طريق التوجيه والتقييم وقياس الأداء.

وأشارت الراواي إلى أن المرحلة التجريبية تساعد المجلس على اختبار مصادر التعلم الإلكتروني والوسائل التربوية للتعلم الإلكتروني وتقييمها وإعادة تعريفها، أما مراكز مصادر التعلم الرقمي فستسهم في دعم الخطط اللازمة لتعميم المبادرة في بقية المدارس الحكومية في الإمارة.

ومن المقرر أن تبدأ مراحل تعميم المبادرة على بقية المدارس في أواخر عام ،2012 بناءً على الدروس المستفادة من المرحلة التجريبية، وبعد اختبار المناهج والوسائل التربوية.

تويتر