‏‏‏تربويون: طلبة الثانوية غير مؤهلين لاختيار التخصص الدراسي

«تلمذة مهنية» في المدارس العام المقبل‏

طلاب ثانوية من الفصل الماضي أثناء أداء امتحاناتهم. الإمارات اليوم

‏كشفت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي لـ«الإمارات اليوم» عن اعتزام الوزارة تعيين مرشدين في المدارس الثانوية، لاستكشاف الميول المهنية للطلبة، ومساعدتهم على تحديد مساراتهم الوظيفية قبل اختيار تخصصاتهم الدراسية. وقالت إن النظام الجديد الذي يسمّى «التلمذة المهنية» سيكون جاهزاً للتطبيق في مدارس المرحلة الثانوية اعتباراً من العام الدراسي المقبل.

‏مرشد وظيفي

عزا المدير التنفيذي لتطوير الكوادر الوطنية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عيسى الملا، عزوف الطلاب عن العمل في السوق الخاصة، إلى عدم وجود مرشد وظيفي في مدارس التعليم الثانوي.

وأضاف أن سوق العمل تحتاج إلى إرشاد طلبة المدارس إلى الوظائف المطلوبة، لسد الشواغر في القطاعات كافة، من خلال التعاون مع شركات القطاع الخاص في برنامج الإرشاد الوظيفي وإلزام الطلبة بالعمل شهراً في فترة الإجازات السنوية، واحتساب فترة العمل ضمن الدرجات النهائية، بهدف إكسابهم مهارات عملية.

وحذر من أن استمرار الغياب الوظيفي في مدارس التعليم الثانوي سيسبب حدوث نقص كبير في الوظائف الأساسية في سوق العمل.

وأضاف الملا أن احتياجات القطاع الخاص من الكوادر الوطنية المهنية أكثر من احتياجات القطاع العام، مطالباً بضرورة توفير حوافز مالية لجذب أكبر عدد من المواطنين المختصين إلى القطاع الخاص

وأكد تربويون أن معظم طلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والخاصة، يواجهون صعوبة في اختيار التخصص الأكاديمي المناسب بعد تخرجهم في الثانوية العامة، وأنهم غير مؤهلين لتحديد وجهتهم العملية المستقبلية، عازين ذلك إلى عدم وجود حصص إرشادية تبين لهم أهمية اختيار التخصص الأكاديمي المناسب للمستوى التعليمي، وترشدهم الى احتياجات سوق العمل.

وتفصيلاً، قال رئيس قسم الإدارة التربوية في منطقة رأس الخيمة التعليمية إبراهيم البغام، إن طلبة التعليم الثانوي يحتاجون إلى من يرشدهم إلى التخصصات الأكاديمية التي تتناسب مع مستواهم التعليمي «لأن معظم الطلبة ليس لديهم أدنى فكرة عن التخصصات التي يرغبون في الالتحاق بها فور تخرجهم في المرحلة الثانوية، ولا يمتلكون القدرة على تحديد مستقبلهم الوظيفي».

وأضاف أن «عدداً كبيراً من الطلبة يضيّع سنوات عدة في دراسة أكثر من تخصص أكاديمي، من دون أن يتمكن من تحديد التخصص الذي يناسب مستواه التعليمي، ويلبي متطلبات سوق العمل»، متابعاً أن «هناك طلبة يفضلون العمل في المؤسسة العسكرية أو في وظيفة أخرى، بسبب عدم وجود مرشدين متخصصين لتوعيتهم بالتخصصات التي تناسب مستواهم التعليمي، لتسهيل حصولهم على وظائف في سوق العمل».

وطالب البغام مدارس التعليم الثانوي بتعريف طلبتها بالتخصصات الأكاديمية التي تعاني نقصاً في الكادر الوظيفي للمواطنين، حتى يتمكن الطالب من تحديد التخصص المناسب للمهارات التعليمية والشخصية التي يمتلكها.

وحذر من أن «غياب المرشد الوظيفي لطلبة التعليم الثانوي، سيعرّض المجتمع لنقص أكبر في عدد الكوادر الوطنية في مختلف الوظائف الحيوية المطلوبة».

