بهدف دعم التواصل بين الأسرة والمعلمات الأجنبيات

« أبوظبي للتعليم » ينظم دورات لتــقوية اللغة الإنجليزية لدى الأمهات

مدربة تساعد الأمهات المشاركات على معرفة الأطعمة باللغة الإنجليزية. الإمارات اليوم

قال مجلس أبوظبي للتعليم إنه نجح في دعم التواصل بين الأسرة والمعلمات الأجنبيات، من خلال إقامة دورات اللغة الإنجليزية، التي ينظمها في بعض المدارس مجاناً.

وأضاف أن الدورات شهدت إقبال عدد كبير من أمهات الطلبة في مدارس أبوظبي، وأن المشاركات طالبن بتعميم الفكرة على المدارس كافة، لزيادة أعداد المستفيدين منها. كما طالبن بفتح باب المشاركة أمام الآباء. ولم يذكر مجلس أبوظبي للتعليم، عدد المشاركات، لكنه أكد أن دورة تعليم اللغة الإنجليزية للأمهات، التي من المقرر أن تستمر شهرين، تستهدف تعزيز التواصل بين ذوي الطلاب والمعلمات الاجنبيات، ضمن خطة لزيادة التفاعل بين المدرسة والمنزل، وتبادل الاقتراحات والأفكار في ما بين الجانبين، بما يسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية.

وأكد مدير عام المجلس الدكتور مغيير خميس الخييلي لـ«الإمارات اليوم» حرص المجلس على ربط المدارس بالمجتمع المحلي، باعتبارها مراكز للعلم والثقافة والأنشطة الهادفة، التي تستفيد منها فئات المجتمع كافة، فضلاً عن تعزيز قيم الانتماء والحفاظ على التراث والثقافة والهوية الوطنية لدى الطلبة وذويهم.

وأعربت الأمهات المتدربات عن سعادتهن البالغة باهتمام مجلس أبوظبي للتعليم بالنهوض بمستوياتهن في اللغة الإنجليزية، للتواصل مع المجتمع المدرسي بصورة فعالة، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمامهن لحضور بعض الحصص للتعرف إلى طريقة الشرح، حتى يستطعن تطبيقها مع أبنائهن وبناتهن في المنازل.

وقالت إحدى المتدربات، أروى الحامد، إن الهدف من مشاركتها هو تعلم اللغة البسيطة التي تستطيع التحدث من خلالها مع معلمة الفصل، مشيرة إلى أنها كانت تواجه صعوبة بالغة في التعامل مع المعلمات الأجنبيات.

وأكدت متدربة أخرى، فايزة عبدالله، أن المدة الزمنة المحددة للتدريب جيدة جداً، وتساعد على إتقان وممارسة اللغة الإنجليزية، خصوصاً أنها تتابع بعد حصة التدريب الحصص الدراسية مع الطلبة، ما يساعدها على استعادة ما تعلمته من المدربة.

ورأت المتدربة نورا مطر أن توقيت حصص التدريب مناسب، لأنها ليست موظفة، مضيفة أنها كانت ترغب في تعلم اللغة الإنجليزية منذ وقت طويل، وعندما طرح المجلس فكرة تدريب الأمهات وتعليمهن هذه اللغة بادرت إلى التسجيل.

وأيدت المتدربة سلمى راشد آراء نورا، لافتة الى أن ما يميز هذه الدورة هو أسلوب التحاور بين المدربة والأم، خصوصاً لمن تملك حصيلة لغوية، إذ يمكنها تنميتها من خلال هذه الدورة.

وذكرت المتدربة بدرية محمد أنها كانت قبل ذلك تنطق الحروف والكلمات الإنجليزية بصورة خاطئة، ولذلك قررت أن تتعلم اللغة لتحسين نطقها لمساعدة أولادها في المذاكرة، لافتة الى أن هذه الدورة شجعتها على استكمال دراستها من خلال الانتساب إلى تعليم الكبار.

في المقابل، شكت أمهات طلبة عدم تمكنهن من التسجيل في هذه الدورة بسبب عدم معرفتهن بها مسبقاً، أو إقامتها في مدارس غير مدارس أبنائهن.

وقالت أم راشد إن على المجلس تطبيق هذه الدورة في جميع المدارس حتى نستفيد جميعا منها، بدلاً من قصرها على مدارس بعينها، خصوصاً أن شكاوى الأمهات من صعوبة التعامل مع المعلمات الاجنبيات تخص كل المدارس ولا تقتصر على المدارس المقام بها الدورة فقط.

وطالبت خلود سامي، وهي والدة طالبين، بالمساواة بين الامهات في فرص التعلم، خصوصاً أن ذلك سيعود بالإيجاب على أبنائهن، لافتة إلى أن اللغة الانجليزية أصبحت المقياس الاول في التعليم، وعليها يتحدد نوع الكلية التي يمكن للطالب الانضمام إليها.

