القطامي: المشكلة ناتجة عن خلل تقني في الاتصالات.. و«الوزارة» تعمل خلال العطلة لتسليم الشهادات

طلاب ثانوية عامة لم يتسلموا نتائجهم.. وامتــحان الإعادة الأحد

منطقة أبوظبي التعليمية شهدت زحاماً شديداً من طلبة لمعرفة نتائجهم. الإمارات اليوم

تجمع مئات الطلبة وذووهم أمس، داخل منطقة أبوظبي التعليمية لمعرفة نتائجهم النهائية في الثانوية العامة، وأبدوا استياءهم من تأخر تسلم شهاداتهم، لافتين الى ان موعد امتحانات الاعادة يوم الاحد، وهناك عطلة حتى السبت، وهم لا يعرفون مصيرهم، ما أدى إلى ارباكهم.

وأفاد المدير التنفيذي للعمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم محمد سالم الظاهري، بأن المنطقة التعليمية شهدت زحاماً شديداً بسبب تأخر شهادات بعض الطلاب، موضحاً أن هناك مشكلة في البرنامج الخاص بدرجات الصف الثاني عشر، ناتجة من وجود خلل في النظام الالكتروني الخاص بدرجات الطلاب والتابع لوزارة التربية والتعليم.

من جانبه، قال وزير التربية والتعليم، حميد محمد القطامي، لـ«الإمارات اليوم» إن هذه المشكلة ناتجة عن خلل تقني في الاتصالات، وليس للوزارة دخل فيها، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل وفق التقويم المحدد سلفاً، وهو إعلان نتائج الثانوية العامة يوم 29 يونيو الجاري.

وأكد القطامي أن الوزارة تعمل بكل طاقتها اليوم وخلال العطلة من أجل تذليل العقبات كافة التي قد تحول دون حصول طلبة على دراجاتهم في الثانوية العامة قبل بدء امتحانات الدور الثاني المحدد لها يوم الأحد المقبل.

معاناة طلبة

كشفت إحدى المعلمات في مدرسة ثانوية في أبوظبي، رفضت ذكر اسمها، أنهم عانوا أمس خلال توزيع نتائج الثاني عشر، ولمسوا أيضا معاناة ذوي الطلبة، نتيجة عدم وضوح الرؤية بخصوص نتائج أبنائهم وبناتهم، موضحة أنهم تلقوا بالأمس كشوف الدرجات الخاصة بالطلبة الناجحين وبطاقات درجاتهم، ولم يتلقوا الكشوف الخاصة بالطلبة الباقين للإعادة أو الراسبين حتى وقت متأخر بعد الواحدة ظهراً.

وقالت «على مدار هذه الفترة لم يتمكنوا من الإجابة على العديد من ذوي الطلبة في ما يخص وضع أبنائهم ممن ليسوا في كشف الناجحين، ولم يعرفوا طبيعة موقفهم، هل إعادة أم رسوب، وإذا كان إعادة ففي أي المواد، خصوصاً أن موعد امتحانات الإعادة الأحد المقبل، وغداً (اليوم) الخميس عطلة الإسراء والمعراج.

وأضافت أن «المشكلة أصبحت اكبر عندما وصلتهم كشوف الباقين للإعادة وبها إشكاليتان، الأولى أن هناك طلبة لم تذكر أسماؤهم لا في النجاح ولا الإعادة، كذلك الباقون للإعادة لم تحدد لهم المواد أو حتى في أي أجزاء ستكون الإعادة، وأنهم بعد جهد عرفوا أن الطالب لن يعيد في مقرر الفصل الثالث فقط، بل في موضوعات مختارة من المقرر كله، معتبرين أن المدارس على علم بذلك، بينما هم في حقيقة الأمر كمدرسة لم يتسلموا أي إشعار بذلك، لذا اضطروا لإبلاغ طلابهم الباقين للإعادة بدراسة المقرر كله.

التوجه إلى «المنطقة»

تفصيلاً، قال والد الطالب طارق عبدالرازق من مدرسة أشبال القدس الخاصة، ان ابنه شاهد النتيجة على الإنترنت، لكن المدرسة لم تسلمه أي شهادة، وطالبوه بالتوجه الى المنطقة التعليمية، مضيفاً أنه ذهب إلى المنطقة ولم تعطه أي نتيجة.

وأيده الرأي الطالب، شهاب الصاوي، مؤكداً أن المدرسة اخبرته بأنها لم تتسلم أي شهادات، ومن يرد معرفة نتيجته عليه التوجه الى المنطقة التعليمية.

ووصف طلاب في مدرسة المشاعل الخاصة، موقفهم بالمحير، موضحين أن المدرسة علقت كشوف بعض الاسماء ووضعت امامهم علامة «صح»، أو «خطأ» للتفرقة بين الناجح والراسب، لافتاً إلى أن الكشوف لم تتضمن كل اسماء الطلاب.

وقال الطالب عمر السعدي، «لم أجد أسمي في كشوف الدرجات، ولا اعرف ان كنت ناجحا أم راسباً، كما أن عائلتي تنتظر معرفة النتيجة لتأكيد حجز الطيران للسفر إلى مصر، لكن كل شيء توقف بسبب عدم معرفة النتيجة».