ورأى مدير مدرسة المجد الثانوية إبراهيم الجاوي، أن إلزام طلبة التعليم الثانوي بدراسة المواد المقررة في المنهاج الدراسي «أدى إلى إضعاف مهاراتهم وميولهم، وأثر سلباً في قدرتهم على اختيار التخصص الأكاديمي»، مشيراً إلى ضرورة تخصيص مناهج في التعليم الثانوي تتيح للطالب أن يحدد التخصص الأكاديمي الذي يرغب في دراسته جامعياً.

وأكد ضرورة «تعديل المناهج الدراسية لتكون 70٪ تطبيقية و30٪ نظرية، حتى يتخرج طلبة قادرون على دراسة التخصصات الأكاديمية العلمية وسد الشاغر الموجود في الوظائف الأساسية في الدولة».

وأشار إلى أن «غياب مناهج دراسية متخصصة أدى إلى دخول طلبة تخصصات جامعية غير مرغوب فيها في سوق العمل» ،مطالباً الوزارة بوضع خطة لتعريف طلبة التعليم الثانوي بالوظائف الشاغرة في الدولة والتخصصات المطلوب دراستها، إضافة الى ابتعاث الطلبة المتفوقين للدراسة في جامعات خارج الدولة، لسد الشواغر خلال المرحلة المقبلة.

ورأى مدير مدرسة طمب للتعليم الثانوي حسن غزلان، أن غياب المرشد الأكاديمي عن مراحل التعليم الثانوي أدى إلى عزوف كثير من الطلبة عن التخصصات الضرورية في الدولة، مضيفاً أن «الوزارة تأخرت كثيراً في وضع البرامج والأنشطة اللاصفية لترشيد الطلبة وتوجيههم نحو التخصصات العلمية التي تحتاج إليها الدولة».

وأكد أن السبب الرئيس في غياب كوادر وطنية طبية وهندسية وفنية في القطاعين العام والخاص، هو عدم الاهتمام بتوجيه طلبة التعليم الثانوي إلى التخصصات التي تعاني نقصاً من المواطنين.

وحمّل مدير مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي يعقوب ليواد، أسرة الطالب مسؤولية كبيرة عن التحاقه بتخصص لا يناسب مستواه التعليمي، مضيفاً أن «طلبة متفوقين حصلوا على 95٪ في الثانوية العامة، تخصصوا في علم النفس والاجتماع على الرغم من أن مستواهم التعليمي يؤهلهم لدراسة تخصصات أكاديمية علمية تلبي احتياجات سوق العمل».

وأكد ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية للبدء في تطبيق مشروع المرشد الطلابي أو «المرشد الأكاديمي» وتحديد الوظائف المطلوبة في القطاعين العام والخاص، حتى لتوجيه الطلبة نحو التخصصات الشاغرة، وتعيينهم لاحقاً، بعد الحصول على الشهادات الجامعية.

في المقابل، قالت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي، إن الوزارة تعتزم وضع نظام جديد، تعده إدارة الإرشاد الطلابي، يتضمن تعيين مرشدين وأكاديميين وفنيين في المدارس الثانوية، لاستكشاف الميول المهنية للطلبة، وإكسابهم مهارات فنية وأكاديمية تؤهلهم لاختيار التخصصات العلمية، وتحديد توجهاتهم الفنية، والمسار الوظيفي، قبل دخولهم الجامعة.

وأكدت أن النظام الجديد سيكون جاهزاً للتطبيق اعتباراً من العام الدراسي المقبل، مضيفة أن الوزارة ستعمل وفق خطتها الاستراتيجية في تطوير التعليم ومناقشة اقتراحات الإدارات المدرسية، على دراسة مشروع إنشاء «غرف محاكاة» أو ما يسمى بـ«التلمذة المهنية» في مدارس المرحلة الثانوية.

وأشارت إلى زيارة أَجرتها أخيراً لجنة من إدارة تطوير المناهج في الوزارة إلى مدرسة في دولة خليجية، تطبق برنامج التلمذة المهنية، بهدف الاطلاع على المشروع ومناقشته مع الإدارات المعنية في الوزارة. ولفتت إلى أن الوزارة لا تمانع تطبيق التجارب التعليمية الناجحة التي تطبقها مدارس أخرى، بهدف تطوير المستويين التعليمي والأكاديمي للطلبة ومساعدتهم على دخول سوق العمل من دون أي معوقات.‏

تويتر