وأكدت علياء سليمان، وهي والدة طالبة في المرحلة الاعدادية، أن حرصها على الانضمام إلى هذه الدورة ومطالبتها بتعميمها في جميع المدارس لا يهدفان فقط لمساعدة ابنتها في الدراسة، وتسهيل التعامل مع المعلمات الاجنبيات، بل لمساعدتها لنفسها أيضاً، إذ إن اللغة الانجليزية أصبحت اللغة الأولى للتفاهم داخل الدولة بسبب تعدد الجنسيات، وشيوع الإنجليزية كلغة تفاهم مشترك.

وطالبت سلمى موسى، والدة طالب، المجلس بتخصيص فصول لتدريس اللغة الإنجليزية للأمهات داخل المدارس في الفترة المسائية، وألا تقتصر الدورة على الفترة صباحية، حتى تستطيع الامهات العاملات التسجيل فيها والاستفادة منها. كما طالبت بفتح باب التسجيل أمام الآباء أيضاً.

من جانبها قالت مديرة مدرسة وروضة أبوظبي، فاطمة أحمد البستكي، (إحدى المدارس المشاركة في المشروع)، إن المدرسة حريصة على التواصل مع المجتمع المحلي، خصوصاً الآباء والأمهات، منذ اللحظة الأولى لدخول الطفل الروضة، خصوصاً في ظل تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي أطلقه المجلس بداية العام الدراسي الجاري، والذي يعتبر التواصل بين الأسرة والمدرسة هدفاً رئيساً من أهدافه، إذ يتيح الفرصة للمساهمة بفاعلية في المجتمع المدرسي.

وأضافت أن فكرة تنظيم دورات في اللغة الإنجليزية جاءت من منطلق وجود معلمات أجنبيات مرخصات لتدريس اللغة الإنجليزية من جنسيات أجنبية، ولا يتحدثن اللغة العربية، إضافة إلى وجود رغبة لدى أمهات طلبة المدرسة في التواصل مع هؤلاء المعلمات بلغتهن، فاقترحن خلال الاستبيانات أن تكون هناك دورات لتعلم هذه اللغة. ولفتت البستكي إلى التعاون مع مركز المعلمين البريطانيين CfBT الذي يعد إحدى شركات الدعم الفني لمدارس الشراكة، مشيرة إلى أن المدرسة تتيح لذوي الطالب القدرة على متابعة طفلهم في المنزل باستخدام مهارات التواصل باللغة الإنجليزية، سواء من خلال متابعة التقويم الشهري للطفل، الذي يتم إعداده من قبل المدرسة، أم بالتواصل المباشر مع المدرسة والمعلمة، ويتضمن التقويم الخطة اليومية والأسبوعية لتعليم الطفل.

وأشارت إلى أن التجهيز للدورة بدأ في 15 أبريل الماضي بإجراء مقابلات للأمهات لتحديد مستوياتهن في اللغة الإنجليزية، ثم تم تصنيف المتقدمات إلى مجموعتين، لافتة إلى أن البرنامج لا يركز على تنمية مهارات اللغة فحسب، وإنما يتناول أيضاً كيفية فهم التوقعات التعليمية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها في برامجها الأكاديمية.

وتابعت أن التدريب يبدأ في الحادية عشرة صباحاً، ويستمر ساعة، وبعدها يكون بإمكان الأم أن تتجه إلى فصل ابنها، أو ابنتها، وتقضي بعض الوقت معه أثناء الحصص، لأن وجود الأم في المدرسة يجعلها قادرة على فهم أسلوب المدرسة في التعامل مع الطلبة، ويتيح لها الفرصة للمشاركة باقتراحاتها وآرائها في بعض المشكلات التي تعترض العملية التعليمية.

من جهتها، قالت مدربة اللغة الإنجليزية في فريق الشراكة بالمدرسة، شيفون سوبيت، «نحاول من خلال الدورة التدريبية لتعليم اللغة الإنجليزية لأمهات طلبة المدارس أن نعطيهن فكرة عامة عن مستوياتهن، مع غرس الثقة في نفوسهن بأنهن يستطعن تحسين هذه المستويات، وأن عليهن استخدام ما لديهن من رصيد لغوي دون خجل أو خوف من الوقوع في الخطأ، مشيرة إلى أن الهدف من تعليم الأمهات مبادئ اللغة الإنجليزية خلق القدرة على التحاور والتواصل مع المعلمات، والمقدرة على الفهم وتوصيل ما يرغبن فيه».

وأشارت إلى أن أبرز المشكلات التي واجهت تنفيذ البرنامج هي ترتيب الجدول الزمني للتدريب، واستطاعت إدارة المدرسة أن تتغلب على هذه المشكلة بالاتفاق مع الأمهات المتدربات.

تويتر