وذكر زميله احمد صبحي أن «اسمي وضعت امامه علامة خطأ في كشوف المدرسة، وهذا يعني انني راسب في احدى المواد، لكنني حتى الآن لم أعرف هذه المادة، وامتحانات الإعادة ستبدأ يوم الاحد».

زحام شديد

وقال طلاب في مدرسة الإمارات الخاصة الدولية في الزعفران، إنهم لم يتسلموا شهاداتهم حتى الآن، وطالبتهم المدرسة بالتوجه إلى المنطقة التعليمية لتسلم الشهادات، وفي المنطقة فوجئوا بالزحام الشديد، وانتهى الدوام من دون حصولهم على الشهادات، مبدين تخوفهم من رسوبهم في مادة، وعدم تمكنهم من دخول امتحانات الإعادة.

وأكدت والدة احد الطلاب، وتدعى «أم خالد»، أنها تجلس في المنطقة التعليمية منذ السابعة صباحاً، وكل ما حصلت عليه رقم من شباك خدمة العملاء، وقضت ثماني ساعات في الانتظار دون جدوى، ومازالت لا تعرف هل ابنها من الناجحين أم الراسبين.

واكد كارم مختار، والد احد الطلاب، انه يريد معرفة نتيجة ابنه حتى يسافر الى بلده لقضاء الإجازة، أو ينتظر في الدولة ليدخل نجله امتحان الإعادة، مبدياً استياءه من عدم معرفة النتيجة، وغداً إجازة متصلة بعطلتي الجمعة والسبت، وامتحانات الإعادة يوم الأحد، متسائلاً: «ماذا أفعل حيال هذه المشكلة؟».

امتحانات الإعادة

لم يختلف الحال بالنسبة لطلاب المدارس الحكومية، إذ اكد طلاب في مدرسة درويش بن كرم، خالد الجعفري، ونواف المزروعي، وعبدالله الحسيني، وجاسم الالمرزوقي، انهم لم يتسلموا شهاداتهم، ولا يعرفون مصيرهم وهل هم ناجحون أم راسبون، مبدين قلقهم، خصوصاً أن امتحانات الاعادة يوم الأحد، وهم لايزالون يجهلون نتائجهم، متسائلين: «كيف سنراجع المواد التي تحتاج الى دخول امتحانات الاعادة؟».

وابدى طلاب في مدرسة المتنبي استياءهم من تحديد موعد امتحانات الاعادة عقب اعلان النتائج مباشرة، وعدم منح الطلاب فرصة لمراجعة المناهج.

وقال الطالب مبارك سعيد الهمامي، إن «الوزارة حريصة على تحديد موعد الاعادة، لكنها لم تمهل الطلاب فرصة للمذاكرة والاستعداد للامتحان، خصوصاً أن كثيراً من الطلبة لايعرفون نتائجهم حتى الآن».

واضاف زميله، محمد احمد الجفري، أنه منذ الصباح داخل المنطقة التعليمية، والرد الوحيد الذي حصل عليه من الموظفين، هو أن «هناك خطأ تقنياً في الوزارة يمنع من ظهور نتائج الطلاب»، متابعاً أنه لا يعرف ما مصيره في حال الرسوب في مواد، وكيف سيؤدي امتحان الاعادة وهو لا يعرف نتيجته؟

واكد طلاب في تعليم الكبار انهم يواجهون المشكلة نفسها، وقالت الطالبة في مدرسة أحد لتعليم الكبار، اميمة مطر، إن «المدرسة لم تسلمنا أي نتائج، ولا نعرف حتى الآن مصيرنا، خصوصاً أن معظمنا يتوقع دخول امتحان اعادة في بعض المواد، لكننا لم نعرفها حتى الآن».

تعميم على النتائج

من جهة أخرى تجمع بعض طلاب في صفوف العاشر والحادي عشر وذووهم، داخل المنطقة التعليمية، بعد رفض المدارس تسليم شهاداتهم، بسبب عدم تسديدهم الرسوم المدرسية عن العام الدراسي السابق، مشيرين الى أن المدارس أخبرتهم بأن لديها تعميماً بعدم تسليم نتائج الطلاب إلا بعد تسديد الرسوم المدرسية.

في المقابل، اكد المدير التنفيذي للعمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم محمد سالم الظاهري، وجود إشكالية في المنطقة وزحام شديد بسبب تأخر شهادات بعض الطلاب، موضحاً أن هناك مشكلة في البرنامج الخاص بدرجات الثاني عشر، بحيث لم يتمكنوا من استخراج طلبة الاعادة.

وشدد الظاهري على أن المشكلة ليست من جانب المجلس أو المنطقة التعليمية، لكنها ناتجة من وجود خلل في نظام الالكتروني الخاص بدرجات الطلاب التابع لوزارة التربية والتعليم.

وكشف عن اشكالية أخرى من الطلبة الذين يتوافدون على المنطقة، طمعاً في رفع درجاتهم في بعض المواد، ليقتصر رسوبهم على ثلاث مواد ويتمكنوا من دخول الاعادة بدلا من اعادة السنة، وأن بعضهم لديه رسوب في خمس وسبع مواد.

تويتر